قالت صحيفة الاقتصادية السعودية: إن مصر لم تعد ضمن خيارات السياح السعوديين في صيف 2012، وإنها أصبحت خارج حساباتهم بالنظر إلى تأثير الاضطرابات السياسية التي تمر بها البلاد أخيرًا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وكالات السياحة والسفر في السعودية قولهم: إن مصر أصبحت خارج حسابات السياح السعوديين في صيف 2012، مشيرين إلى أن بوصلة العائلات اتجهت نحو دول أوروبا، أميركا وماليزيا، بالنظر إلى استقرارها ووجود أبنائهم من المبتعثين هناك. ولاحظ المسؤولون تراجعًا كبيرًا في حجوزات سفر السعوديين إلى مصر، خصوصًا في ظل التوترات الأخيرة التي حدثت، موضحين أن الفنادق المصرية أصبحت تعمل ب5 % فقط من طاقتها الإجمالية خلال الفترة الأخيرة، وأن استمرارها بهذا الشكل سيضرب الاقتصاد المصري ويفاقم من أوجاعه. ولفتوا إلى أن الدول السياحية العربية الأخرى ستكون هذا العام أيضًا خارج قائمة خيارات السياح السعوديين، وذلك تبعًا لوجود اضطرابات سياسية فيها أو في دول محيطة بها. يأتي ذلك في وقت يسعى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي لإصلاح العلاقات بين مصر والسعودية عقب الأزمة الأخيرة بين البلدين. فقد أعلن العربي أنه أجرى اتصالات مع وزيري الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمصري محمد كامل عمرو بشأن الأزمة الحالية بين البلدين, في حين أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حرصه على تجاوز أي أزمة مع السعودية. ووصف العربي الأزمة بأنها سحابة عابرة, وقال في بيان: إن العلاقات التاريخية والإستراتيجية المتميزة بين مصر والسعودية لا يمكن أن تتأثر بحادث عارض سوف يعالج في إطاره المعتاد, وفقًا للجزيرة نت. وفي محاولة للتهدئة, أعرب مجلس الوزراء المصري في بيان أمس عن أسفه واستنكاره للحوادث التي صدرت ضد السفارة السعودية بالقاهرة، مشيرًا إلى "أن تلك الحوادث التي تُسيء إلى العلاقات المصرية السعودية عميقة الجذور عبر التاريخ، هي حوادث فردية لا تعبِّر إلا عن رأي من قاموا بها". بدوره, أكد المجلس العسكري حرصه على تجاوز أي أزمة عارضة تواجه العلاقات المصرية السعودية، مشددًا - في بيان عبر صفحته على فيسبوك مساء أمس - على عمق العلاقات، واعتبر أن ما حدث لا يعد سوى تصرفات غير مسؤولة "نأمل تجاوزها في أسرع وقت". كما شدد على أن مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في مصر محل اهتمام كامل لدى الجهات الأمنية المسؤولة والعناصر الفاعلة بالدولة. وكان الداعية المصري البارز الشيخ محمد حسان قد أكد أن مصر وبلاد الحرمين بلدان شقيقان لا يتفرقان ولا يتنازعان أبدًا. وشدد الشيخ حسان على أن مجلس شورى العلماء على استعداد للسفر إلى السعودية لاحتواء الأزمة ولإعادة العلاقات إلى طبيعتها لو كلف بذلك. وطالب الشيخ حسان في برنامجه "التفسير" على قناة الرحمة قادة المملكة العربية السعودية بأن يعفوا عن ابننا، في إشارة إلى المحامي والناشط الحقوقي أحمد الجيزاوي. وقال: "يجب على المصريين أن يقدروا السعوديين، كما يجب على السعوديين أن يقدروا المصريين". وكان المجلس العسكري في رسالة له يوم الأحد قد أكد على عمق العلاقات المصرية السعودية على المستوى الشعبي والرسمي وحذر من مؤامرات لتمزيق الأمة الإسلامية.