أكد المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للمجالس النيابية حرص الحكومة على مد جسور التعاون مع مجلس الشورى والاستجابة لكل الرؤى والمقترحات التي يطرحها أعضاؤه في سبيل النهوض بالوطن. وقال بجاتو خلال كلمته التى ألقاها اليوم في أول جلسة يحضرها بمجلس الشورى إن الحكومة تتعهد ببذل كل الجهد في تيسير ذلك، مؤكدا أن الحكومة عاقدة العزم على المضي قدما مع مجلس الشورى لتحقيق إرادة الأمة وأمالها وأمانيها وتحقيق طموحات شعبنا العظيم. وقال بجاتو :"أعاهد الله أن أضع صالح الوطن ولا شيء غيره نصب عيني وأن أبذل قصارى جهدي على مد وشائج التعاون مع النواب وكافة القوى السياسية قاصدين التوافق الذى يجمع، واضعا شعار"عيش حرية عدالة اجتماعية". وأضاف بجاتو :"آمل أن اكون همزة وصل بين حكومة مصر 25 يناير ونواب شعبها العظيم في هذه المرحلة الفارقة في تاريخ مصر". وتابع:" لقد ابتليت منذ ما يناهز الثلاثة عقود شرف الجلوس على منصة القضاء ومنذ اللحظة الأولى وضعت نصب عيني خيارين لا ثالث لهما؛ فإما أن أكون من تلك القلة التي بشرها الله تعالى عرائس جناته وإما أن اتبوا مقعدا بالنار في زمرة من توعدهم الله لهيب سقر، وقال لقد أفرغت جل جهدي وعملت ووسع طاقتي كي أكون من الأوائل". وكان الدكتور عصام العريان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة قد قدم التهنئة للمستشار حاتم بجاتو معربا عن أمله في أن يكون هناك تعاونا بين النواب والحكومة لخدمة الوطن. وجاء نص كلمة بجاتو كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم "فبما رحمةِ من الله لِنت لهم ولو كنت فظاً غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمتَ فتوكل على اللهِ إن اللهَ يُحب المتوكلين". السيد الدكتور/ أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى الموقر السيدات والسادة أعضاء المجلس الأجلاء شَرُفتُ اليوم بالوقوف بين جنبات مجلسكم العريق، وزيراً لشئون المجالس النيابية، مُمثلاً للحكومة، مُعتزاً بالثقة التي أوليت لي في التعديل الوزاري الأخير، مُستشعِراً عِظَمَ المسئولية، أن أكون همزة وصل بين حكومة مصر 25 من يناير ونواب شعبها العظيم، في هذه المرحلة الفارقة في تاريخ مصرنا الغالية، حيث نسعى جميعنا سعياً حثيثاً لإقامة دعائم بناء الوطن وتشييد قواعد عزته نستهدف رفعته وأن يتبوأ مكانته اللائقة في طليعة الأمم. السيدات والسادة يقول من جلَ اسمه وعَظُمَ شأنه، ببليغ حكمتِهِ وعدل قضائه "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعَمَا يَعِظُكُم به إن الله كان سميعاً بصيراً" إن العدل أمر إلهي، كلف به كل من ولي شأناً من شئون البلاد، أو أمرا من أمور العباد، أقاضياً كان أم مُشرعاً أم حاكماً. ولقد ابتليتُ منذ ما يُناهزُ الثلاثة عقود، بشرف الجلوس على منصة القضاء، ومنذ اللحظة الأولى ونصب عيني، خياران لا ثالث لهما : فإما أن أكون من تلك القلة التي بشرها الله تعالى عرائش جناته، وإما أن أتبوأ، والعياذ بالله، مقعداً بالنار في زمرة من توعدهم الله لهيب سقر. وقد أفرغت جُل جهدي، وعملت وسع طاقتي كي أكون من الأوائل، لا يرشدني في ظلمة حيرتي سوى هادي العدل. وإذ مَنَ عليَ المولى عز وجل باختبار جديد فمنحني فرصة خدمة هذا الوطن من خلال موقع آخر، مفارقاً لمنصةِ القضاء، بغير أن يفارقني، بمشيئة الله، دثار القاضي وسمته، فليس أمري الآن بخارج عن التكليف الإلهي : بأمره بالعدل والإحسان. فما نحن إلا أناس كباقي خلقه، وإن كنا أثقل حملاً، فما الوزارة إلا من الوِزر : أي الحمل الثقيل، وإنا لنأتي يوم القيامة حاملين أوزارنا وأوزار من في عهدتنا من أبناء شعبنا الطيب الكريم، فإن نحن زغنا عن الحق فزاغ معنا غيرنا ممن تبعنا هلكنا. فأعوذ بالله أن تدركني عمياء جهولة أو هوى متبعة أو دنيا مأثورة. وإنني إذ أشرف اليوم بالوقوف بين يدي شعبنا العظيم مُمثلاً في نوابه الموقرين، فإني لأعاهدُ الله أمامهم أن أضع صالح هذا الوطن، ولا شئ غيره، نُصبَ عيني، لا أبارِحُهُ، قُربةً لله. راجياً منه سبحانه توفيقه ورضائه، وأن أبذل قصارى الجهد على مد وشائج التعاون مع السادة نواب الشعب الموقرين وكافة القوى السياسية، مستهدفين، جميعاً عِزة وطننا ورخائه، أمنه ونمائه، نابذين الخُلف الذي يُفَرق، قاصدين التوافق الذي يجمع، منضبطاً في ذلك كله بالدستور الذي أقسمت على احترامه، فلا أخالف أوامره، ولا أجاوز نواهيه، ولا أحيد عن تخومه، ولا أتعدى حدوده، واضعاً شعار عيش حرية عدالة اجتماعية نبراساً هادياً، داعياً الله في كل هذا أن يُديمَ علىَ حيدة القاضي وتجرده، وأن يمنحني رحابة صدر السياسي وحصافتهِ، متمثلاً في كل وقت وحين قولة الإمام علي رضي الله عنه "أحمقُ من يبيع دينه بدنياه، وأشدُ حُمقاً من يبيع دينهُ بِدُنيا غيره". السيدات والسادة كما أحب أن أؤكد مرة أخرى كممثل للحكومة، أن الحكومة حريصة كل الحرص على مد جسور التعاون مع مجلسكم الموقر، والاستجابة لكل الرؤى والمقترحات التي يطرحها أعضاؤه، في سبيل النهوض بالوطن، واعدةً أن تبذل كل الجهد في تيسير ذلك ما سمحت إمكانيات التنفيذ. إن الحكومة لعاقدة العزم المُضي مع مجلسكم الموقر على درب تحقيق إرادة الأمة وأمالها وأمانيها وتحقيق طموحات شعبنا العظيم. وفقنا الله جميعاً لما فيه خدمة مصرنا العزيزة، والله من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.