قال البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إن المطلق الزانى إذا تاب توبة صادقة يغفر له الله فى آخرته ولكن الكنيسة لا تغفر له فى دنياه. وأشار البابا، فى افتتاحية العدد الجديد لمجلة "الكرازة" الناطقة باسم الكنيسة، إلى أن "المطلق الزانى إذا تاب، فإن الله يغفر له من جهة أبديته إن كانت توبته صادقة ومع ذلك تبقى عقوبته فى الدنيا قائمة بعدم زواجه بعد الزنا"، مستشهدا بقصة آدم وحواء قائلا: "بعد خطيئة آدم وحواء، حكم الله على آدم أنه بعرق جبينه يأكل خبزا، وعلى حواء أنها بالوجع تلد أولادا، وقد غفر لهما الله فيما بعد، ولكن بقى الرجل يأكل خبزًا بعرق جبينه والمرأة بالوجع تلد أولاداً". وأضاف: "هكذا يحدث فى عقوبة المتزوج الزانى، الذى لا يؤتمن على زيجة أخرى"، رافضا مطالب البعض بالتخفيف فى العقوبة بدعوى أن التطور الزمنى يفرض تغييرا، وقال: "لا شك أن فى الدين ثوابت معينة لا تقبل التغيير"، بحسب صحيفة المصري اليوم الصادرة الثلاثاء. وكرر البابا رفضه القاطع للزواج المدنى، قائلاً: "هذا الزواج لا تؤمن به الكنيسة إطلاقا، وهو ضد تعاليم الإنجيل الذى يقول (ما جمعه الله لا يفرقه إنسان)، ومن يتزوج مدنيا لا يشعر أن زواجه قد جمعه الله وكذلك من يطلق مدنيا لا يشعر أن ذلك عن طريق الله، مشيرا إلى أن الله يجمع الزواج المسيحى عن طريق الكنيسة". كان البابا شنودة قد رفض حكم المحكمة الدستورية العليا التى قضت بالسماح بالوزواج الثاني، مؤكدا في الوقت نفسه احترامه الكامل للقضاء المصرى وأحكام القضاء ننفذها ، وقال "ولكن إذا وجد فى وقت من الأوقات أن حكم القضاء ضد عقيدتنا سيكون ضمير الشخص لا يستريح أن ينفذ شيئا ضد عقيدته فهى ليست مسألة إننا ضد القضاء ولكنها مسألة التمسك بالشريعة ولا يلومنا أحد إذا تمسكنا بشريعتنا". وأشار إلى أنه لإحداث توافق بين أحكام القضاء وبين أحكام الكنيسة اجتمعت جميع الكنائس فى مصر ومعهم ممثلو الكنائس المصرية التى لها رئاسات فى الخارج وقدموا مشروعا موحدا للأحوال الشخصية عام 1980 وأضاف أنه فى عام 1998 حدث نفس الأمر وقدمنا مشروعا طرأت عليه بعض التعديلات لكنها لم تمس مسائل الأحوال الشخصية مشيرا إلى أن هذا المشروع الموحد سيفض أى عدم اتفاق بين أحكام القضاء حسب لائحة عام 1938 وبين رأى الكنيسة. وشدد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على أنه لا يمنع الزواج الثانى أو زواج المطلقين وقال "نحن لا نمنع الزواج الثانى ولا نمنع زواج المطلقين إطلاقا ولكن نسمح بالزواج الثانى وزواج المطلقين طبقا لتعاليم الكتاب المقدس".