السيدات والسادة قد يكون العنوان الاكثر انطباقا على هذه الندوة هو ماذا حدث للمصريين في ظل 50 عام من التليفزيون ، ماذا حدث للعرب في ظل 50 عام من التليفزيون سوف نقف على ال50 عام الماضية من اجل امور استشرافية للقادم نحن لسنا في مجال محاكمة الماضي بل نحاول وفي محاولة تحليل ال50 عام لنرى ما سنشاهده في سمائنا في الفترة القادمة وفي اطار التحديات وتطور شكل العلاقة ما بين المواطن والدولة وفي اطار شكل العلاقات المختلفة المتباينة والمختلفة والمتفقة احيانا بين المجتمعات العربية بيسعدني ان يكون معي اليوم الكاتب والمفكر الاستاذ السيد ياسين ويسعدني ان يكون معي السيد نوري الحميدي امين عام الثقافة في الجماهيرية الليبية أي وزير الثقافة بتعبيرنا التي نتحدث بها وايضا الاستاذ وحيد حامد وهو غني عن التعريف واظن انه من اشهر ماهو مطروح الان من جدل حول الدراما التليفزيونية خاصة مع العمل المقبل الذي ننتظر ان نراه في رمضان وهو عمل الجماعة لن يكون حديثنا عن الجماعة ولكن سيكون حول تأثير الدراما في الاعمال الدرامية المختلفة ومنها بالتأكيد الجماعة الاستاذ صلاح عيسى الكاتب والمفكر والكاتب الصحفي الكبير ورئيس تحرير جريدة القاهرة والاستاذ صلاح معروف بعشقه بتتبع تطورات الامور والشأن الاجتماعي في الحياة المصرية ....تسمحوا لي ان ابدأ بالاستاذ نوري الحميلي واعلم ان لك جهدا كتبته وقدمته وتريد ان تقدمه لنا فاستمع منك الى طرحك نوري الحميدي امين عام الثقافة في الجماهيرية الليبية : ان التليفزيون العربي بهذا الكم الهائل اكثر من 500 قناة مؤهل للدخول في معركة ثقافية من اجل حماية الشخصية العربية واستخدام المبادرة في التعاطي مع هذه الشخصية والتاثير فيها ايجابا ان هذا يمكن ان يتاثر من خلال وضع خطة للتكامل العربي في مجال البث المرئي الفضائي ووضع سياسية ترشيدية تتعامل مع المشاهد العربي بصورة وخطاب ومضمون يتعاطى مع المشترك الديني والتاريخي والجغرافي والاجتماعي والاخلاقي الذي يجمع العرب ان ذلك سيكون ممكنا من خلال بث المزيد من القنوات والبرامج المتخصصة في مجالات التعليم والثقافة والصحة والاقتصاد وغيرها تعتمد تقنيات وسائط الاعلام الحديثة وتعد من قبل متخصصين مهنيين وتحت اشراف اخصائيين في مجالات مختلف علم النفس والاجتماع ان ذلك ممكن من خلال الارتقاء بالدراما العربية واعتماد خطط الانتاج المشترك الثنائي والجماعي وتأسيس شركات انتاج مشتركة لتعزيز انتاج البرنامج العربي وضبط استيراد الدراما الوافدة والمدبلجة وضع معايير تخضع لخصوصيات المجتمع العربي قبل السماح بدخولها البيت العربي ان ذلك ممكن في التوسع بانتاج البرامج الحوارية سياسية كانت او اجتماعية والتي تتصدى للقضايا الاجتماعية ذات الاهتمام المشترك واعتماد اسلوب البث المباشر بين البرامج في القنوات العربية الاهتمام بالبرامج الوثائقية التي تبرز التفاعل الحضاري مع العرب تطوير الخطاب الاعلامي العربي واعلاء سقف الحرية للتعبير بعيدا عن الجمود والانغلاق والشوفونية والتعصب تطوير ادوات القنوات العربية المرئية عن طريق خطط التحديث والتدريب على التقنيات الحديثة واقامة ورش عمل عربية مشتركة في مجال الاعلام والاتصال ان كل ذلك سيعزز من امكانية التليفزيون في البلاد العربية وقدرته التفاعلية مع المتلقي العربية وبالتالي تأهيله لكي يكون ذاتا في بناء الشخصية العربية في الاتجاه الذي يعمل على حماية حاضر العرب وضمان مستقبل اجياله القادمة .... عبد اللطيف المناوي: سيد نوري انا اشكرك على هذه الورقة المهمة والتي تعد بالفعل قاعدة للحوار وطرحت فيها العديد من التحديات المطروحة ليس فقط على التليفزيون المصري ولكن على كافة اجهزة الاعلام العربية وهنا قد يكون هذا مدخل اتوجه به الى استاذنا السيد ياسين الى اي مدى هناك مجموعة من التحديات الموضوعة على عاتق الاعلام العربي في هذه المرحلة وعلى التليفزيون اذا حاولنا ان نشير اليها سريعا اتحدث عن الدولة المدنية في مواجهة الدولة الدينية وثقافة التسامح في مواجهة العنف المتنامي نتحدث عن المواطنة والتي عليها علامات استفهام كبيرة في هذه المرحلة وعن الانتماء والهوية التي تتعرض لهجمة هذه التحديات الى أي مدى يمكن ان يكون لنا ارضية من ال50 عاما الماضية وكيف يمكن ان نتعامل معها بشكل اخر ماذا فعل التليفزيون في المصريين في اطار هذه المفاهيم الاساسية وكيف يمكن له ان يتعامل مع هذه التحديات في المستقبل القريب المفكر/السيد ياسين: اللحظة الحضارية الراهنة على مستوى العالم هذه اللحظة الانتقالية تتسم بالانتقال من نموذج المجتمع السماعي الى ما يسمى المعلوماتي العالمي global information society ...دا مجتمع مختلف في الستينات كان فيه استقطاب ايدلوجي اما الاسشتراكية واما الراسمالية اما القطاع العام واما القطاع الخاص اما الوحدة العربية او القطرية هذه الثنائيات سقطت في نهاية القرن العشرين الاعلام الجديد مرتبط بالمشروع السياسي الجديد ، المشروع السياسي له علاقة وثيقة بالمشروع الاعلامي والمشروع الاعلامي انعكاس للقيم الاساسية لثورة يوليو 52 تدعيم القومية العربية الاهتمام بافريقيا التصنيع محاولة اللحاق بالدول الصناعية المتقدمة كلها كانت اهداف حاول الاعلام المصري ان يعكسها في برامجه ، الواقع ان التليفزيون المصري منذ نشأته كان معبرا تعبيرا دقيقا عن القيم الاساسية لثورة يوليو لم تكن المسالة فقط الاستقلال الوطني او التنمية كان فيه مسالة رفع الوعي العام دخلنا من ثقافة الكلمة المكتوبة الى ثقافة الصورة وهذه تختلف وتأثيرها عميق على ملايين الناس التليفزيون المصري انتج برامج بالغة الاهمية من الناحية الثقافية من الناحية الاجتماعية من الناحية السياسية ساعد في رفع الوعي العام لكنه كان مرتبطا بالمشروع السياسي انا لو حبيت اوصف العالم كله في هذا العهد اسميه عالم وحيد البعد ولكن الان نعيش في عالم متعدد الابعاد عالم المعلومات العالمي فيه تفاعلات لا سابقة لها عندنا تفاعل على الانترنت عندنا المدونات والفيس بوك صور جديدة من التفاعل الانساني عندنا الاعلام البديل سقطت الهيمنة على الاعلام اصبحت فيه صحف مستقلة واعلام حر وصحف حزبية وقنوات فضائية الموقف مختلف عن النصف قرن الماضي فيه تعددية سياسية و فيه حرية صحفية واعلامية غير مسبوقة وبالتالي تعددت الاصوات لتشخيص المواقف التحديات الاساسية ما نسميه ب "الصخب الاعلامي ".. مئات القنوات الفضائية وفيه نوع من الغوغائية الاعالمية ان صح التعبير ومحاولة المزايده وانتاج خطاب لا علاقة له بالواقع فيه مشكلات انا ارى انها تؤثر على تشوش الوعي الاجتماعي العام فيه مشكلة لعدم التزام الاعلاميين بالميثاق الاعلامي ماهي رسالة الاعلام ..؟ رفع الوعي العام في كثير من الاحيان القنوات الفضائية الراهنة تمارس ما اسميه تزييف الوعي العام بعدم العرض الدقيق للمشكلات بمنهج علمي ونقدي وعدم اتاحة الفرصة لكل الاصوات لكي تعبر عن نفسها عبد اللطيف المناوي: في اطار التحديات التي اشرت اليها مفهوم الدولة المدنية هل تعتقد ان الاعلام قد يكون احد العوامل او العناصر المرجحة الدافعة للدولة المدنية هل تعتقد انه سيستخدم استخدام عكسي ضد الدولة المدنية المفكر/السيد ياسين: فيه اعلام ديني يمارس تزييف الوعي العام ويدعو لدولة دينية فيه قنوات دينية فضائية تمارس وتنشر الفكر الرجعي والتاويل الخاطئ للنصوص الدينية الموجودة انت في موقف الان فيه حرية اعلامية الرجعي يتحدث وانصار الدولة الدينية يتحدثون وانصار الدولة المدنية يتحدثون فيه مشكلة مفيش سيطرة على احد ، القضية الحقيقية كيف يمارس المثقفون العرب ممارسة النقد الاجتماعي للخطاب الاعلامي السائد في الفضائيات وفي الصحف المستقلة هذه هى القضية قيم التعبير وحرية التفكير قيم اساسية لابد ان مدعو اليها ولابد ان نمارس النقد لخطاب الدين المتخلف والرجعي الذي يؤول النصوص الدينية تئويلا خاطئا لتحقيق اهداف سياسية معينة تصب في النهاية في الانقلاب على الدولة المدنية وتأسيس دولة دينية تقوم على الفتوى ولا تقوم على التشريع هو ده الفرق الدولة الدينية تقوم على الفتوى والدولة المدنية تقوم على التشريع تحت رقابة الراي العام ولذلك نحن ضد الدولة الدينية تصادر الرأي وتمارس القمع بأسم الدين عبد اللطيف المناوي: استاذ سيد اشكرك على هذه الاضافات المهمة واتوجه الى الاستاذ صلاح عيسى التليفزيون المصري خلال ال50 عاما الماضية كان دوره واضح ومؤثر ومهم في ظل تلك التحديات والتغيرات الحادثة كيف ترى انت طبيعة الدور انطلاقا من هذا التاريخ في اطار تأصيل هذه المفاهيم اللي اتكلمنا عليها . المفكر/السيد ياسين: الدور الذي لعبته الدولة انا رايي انه كان دور ايجابي بشكل عام اقارن حتى في المستوى الاجتماعي بين طفولتي وطفولة جيلي وبين طفولة المصريين والعرب وطفولة الاجيال العربية الحالية مع الوضع في الاعتبار الاثار اللي اشار اليها معالي الوزير لكن لما بنقارن بنرى اننا امام نماذج بشرية جديدة لديها روح مختلفة لديها نوع من النضج مختلف تماما لديها وسائل المعرفة لم تكن متاحة لنا في زمننا في هذا العالم اللي حضرتك بتشير اليه هناك اشكاليات ليس لها اول ولا اخر المشكلة كمان ان التطور لم يات تدريجيا حدث في جانب منه طفرة في مصر الان حرية بث اعلامي سواء كان تليفزيون او اذاعة او قنوات خاصة او صحف قومية او صحف خاصة فيه حرية تمت بطريقة الطفرة وده خطأ لاننا كنا في البداية بنطالب صناع السياسة في مصر في فترة التحول من مجتمع اشتراكي انها تكف عن سياسة انه لما نكمل الاصلاح الاقتصادي هنعمل اصلاح سياسي وهنعمل ديموقراطية وكنا بنقول ان دي سياسة خاطئة ولكن اعملوا سياسة الخطوة اعملوا خطوة في الاصلاح الاقتصادي وخطوة في الاصلاح السياسي تخصخصوا شوية مصانع تدونا شوية حرية وهكذا كل ما تخصخص تدوني حق الاضراب حق التظاهر حق اصدار الصحف انما تبقى ساكت لحد ما تقول لنا اعمل اصلاح اقتصادي فكانت النتيجة هذا الهرج الذي نشعر بيه ومن هنا انا بتصور اننا امام ضرورة للتنظيم جزء من هذا التنظيم هو موضوع مواثيق الشرف العالمية الاعلاميين العرب في مجملهم لا تعرف حاجة عن المواثيق لانها عاشت دوما بفكرة ذيع ده وما تذيعش ده وكمان النقطة الاساسية ان انا لازم اعمل تنظيم نقابي للعاملين وهذا التنظيم هو الذي يضع مواثيق الشرف الصحفية وهو الذي يحاسب الذين يخرجون عنها عبد اللطيف المناوي: فيما يتعلق باعلام الدولة او الاعلام المملوك ملكية عامة هل تعتقد انه ينبغي ان يكون الى زوال وان تترك الساحة الى القوى الاجتماعية والسياسية الموجودة على الساحة الان وتتراجع الدولة بمفهومها الاعم تتراجع في المستقبل المنظور صلاح عيسى: لا بالحجم الموجود الان عبد اللطيف المناوي: الحجم وليس الدور صلاح عيسى: وهو كمان بالنسبة لطبيعة الدور هي المشكلة بالنسبة للاعلام المملوك للدولة سواء كان صحافة او محطات اذاعية او محطات تليفزيونية هي مدى علاقته بالحكومة ان هو ملك الحكومة وملك مصر الحاكم مين اللي بيديره حتى الاعلام الخاص ماهو صاحب المحطة بيبقى ماسك التليفون والبرنامج على الهوا يعني فكرة العالقة بين الندية والادارة في التوجيه مين المسئول عن المحطة من المسئول عن هذا الاعلام هل مجلس امناء مستقل يعبر عن جميع التيارات بشكل وعام ولا وزير اعلام قاعد ماسك التليفون يشوفك وانت بتقدم برنامج يقولك اقفلوا على عبد اللطيف عبد اللطيف المناوي: لا محدش يقفل عليا صلاح عيسى: هذا حدث في احدى القنوات الخاصة فيه حد كان بيتكلم في برنامج وصاحب القناة اداله تليفون قطعوا عنه الارسال فالفكرة ان اعلام الدولة لابد ان يكون ادارته وتوجيهه مستقل استقلالا تام عن كافة الاحزاب والتيارات يعني لا يجوز للصحف القومية ان يراسها اعضاء في أي حزب من الاحزاب لا يجوز ان يكون قنوات التليفزيون المصري يوجهها ويراسها ويديرها اعضاء في حزب من الاحزاب المفروض كل الدول يكونوا حرفين مهنيين يعبرون عن كل الاراء عبد اللطيف المناوي: استاذ صلاح اشكرك ..استاذ وحيد احد القضايا المطروحة هي فكرة الدراما تاثيرها في تشكيل وجدان البشر تشكيل الثقافة حتى اعادة كتابة التاريخ بصياغات مختلفة هنا السؤال هذه المرحلة الدراما حضور دراما التليفزيون على أي اساس تعمل من تلبي رغباته المواطن مالك المؤسسة المعلن من هم سادة الدراما الجدد في هذه المرحلة وحيد حامد: من حسن حظي وانا صغير السن اني عاصرت افتتاح التليفزيون المصري واول مشاهدة لي كان المسلسل او المادة الدرامية وتتعلق بها تعلق شديد ومن الاشياء التي اعرفها ان المسلسل اصبح عنصر توقيت واحد يقوله نتقابل امتى بعد المسلسل لدرجة انه حدث اكثر من مرة ان بعض السياسيين الكبار يختار ميعاد المسلسل لان الناس كانت بتتجمع على ميعاد المسلسل و كان فيه قناتنين بس في التليفزيون المصري كان محظور انه اثناء أي شخصية سياسية لو كانت بتلقي بيان على القناة الاولى ممنوع اذاعة دراما على القناة الثانية حتى لا ينصرف المشاهد على القناة التي كانت تبث الدراما اذا ابتدت الدراما بالدراما الاجتماعية التي كان لها تأثير على المتفرج المصري والعربي ونظرا لسيطرتها في وجدان المشاهد تم تفريخ متخصصين ..لابد ان نتحدث عن صناع الدراما سواء كتاب او مخرجين افذاذ وايضا الفنيين من مهندسين الديكور والاضاءة والمونتاج كان التليفزيون المصري المدرسة الحقيقية وانا مازلت اذكر الرواد الاوائل في صناعة الدراما محمود مرسي وحسين كمال وعاصم توفيق ..لماذا سيطرت الدرما على المشاهد لانها المادة السهلة التي يرى فيها المشاهد نوع من التسلية التي تحمل تنفيسا للجميع نذكر القاهرة والناس لمحمد فاضل التي تحمل تفاصيل حياتية لمجتمع القاهرة الى ان تطورت الدراما واصبحت سلعة وكان هذا المرض الاول الذي اصاب الدراما وللاسف ان نظام البيع والشراء في الدراما التليفزيونية كان نظاما رديئا لانها بتتباع بالساعة كان احنا بنوزن او رايحين نشتري شروة بطيخ ..فابتدى الحشو والمط والتطويل وافتعال المواقف وهذا اضر بهذا الفن الذي كان يمكن ان يكون له دور ايحابي لمشاهد عربي اكثر وعيا بقضايا المجتمع وستأتي مصيبة اخرى وهي الاعلانات كان في البداية كانت الاعلانات تقدم قبل المسلسل او بعد نهاية المسلسل الى ان ابتدت وامام اغراء المادة ابتدت تتسلل كالمرض وتدخل في صلب الموضوع فابتدت بعد نهاية التترات اول سكين ان تبث الاعلانات بعد التتر الاول وقبل التتر النهائي ثم زحفت بعد كل مشهد تقطع في اوصال المادة المذاعة وللاسف الشديد وده يعد مخالفة صريحة للقانون المادة 7 من قانون حق المؤلف تنص على ان المؤلف هو صاحب الحق الوحيد في مصنفه الفني ولا يجوز لاحد غيره بالتعديل او التبديل فما بالك بادخال مادة دخيلة خارج نسيج الدراما وعدم توافقها مع الاحداث فرضنا ان المشاهد كان ييتابع احد المشاهد الانسانية التي تحمل فكرة او رؤية فانقطاع هذا المشهد بتتك تك ... يعني ايه ضاعت هيبة الدراما ضاع تأثيرها على المشاهد وللاسف الشديد فغي غياب وعي الاجهزة المعنية في كافة الفضائيات سواء حكومية او خاصة نحن اذا قدمنا العذر للقنوات الخاصة التي تسعى وراء المال فلا يجب ان نقدم أي عذر للقنوات الوطنية لانها ليست معنية بالتجارة وانما هي معنية بتشكيل اذواق الناس وعليها ان تقدم فنا نظيفا اما ان تتجه محطات رسمية تحاكي المحطات الاخرى في تحطيم الاصالة وهدم اعمالا فنية في سبيل اموال الاعلانات فهذا لايجوز واكثر من هذا اصبحت عائق في سبيل وصيل الهدف من الدراما للمتلقي انا بعمل دراما ليه انا عاوز اوصل شئ طيب الى المشاهد وشئ طيب لابد ان يصل اليه في سلاسة ويسر فكيف اشوش عليه وليس قاصرا على الاعلانات وانما من ناحية اخرى المسلسل ايا كانت جنسيته يخضع لرقابات جميع الدول العربية يراقب اولا في موطنه الاصلي كنص وصورة عند بيعه لاي محطة يراقب من قبل المحطة وللاسف العالم العربي تخيل بقى كل مسلسل يتعرض في 4 محطات عربية وكل محطة فرضت عليه رقابتها مش هيفضل في المسلسل حاجة ، النقطة الاخرى السياسيات العربية المتباينة تنتقي صناع الدراما عادة يخاطبوا الشعوب ومش معنيين بمخاطبة السياسيات الا السياسات القومية الحرية والعدالة انا لما اجي اتكلم عن العدالة في مسلسل او اتكلم عن الحرية انا مش ضد حد للاسف الدول العربية عندما تتحدث عن العدالة بعض الناس يتحسسوا العصي الغليظة فمازالت الدراما يقظة بفضل مبدعيها ومازالت الساحة عامرة بالمبدعين في الدول العربية نشهد مسلسلات تنتج في سوريا ومصر والحمد لله كل هؤلاء المبدعين تاثروا بالدراما المصرية والمبدعين المصريين عبد اللطيف المناوي: هل الدراما التليفزيونية تصلح لتوثيق اجزاء من تاريخ الامة او تاريخ الوطن وماهي المعايير وهل هناك تناقض بين الابداع ودقة المعلومة وحيد حامد: المعايير التي عندما نكتب التاريخ هي نفس المعايير التي نتعامل بها اثناء كتابة الدراما التاريخية لابد من البحث عن الحقيقة وتوثيقها والاستدلال عليها لكن في الدراما قد نكتبه مجردا لكن في الدراما الامر مختلف لابد لفريق العمل ان يكون صاحب وجهة نظر دراما يعني انت جاي تعبر عن شئ انا مش مصور فوتوغرافيا انقل الصورة كما هي فلابد ان انقل لجماهير الناس وان اكون صاحب وجهة نظر عبد اللطيف المناوي: حتى لو تناقضت مع الحقائق التاريخية الثابتة وحيد حامد: الحقائق التاريخية ثابتة ولكن المشكلة ليست في التاريخ لكن في تفسير التاريخ لماذا تم هذا الفعل ايه وجهة النظر يعني لما نيجي حادثة دنشواي كان المدعي العام الذي كان ضد المصريين اللي تم شنقهم كان احد المصريين هذه حقيقة طيب ماذا كانت وجهة نظره كلنا نعرف انه كان محامي مصري ومن الوطنيين هنا لازم ابحث في التاريخ لازم اقول اخطا ولا اصاب وماهي الدوافع اللي دفعته ولازم ابحث عن الضغوط السياسية والاسباب الاقتصادية هذه هي الدراما ولذلك شفنا اعمال تاريخية عظيمة جدا مثلا تاريخ الحجاج بن يوسف الثقفي ايضا المرحوم عبد السلام امين عندما كتب هارون الرشيد وعمر ابن عبد العزيز لكن هذا لا يمنع ان نختلف من ان تكون وجهة نظر اخرى في تفسير احداث التاريخ عبد اللطيف المناوي: بنرجع الى القاعة لمن لديه تعقيب اعلامي1: انا عندي سؤال ازاي نقدر نوجه الاعلام في الجزء اللي فيه اتاحة لعدد كبير من القنوات منها القنوات الدينية ازاي الاعلام يقدر يشتغل بمنطق الاعلام الخاص منطق المكسب والخسارة وجلب الاعلانات وفي نفس الوقت يحقق رسالة اعلامي2: ما الذي يجب على الحكومات تنقية القنوات وخصوصا انها التي تشكل الوعي لدى الشباب الان وخصوصا ان الاعلام الحكومي غير قادر على مواجهة هذا الكم الهائل من تلك القنوات اعلامي3: الدولة عليها مسئولية في توصيل الرسالة الاعلامية اما القنوات الخاصة ما بيحسش بهذه المسئولية وبالتالي الرسالة بتؤدي الى اثارة الغرائز وتأليب المجتمع على بعضه وتجييش عواطفها ودا بيؤدي الى اشكالية داخل الاعلام الحكومي اما ان ينحاز واما ان يحاول اثارة العواطف حتى يحصل على نسبة مشاهدة ، فايه الحل في الاشكالية دي عبد اللطيف المناوي: هاخد تعليق من الاستاذ صالح القلاب اتفضل صالح القلاب : انا شفت انه الرياضة تاخد حجم كبير في الاعلام العربي او العالمي وما تناولناها على الاطلاق واعتقد انه بداها الاعلام المصري مبكرا وكنا ننقسم بالوطن العربي بين زملكاوي او اهلاوي وهذا شئ مهم انا بشوف الدراما الان كنت الاول انا شايف انها صارت مثل "البوشار "مثل ال pop cornوزن مافيش حقيقة انا لا اتحدث عن دراما معينة ولكن هذا نوع من التسابق على الفضائيات سواء كانت الخاصة او الدولة وايضا الفضائيات في تسابق ومن هنا نتعامل في مادة مثل المتفجرات اذا ما كنا حذرين سترتد على مجتمعاتنا عبد اللطيف المناوي: استاذ صالح شكرا هاخد كلمات اخيرة من السيد نوري نوري الحميدي: كل مشاكلنا التي تنقل في التليفزيون لا تحل الا في مشروع قومي يجسد حلم يحل كل مشاكلنا واعتقد ان هذا الحفل الضخم والذي عنوانه "التليفزيون العربي وتأسيسه " .. لكن نحتفل برسالته ابتداءا من اول تقليد ارساه التليفزيون العربي كانت بدايته بالقران وانتهاءا بنشيد وطني هذا هو التليفزيون وهذه هي رسالته نحن بحاجة الى مثل هذا المشروع واعتقد ان هذه الامة تتحدى الفناء ولن تموت وفيها هذا الكم من الكتاب والفنانين والعلماء والشباب وهذه الرسالات الخالدة عبد اللطيف المناوي: سيد نوري ..استاذ وحيد وحيد حامد: اولا انا استمعت الى اسئلة والاطروحات من الاخوة الحضور بالنسبة للقول بان المسلسلات اصبحت ضعيفة وغير مؤثرة ولا تعيش في اذهان الناس طبعها ده حقيقي ولكن ده شئ طبيعي يتساوى فيه التليفزيون المصري مع التليفزيونات الاخرى لان صناعة الدراما انقلبت الاصل في الاشياء انه يكون نص مكتوب ومخرج يفحصه ويكون وجهة نظره للاسف الشديد المسلسلات ما تتعملش كده ولا تباع برسالتها وانا باسم ممثلها او ممثلتها انا عندي مسلسل لفلان او لفلانة ليس هكذا تصنع الدراما وليس هكذا يصنع الفن الجيد ولكن الحمد لله يخرج من هذا الحصار السئ بعض الاعمال الجيدة وللعلم ميزانية المسلسلات تنفق في اجور ضخمة جدا بينما تهمل عناصر اخرى في الانتاج مثل الديكور لان الميزانية انفقت في اتجاه معين وعندما يكون المسلسل على مقاس نجم او نجمة لا تسالوا عن الدراما او الجودة عبد اللطيف المناوي: استاذ صلاح عيسى اخد منك تعقيب اخير صلاح عيسى: انا طالبت من تليفزيون الدولة في دور ما حدث في صناعة التليفزيون والتعددية التي لا حصر لها ان يكون له رؤية ودور يعني محدش غير تليفزيون الدولة هيعمل حملة "ادي ضهرك للترعة " اللي هي كانت بتدعو لمحاربة مرض البلهارسيا ونجحت في ذلك حملات تنظيم الاسرة والارشاد الزراعي فاذا فيه ادوار النقطة الاساسية عليه ان يضع حاجة في الاعتبار انه تليفزيون ادولة لابد ان يكون رمانة الميزان لكي يكون الارفع في الفن وليس مطالب منه ان ينافس على التفاهة والركاكة مهمته ان يرفع الجمهور وان يقدم رسالة اعلامية الجانب المهم هو انت في جزء من المنافسة فيه حقيقة ان انت في مجتمع حر لا تستطيع ان تنافس اجهزة اعلام حرة وانت منحاز في جهة واحدة ومن هنا كان التركيز ان نبحث على الصياغة التي تجعل تليفزيون الدولة يمثل مصر الدولة وليست مصر الحكومة مصر الدولة حاجة ومصر الحكومة حاجة مصر الشعب حاجة مصر الحزب الحاكم حاجة هتنافس ازاي هي الناس ليه بتهرب منك لانك بتقدم وجهة نظر طبعا انا قلت ان فيه نوع من الانفتاح لكن انت في واقع الامر تقدم نوع من الانحياز عبد اللطيف المناوي: انا عايز اؤكد على ان مفهوم تليفزيون الدولة هو احد المفاهيم اللي بالفعل بنعمل على ترسيخها ولذلك افضل الحديث عن تليفزيون الدولة وليس التليفزيون الرسمي تليفزيون الدولة وليس التليفزيون الحكومي وده مقدمة بالفعل للهدف اللي اعتقد ان هو الطريق الاصوب ..استاذ السيد ياسين اسمع منك تعليقك الاخير المفكر/السيد ياسين: انا اعتقد ان الاعلام الحكومي مرحلة وصلت الى منتهاها مفيش حاجة اسمها اعلام حكومي في ظل التعددية الاعلامية الموجودة والمواقع الموجودة انتهت المسالة وبعدين انا لاحظت فيه تطور ايجابي في التليفزيون المصري في السنوات الاخيرة ، مقدمي البرامج بقوا اكثر قدرة على ممارسة النقد السياسي والاجتماعي مسألة مهمة عشان فيه منافسة القنوات الخاصة بتمارس النقد السياسي المفتوح احيانا بتغالي واللغة احيانا تبقى غوغائية ده موضوع تاني فدا تطور ايجابي النقطة المهمة اللي قالها الاستاذ صلاح المشروع القومي العربي والانتقال من الدولة السلطوية الى الدولة الديموقراطية هو ده المشروع القومي لان غالبية الدول العربية تمارس السلطوية وتقمع المجتمع لا امل في التطور الحضاري في العالم العربي النقطة المهمة قالها الاستاذ وحيد وهي هامة الدراما لا تصلح لتوثيق التاريخ لانها وجهة نظر خد مسلسل الملك فاروق مثلا وجهة نظر متعاطفة مع العصر الملكي ومناقضة للوقائع التاريخية ومن حق واحد تاني يقدم صورة نقدية لهذا العصر اللي ممكن يكون فعلا توثيق حقيقي اللي هي بنسميها البرامج التوثيقية بشرط ان تحترم المعلومة والتطور التاريخي عندنا في التاريخ مشكلة مش مشكلة الوقائع دي لا نختلف بشانها حتى في الوقائع قد نختار وقائع ثانوية ونعتبرها وقائع اساسية وليس هذا صحيحا. عبد اللطيف المناوي: السيدات والسادة بشكر السيد نوري الحميدي وزير الثقافة الليبية ..بشكر الاستاذ وحيد حامد الكاتب المعروف بشكر الاستاذ صلاح عيسى الكاتب المعروف وبشكر الاستاذ السيد ياسين السيدات والسادة شكرا لكم .