اعلنت جمعية اميركية تمثل اطفالا هم ضحايا كهنة اعتدوا عليهم جنسيا الثلاثاء انها رفعت دعوى ضد البابا ومسؤولين اخرين في الكنيسة الكاثوليكية امام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الانسانية"، في خطوة رمزية بالدرجة الاولى. وقدم مسؤولون في جمعية "اس ان اي بي" بالتعاون مع محامين من منظمة "سنتر فور كونستيتوشنال رايتس" غير الحكومية "طلب اعلان الصلاحية القضائية" لدى المحكمة الجنائية الدولية. واتهموا مسؤولين في الفاتيكان ب"التساهل والتستر على جرائم جنسية واغتصاب لاطفال في العالم اجمع". وارفقوا شكواهم بعشرة الاف صفحة تدعم بالوثائق قضايا التحرش الجنسي باطفال بحسب بيان للجمعية التي تأسست في الولاياتالمتحدة. واضافة الى البابا ضمت قائمة الجمعية ثلاثة كرادلة يمارسون او مارسوا مسؤوليات عليا في الكنيسة وهم امين سر دولة الفاتيكان وهو بمثابة وزير خارجية والمسؤول الثاني في الكرسي الرسولي الايطالي ترشيسيو برتوني، وسلفه انجيلو سودانو وهو ايطالي ايضا ورئيس مجمع عقيدة الايمان الاميركي وليام ليفادا الذي خلف في هذا المنصب جوزف راتسينغر عندما انتخب الاخير لسدة البابوية تحت اسم بنديكتوس السادس عشر. وعندما سئل عن هذه الدعوى لم يشأ المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي الادلاء باي تعليق. وتوجه اعضاء في الجمعية اتوا من المانياوالولاياتالمتحدة وهولندا وبلجيكا، اربع بلدان طالتها فضيحة التعديات الجنسية على اطفال في الكنيسة-- الى لاهاي للمطالبة بملاحقات قضائية بحق البابا وثلاثة مسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية "لمسؤوليتهم المباشرة" في هذه القضية. ونقل البيان عن محامية المركز باميلا سبيز قولها ان "مسؤولين كبارا في الفاتيكان تستروا على جرائم ضد عشرات الاف الضحايا معظمهم من الاطفال". ولا يمكن لجمعية ان ترفع دعوى امام المحكمة الجنائية الدولية لكن يمكنها ان تقوم بمجرد "اخبار". وليس بامكان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ان يفتح تحقيقا الا بطلب من دولة صادقت على اتفاقية روما التي تأسست بموجبها المحكمة، ومن مجلس الامن الدولي او بمبادرتها الذاتية. ومنذ بدء عمل المحكمة الجنائية الدولية في 2002 في لاهاي تلقى مكتب المدعي العام اكثر من ثمانية الاف "اخبار" بدون التوصل الى نتيجة. وفي الماضي رفض اساقفة او اهملوا، وفي بعض الحالات الفاتيكان، شكاوى عديدة قدمها ضحايا تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل كهنة وقاموا بنقلهم الى اماكن اخرى او حمايتهم. والقت هذه الفضيحة بظلالها على الكنيسة في دول اوروبية عدة حتى وان كان عدد محدود من الكهنة يتحمل مسؤولية هذه التعديات. وعبر البابا بنديكتوس السادس عشر عن خجله وطلب الصفح داعيا الى عدم التسامح ازاء المعتدين جنسيا على الاطفال. وطلب من اساقفة العالم اجمع الذين يتحملون المسؤولية الاولى عن كهنتهم بالتعاون كليا مع الاجهزة القضائية. لكن الجمعية لا تثق بهذه الرغبة في الشفافية والعدالة ولم تخفف من اتهاماتها. وبدأت المنظمة الثلاثاء بجولة اعلامية ستقودها الى امستردام وبروكسل وبرلين وباريس وفيينا ولندن ودبلن ووارسو ومدريد وروما لتحمل "شكواها الى ابواب الفاتيكان".