استهوى الحج الذي يُعد الركن الخامس من أركان الإسلام، الكثير من الباحثين والدارسين والرحالة والمهتمين بهذه الشعيرة، إضافة إلى الكُتاب والمؤلفين، وذلك عبر العصور المختلفة منذ ظهور الإسلام وحتى عصرنا الحاضر. ورصد معجم سعودي 2655 مادة كتبت عن الحج من حيث أحكامه ومناسكه، وتاريخه، وتنظيمه، والطرق التي سلكها الحجاج، والمنازل التي يقيمون فيها، وغير ذلك مما يتعلق بالحج والحجاج عبر عصور التاريخ، سواء كان ذلك من الوثائق أو السجلات الرسمية أو الإحصاءات أو التقارير أو الخرائط أو الأدلة أو الكتب أو النشرات أو الرسائل العلمية أو الأبحاث أو المقالات أو المحاضرات والندوات أو غيرها باللغة العربية، أو مما كتب بلغات أخرى. ونجحت دارة الملك عبد العزيز قبل سبع سنوات، في تبني وإصدار معجم ما أُلّف عن الحج (تاريخه مناسكه تنظيمه، طرقه الرحلات إليه)، وذلك تزامنا مع بدء الدارة في تنفيذ مشروع علمي لتوثيق تاريخ الحج منذ ظهور الإسلام وحتى اليوم، وذلك من خلال رصد المؤلفات والمواد التاريخية وإعداد عمل موسوعي عن تاريخ الحج يتناول هذا الركن في العصور الماضية والعصر الحاضر، ويضع معجما لمصطلحات الحج وآثاره، ودراسات عن طرق الحج وحملاته من أنحاء العالم، والتطور الذي شهدته الأماكن المقدسة في العهد السعودي، إضافة إلى تضمين المشروع ترجمة لأبرز ذات العلاقة بالحج ورحلاته وذكرياته في جميع اللغات. وقسم معد المعجم الدكتور عبد العزيز بن راشد السنيدي، مواد المعجم وفق نوعيتها إلى سبعة أقسام، خصص القسم الأول للوثائق والإحصاءات، والقسم الثاني للخرائط والصور التوضيحية، والقسم الثالث للتقارير، والقسم الرابع للكتب وما شابهها من النشرات والرسائل الصغيرة المستقلة، سواء منها المطبوعة أو المخطوطة أو المفقودة، والقسم الخامس للرسائل العلمية بنوعيها الماجستير والدكتوراه المجازة من الجامعات أو الكليات، وضم القسم السادس الأبحاث والمقالات، أما القسم السابع فخصص للمحاضرات والتسجيلات الصوتية. وتمكن المؤلف من جمع 2655 مادة من الشرائح السابقة، منها 92 مادة من الوثائق والسجلات الرسمية والإحصاءات، ومادتان باللغة الإنجليزية وواحدة باللغة الإيطالية، أما البقية فمكتوبة باللغة العربية. وشمل القسم الخاص بالتقارير 45 مادة، منها عشر مواد باللغة الانجليزية، ومادة واحدة باللغة الفرنسية، أما بقية المواد فمكتوبة باللغة العربية، وجاءت ثلاث مواد منها مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية. وحوى قسم الخرائط والصور 11 مادة، جاءت جميعها باللغة العربية سوى مادة واحدة وردت باللغتين العربية والإنجليزية. وبلغت الكتب 1190 مادة، منها 56 باللغة الفارسية، 31 باللغة التركية، 13 باللغة الإنجليزية، 4 باللغة الفرنسية، وواحد باللغة الأوردية. أما البقية فهي باللغة العربية، أو ما كتب باللغة العربية ومعها بعض اللغات الأخرى. وقد بلغ عدد الكتب المخطوطة من هذا القسم 239 كتابا. وبلغت الرسائل العلمية التي قدمت لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه 70 رسالة، منها 42 رسالة للماجستير، و28 للدكتوراه. هذه الرسائل مكتوبة باللغة العربية ما عدا 13 رسالة كتبت باللغة الإنجليزية مقدمة لعدد من الجامعات الأميركية والبريطانية، منها رسالتان للماجستير، و11 رسالة للدكتوراه، إضافة إلى رسالتين للدكتوراه كتبتا باللغة الفرنسية. وقد جاءت الجهات المانحة للرسائل باللغة العربية على النحو الآتي: جامعة أم القرى 13 ماجستير و5 دكتوراه. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 7 ماجستير و5 دكتوراه. جامعة الملك عبد العزيز 6 رسائل جميعها ماجستير. أكاديمية نايف للعلوم الأمنية «المعهد العربي للدراسات الأمنية والتدريب سابقا» 5 رسائل جميعها ماجستير. جامعة الملك سعود 2 ماجستير وواحدة دكتوراه. الجامعة الإسلامية 2 ماجستير وواحدة دكتوراه. كلية التربية للبنات بالرياض رسالة ماجستير وأخرى دكتوراه. رسالة دكتوراه واحدة لكل من جامعة الأزهر وجامعة عين شمس. ورسالة ماجستير واحدة لكل من جامعة الملك فيصل وجامعة القاهرة وكلية التربية للبنات بجدة وكلية الآداب للبنات بالرياض. أما الأبحاث والمقالات فقد بلغت 1234 مادة، منها 85 مادة باللغة الإنجليزية، و5 مواد باللغة الفرنسية، ومادتان باللغة الألمانية، أما البقية فجميعها مكتوبة باللغة العربية. ومن الأبحاث والمقالات العربية ثماني مواد كتبت ونشرت باللغة الإنجليزية مع العربية، ومادتان كتبتا باللغة الأوردية مع العربية. وقد قدّم لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج «مركز أبحاث الحج سابقا»، من هذه الأبحاث 179 مادة، كتبت منها 85 مادة باللغة الإنجليزية، أما البقية فكتبت باللغة العربية. أما أبرز المجلات التي كتبت فيها الأبحاث والمقالات السابقة فقد جاءت كما يأتي: 203 مجلة الحج، 161 مجلة الفتح، 76 مجلة المنهل، 38 مجلة التوعية الإسلامية، 32 مجلة التضامن الإسلامي، 22 مجلة الفيصل ومجلة الرابطة الإسلامية، 20 مجلة الحرس الوطني، 18 مجلة الفكر الإسلامي ومجلة العرب، 16 المجلة العربية، 15 مجلة دارة الملك عبد العزيز، 14 لكل من المجلة الطبية السعودية ومجلة التوحيد ومجلة الوعي الإسلامي، 11 مجلة منار الإسلام، 10 مجلة البحوث الإسلامية، 9 مجلة الهداية ومجلة البلد الأمين، 7 لكل من مجلة الاقتصاد الإسلامي ومجلة الإسلام ومجلة لواء الإسلام، 6 مجلة الأزهر ومجلة الجندي المسلم، 5 لكل من مجلة كلية الآداب بجامعة الملك سعود ومجلة الأمة ومجلة الدفاع ومجلة أطلال ومجلة التجارة والصناعة، كما شاركت مجلات أخرى عديدة بأقل من ذلك. أما أبرز المؤتمرات والندوات التي قدمت لها بعض البحوث فمنها: 25 مادة قدمت ضمن أبحاث ندوة السلامة في المشاعر المقدسة التي نظمها مركز أبحاث الحج والمديرية العامة للدفاع المدني قبل عشر سنوات، 24 مادة قدمت ضمن ندوة الإعلام في الحج التي عقدت قبل 12 عاما، 7 مواد قدمت لندوة أبحاث الحج «الإسكان»، مركز أبحاث الحج قبل 15 عاما، 6 مواد ضمن دراسات تاريخ الجزيرة العربية «مصادر تاريخ الجزيرة العربية»، جامعة الرياض (الملك سعود حاليا) عام 1979، ومثلها لندوة مشاكل النقل في موسم الحج التي أقامتها وزارة التخطيط بالرياض في عام 1981، 5 مواد قدمت لمؤتمر قدسية الحرمين الشريفين الذي عقد بالقاهرة قبل عقدين، إضافة لمؤتمرات وندوات أخرى ألقيت فيها أعداد أقل من الأبحاث. أما القسم السابع فخصص للمحاضرات والتسجيلات الصوتية، وحوى 13 مادة، منها ثلاث محاضرات منبرية، والبقية من التسجيلات الصوتية من دروس ومحاضرات وغيرها. وحوت الأقسام السابقة ما تمكن المؤلف من جمعه من المؤلفات والكتابات التي أفردت الحديث عن الحج بصفة عامة، أو جانب مرتبط فيه دون ما كتب عنه في ثنايا المؤلفات الفقهية أو التاريخية العامة أو غيرها، وذلك منذ بداية التدوين الإسلامي حتى عصرنا الحالي، سواء منها ما كتب باللغة العربية أو غيرها من اللغات الأخرى بعد ترجمتها إلى العربية مع الإشارة فقط للغتها الأصلية أمام عنوان كل مادة، وقد رتبت المواد الواردة في كل قسم ترتيبا هجائيا وفق اسم المؤلف أو الجهة المسؤولة، كما وضعت أمام كل مادة رقم التسلسل الخاص بها في المعجم. وفي الكتب المطبوعة ذكرت معلومات النشر وافية، كما أشار المؤلف إلى صفحات الكتب. أما المخطوط منها فقد أورد المؤلف المكتبات أو دور الكتب والخزائن الموجودة فيها، ورقم المخطوط، وعد أوراقه، وتاريخ نسخه. كما تعرف المؤلف على بعض الكتب وعنوانه ومؤلفه عن طريق بعض المصادر أو المراجع. وجعل المعجم القسم الخاص بالرسائل العلمية من جزءين، أحدهما لأطروحات الماجستير والآخر لأطروحات الدكتوراه، وبين كل جزء الجهة المانحة للدرجة العلمية وتاريخ ذلك، كما بين حواشي هذا القسم المنشور من هذه الرسائل العلمية، ومعلومات النشر. وفي الأبحاث والمقالات بين المعجم الجهة أو المجلة التي نشرت البحث أو المقالة والسنة أو المجلد والعدد وتاريخ النشر والصفحات. موضحا البحوث والندوات والمحاضرات التي ألقيت في بعض الجهات أو المؤتمرات الجهة التي عقدتها وتاريخ إقامتها. وزود المعجم ببعض الملحقات التوضيحية، وفيها ذكر للجهات الرسمية التي شاركت ببعض البحوث والدراسات لخدمة الحج والحجاج، كذلك أسماء المجلات التي وردت فيها الأبحاث والمقالات، إضافة إلى المؤتمرات والندوات التي عقدت لخدمة الحج أو تناولت بعض أبحاثها أحد الموضوعات المتعلقة به. ورغبة في تسهيل مهمة الباحث والراغب في الإفادة مما ورد في هذا المعجم فقد ذيّل بكشافين، أحدهما للمؤلفين والجهات المسؤولة عن المواد الواردة فيه، وتضمن ذلك أيضاً ما ورد في ثنايا المعجم من المترجمين والمحققين وغيرهم. أما الكشاف الآخر فخصص للمواد الواردة في الكتاب بصفة عامة مرتبة وفق الترتيب الهجائي. ويوضح المؤلف: «أن هذا العمل قد اقتضى الاطلاع على الكثير من الآثار والمصنفات والدراسات القديمة والحديثة من المعجمات والمشيخات والدراسات الحصرية والببليوجرافيات والكشافات والأدلة والفهارس وعدد من كتب التراجم والطبقات والسير وما شابهها، مما وضحته في قائمة المصادر والمراجع آخر الكتاب. كما قمت بزيارة عدد من المؤسسات والمراكز العلمية والمكتبات العامة والخاصة للاطلاع على محتوياتها من الكتب المخطوطة والمطبوعة وغيرها. فضلا عن متابعة العديد من الدوريات والمجلات العلمية لمعرفة الموضوعات الواردة فيها، لا سيما ما لم يزود منها بالكشافات حديثة الصدور مشددا بالقول: ومع ذلك فلا أزعم أنني استقصيت في هذا المعجم جميع ما كتب وألف عن الحج، فالموضوع واسع ومتشعب، والكتابات عنه متنوعة ومتعددة، لكن ذلك جهد بذلت فيه ما وسعني من طاقة، وأحسب أنني فتحت المجال من خلاله للباحثين والدارسين لمزيد من الدراسات والأبحاث المتنوعة حول الموضوع، كما أتمنى أن أكون بإنجازه قد أضفت جديداً لخدمة مكتبتنا العربية الإسلامية العامرة».