بعد خمسين عاما من الرحلات الفضائية اكتشف العلماء أنهم نسوا شيئا مهما.. لقد اهتموا بالصواريخ حاملة للأقمار الصناعية.. وبالأقمار.. ومئات العقول الإلكترونية.. ومحطات المتابعة الأرضية.. والاهتمام البالغ بالمراصد المدارية.. أي التي تدور حول الأرض مثل مرصد هابل الذي اكتشف حقائق لم نكن نعرفها.. هذه الحقائق سوف تؤدي إلي إعادة كتب الفيزياء الفلكية وغيرها من العلوم بين السماء والأرض.. وبين الأرض والكواكب والنجوم.. والثقوب السوداء وغيرها. أما الذي نسيه العلماء فهي صحة رواد الفضاء.. فرائد الفضاء يعدونه لرحلات طويلة.. مثلا رحلة المريخ التي تحتاج إلي تسعة أشهر ذهابا ومثلها إيابا.. ثم ساعات علي سطح المريخ.. أهم ما يواجه رائد الفضاء هو هشاشة العظام.. فلو أنه ذهب وعاد دون معالجة لانهار جسمه كله.. فعظامه هشة قابلة للكسر فورا.. ولذلك فرائد الفضاء يجب أن يعالج في أثناء وجوده في منطقة انعدام الوزن.. ويكون العلاج فورا. وقد جمع العلماء سجلات الرواد الذين أقاموا طويلا في المحطة الروسية المدارية.. وهذه السجلات بحثتها جامعة تولوز الفرنسية وهيئة الفضاء الأمريكية.. ولذلك قرر العلماء أن أنسب مكان للتدريب الطويل والعلاج هو في المحطة الدولية الروسية. وهناك إقبال شديد من الشبان علي أن يكونوا روادا وفي الوقت نفسه هناك اختبارات شاقة لاختيار الشاب المناسب دون الأربعين.. ففي العام الماضي اختارت هيئة الفضاء الأمريكية13 شابا من بين1056. فالرحلات الفضائية العادية طويلة ذهابا وإيابا.. والأمل أن يمكث الرائد أياما أو أسابيع علي كوكب المريخ أو علي القمر. *نقلا عن صحيفة الاهرام