إن الإحتلال الأمريكى للعراق فى العصر الحديث هو أسوأ ما تعرض له شعب على مر التاريخ . فلم يحصل لشعب آخر من شعوب الأرض أن تعرض للتشويه والتقتيل والتضليل الإعلامى وقلب الحقائق رأسًآ على عقب مثلما حدث فى العراق . الغرض من تغيير النظام الشرعى العراقى. وإستبداله بنظام «ديمقراطى» حسب زعم الهيمنة الأمريكية ولم يكن لأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل بل بسبب تجاوز صدام حسين فى حق إسرائيل وضربها بصواريخ إسكود. وهو ما جعل الغرب وخاصة أمريكا تسعى لتركيع الشعب العراقى إقتصاديا وعسكريا وسياسيا وهو ما وعد به بوش الأب الرئيس الأمريكى الأسبق ونفذه بالفعل .إن هذا التصميم نابع بالدرجة الأولى من إستراتيجية أمريكية رامية إلى فرض السيطرة على منابع النفط الرئيسية فى منطقة الخليج بإعتبار أن العراق يقع وسط منطقة تحتوى على أكثر من ستين بالمائة من إحتياطى النفط العالمى. وهذا ما يتفق عليه الخبراء النفطيون فى العالم وخبراء الطاقة والاقتصاديون الذين يرون أن المعارضة الدولية ضد الحرب الأمريكية على العراق كانت تدخل ضمن هذا الإطار والمفهوم، كما أن القوى الاقتصادية العالمية كانت تعلم جيداً الأهداف الحقيقية وراء تصميم واشنطن للمضى قدما فى حربها ضد بغداد. وهى وراء الإنزعاج الكبير الذى أثارته النوايا الأمريكية فى مهاجمة العراق فى أوساط دول حليفة ومهمة لدى الولاياتالمتحدة ورغم معرفة واشنطن الأكيدة بأن تجاهل هذا الاعتراض العالمى المتزايد سيترتب عليه كلفة سياسية كبيرة على مدى سنوات طويلة مقبلة .وهو ما جعل الإدارة الأمريكية تدفع ثمنه غالياً فى العراق فإن ذلك لم يثنى الرئيس السابق بوش والصقور فى إدارته عن المضى قدماً لشن الهجوم على العراق وإحتلاله بالإعتماد على ما قد أعلنوه من أهداف. فعندما سقط صدام حسين سقطت معه العراق وظهرت الإضطرابات التى جرت فى العراق منذ إحتلال الكويت. كان الهدف من ورائها هو إسقاط العراق نهائيا وتسليمها إلى قوى تابعة للقوى الغربية خاصة أمريكا وتأديب الشعب العراقى وإستمر على النهج نفسه خليفته كلينتون وبوش الابن. لقد نفذت الإدارة الأمريكية وعدها وتم تخريب العراق .ورغم أن بعض المحللين يؤكدون أن عودة العراق كشريك تجارى ومنتج للنفط بلا قيود سيقلب رأساً على عقب مجموعة من المصالح الإقتصادية الإقليمية على المدى البعيد. مع إستئنافه لضخ النفط فى الأسواق العالمية الذى يملك ثانى أكبر إحتياطى فى العالم وستكون دول الأوبك أكبر الخاسرين نتيجة لذلك. بينما ستكون شركات النفط الأمريكية المتعطشة لإستغلال إحتياطات النفط العراقى أكبر الفائزين. وهو ما أكدته دراسة الدكتور نبيل إبراهيم حول العرب وأمريكا وإسرائيل حيث يرى الباحث أنه فى هذه الحالة ستحصل الشركات الأمريكية على نصيب الأسد من العقود. منذ العدوان الثلاثينى على العراق عام 1990. فالإحتلال تربع على صدر الشعب . والحكومة التى جائت على الدبابة الإمريكية غير مسؤولة عن أى شىء فى العراق سوى مصالحها . ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحه. وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التى يعيشها الشعب العراقى . فبرغم مرور سنوات كثيرة على الإحتلال الأمريكى. فإن حياة العراقيين فى تدهور مستمر. فالهجرة إلى الخارج مازالت مستمرة وقد تجاوز عدد الهاربين من جحيم الإحتلال الأربعة ملايين . والمهجرين داخل العراق المليون تقريبآ .والأسر تعيش من دون كهرباء ولا ماء صالح للشرب . لنا هنا سؤال . أين الديمقراطية التى تحدث عنها الأمريكان؟ الديمقراطية التى وعدوا بها الشعب المبتلى. كانت ديمقراطية الإرهاب والميليشيات. إنها حرب فاشلة بجميع القياسات . وقد خسر الشعب العراقى خسائر كبيرة ولم يلح فى الأفق مخرج. فالبعض من خونة العراق ومروجى الفكر الانبطاحى يقولون إنها كانت حرب تحرير العراق …….. فهل هذا صحيح؟.