البابا شنودة: الكنيسة تسمح للبريء من الزنا بالزواج للمرة الثانية

انتقد دفع رسوم لذكر أسماء المتوفين أثناء القداسات

أكد البابا شنودة الثالث -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- على أن الشخص البرئ من خطيئة الزنا يُصرح له بالزواج مرة ثانية، مشيرا إلى إمكانية مغفرة خطيئة الزنا بعد توبة الإنسان عنها، والسماح له بالمُشاركة في الأسرار الكنسية، ولكن دون السماح له بالزواج ثانية إذا كان الشخص المُخطئ طبقاً لتعاليم الكتاب،.
وأوضح البابا شنودة بأن المغفرة لا تمنع توقيع عقوبة مُعينة، بدليل أن الله قال لآدم "بعرق جبينك تأكل خبزك ولحواء بالوجع تلدين أولاداً"، وبهذا القول غفرت الخطية، ولكن مازالت هناك عوامل موجودة لكي تذكر الإنسان بخطيته.
جاء ذلك على هامش محاضرته النصف شهرية بالإسكندرية الأحد، رداً على سؤال يقول: لماذا الكنيسة تدين الزاني ولا تغفر له اذا تاب..؟
وأضاف البابا شنودة بأنه لا يوجد تعارض مع موقف السيد المسيح عندما غفر للمرأة الزانية التي ضُبطت في ذات الفعل، لأن هذا جاء بمثابة حُكماً عادلاً بعد أن فلت الرجل المُشارك في خطية الزنا معها وأراد الناس أن ينفذوا حُكم الرجم في المرأة فقط.
وانتقد البابا شنودة مُجدداً قصور بعض الآباء الكهنة في خدمتهم الكهنوتية وتسببهم في بعض المشاكل، وقيام البعض بطلب رسوم لذكر أسماء المتوفين أثناء القداسات، مؤكداً على مجانية الصلاة بما فيها الأسرار المُقدسة لأن جميعها هبة من الله فلا يصح الحصول مقابل عنها، ولكن من الجائز استثناء ذلك في الأفراح ودون أن تطلب.
وفي المُقابل أكد البابا شنودة على أن اختيار الآباء الكهنة يتم الآن بموافقة الشعب وبتزكيته لكي يُصبح كاهناً ناجحاً في خدمته ويكون مقبولاً لدى الشعب.
وأكد البابا شنودة على إجازة اعتراف الشخص لدى أي أب كاهن في حال السفر والانتقال إلى بلد آخر، حتى يُمكنه مواصلة مُمارسة الأسرار المُقدسة دون تعطيل.
وانتقد البابا شنودة تجمع بعض الشباب في فناء الكنيسة أثناء القداسات والاجتماعات، ووصف ذلك بأنه منظر غير لائق ويُسئ لقدسية الكنيسة، بل على جانب آخر يُمثل ازعاجاً للآخرين، وطالب الآباء الكهنة بتخصيص بعض الخدام والشمامسة لمنع هذه الظاهرة، مع وضع تعليمات للشعب للالتزام بها.
وعلى صعيد القضايا الاجتماعية انتقد البابا شنودة العواطف الطيارة لدى الفتيات واشتعالها لمجرد رؤية الشاب لأول مرة، والتعلق به دون أن تعرف عنه شيئاً خاصة طباعه ومؤهلاته ومدى التوافق الثقافي والاجتماعي بينهما ومدى قدرته على الالتزام بمقومات الزواج فيما بعد.
وعلى جانب آخر أكد البابا شنودة على أن الحب الحقيقي لا يموت بعد الزواج كما يقول البعض، مُشيراً إلى قول الكتاب "المحبة لا تسقط أبداً"، فمن الجائز قبل الزواج يكون الحب سطحي ومجرد إعجاب، وطالب الزوجين بأن يحتملا بعضهما البعض، ويكون التفاهم بروح المحبة، لأنه من المفترض ان الحب ينمو في الزواج لأن العلاقة أصبحت أعمق عما قبل الزواج.
وفي نفس السياق طالب بحُسن مُعاملة الحموات، خاصة الأرامل منهن ووضعهن في مكانة الأم والتعامل معهن بروح المحبة.
ونصح البابا شنودة ترك الأشياء التي يجدها الإنسان في الأماكن العامة حتى ولو كانت في الطريق، لأنه من المُمكن أن يعود صاحبها ويجدها، لأنها لم تكن من عرق وتعب إلا صاحبها، ولا يجوز اضافتها للعشور "الصدقة" لأنها ليس من تعب من يجدها.
وحول الصلاة على المُتوفي قال البابا شنودة إن الصلاة على المتوفي لا تعني أن سوف تدخله الملكوت، ولكن نحن نصلي لأجله فهي مُجرد صلاة خاصة إذا كان شخصاً تائباً قبل موته، وأيضاً الصلاة من أجله تؤكد على أننا مازلنا نحبه، ولأجل أن يُخفف الله عنه العقاب ويفتح له باب الفردوس.