فى محاولة لتهدئة الاجواء ووضع الامور فى نصابها استبعد رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم أن يكون للعمليات الارهابية التى وقعت بالعاصمة اليومين الماضيين أى تأثير على اجراء الانتخابات التشريعية المقررة فى 17 مايو القادم فى موعدها. واكد بلخادم فى كلمته للشعب ان التفجيرين اللذين خلفا عشرات القتلى والجرحى يستهدفان بالاساس ضرب استقرار الجزائر ونموها واقتصادها من خلال الصدى الاعلامى الذى تخلفه مثل هذه العمليت الارهابية.موضحا أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلف الحكومة بتشكيل خلية عمل بهدف متابعة الموقف الامنى بحيث تعمل هذه الخلية على بحث السبل الكفيلة بوضع حد لهذه الاعمال الارهابية وشل قدرة عناصر هذه التنظيمات على القيام بأى اعتداءات. ووصف بلخادم العناصر الارهابية بأنها جماعات شر تستهدف نشر الدمار واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار داعيا الشعب الجزائرى الى التضامن والتكاتف للوقوف فى وجهها والقضاء عليها. وذكر بلخادم أن الذين يريدون العودة بالجزائر الى سنوات الارهاب لن يفلحوا لان الشعب اختار سياسة المصالحة وانحاز اليها وزكاها بنسبة كبيرة فى الاستفتاء الذى جرى فى 29 سبتمبر عام 2005 مؤكدا أنه لاعودة الى الوراء وأغلقت السلطات الأمنية كل المسالك المؤدية إلى المراكز والمؤسسات الرسمية المهمة، ووضعت الحواجز وبدت العاصمة مطوقة من كل جانب. ورفض بلخادم "إعادة الجزائر إلى سنوات المحنة"، في إشارة إلى تسعينيات القرن الماضي التي عرفت فيها الجزائر ذروة العنف المسلح بين الحكومة والجماعات المسلحة. و كانت جماعة مسلحة على علاقة ب"تنظيم القاعدة"قد اعلنت مسؤوليتها عن سلسلة الانفجارات التي هزت العاصمة الجزائرية، في وقت سابق الأربعاء، والتي أسفرت عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 222 آخرين، وفق ما أكدت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وبثت الجماعة، المعروفة باسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بياناً في أحد المواقع على شبكة الانترنت و صورا لتنظيم القاعدة وجماعات أخرى متشددة، أكدت مسؤوليتها عن تلك الهجمات. كما قامت بنشر صورا لثلاثة أشخاص، قالت إنهم منفذي تلك التفجيرات، التي وصفت بأنها "الغزوة الأولى من نوعها لاستهداف صروح الكفر"، على حد قولهم مشيرة إلى أنهم ينتمون إلى كتيبة تعرف باسم "كتيبة أسود الإسلام." وقد أثارت التفجيرات ردود فعل دولية غاضبة دانت هذه التفجيرات وأعربت عن تضامنها مع السلطات الجزائرية فقد دان بيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفجيرات الجزائروالدارالبيضاء وقال إنها تؤكد الحاجة لجهد دولي مشترك لمواجهة الإرهاب. كما ندد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالتفجيرات في كل من الجزائروالدارالبيضاء ووصفها بالإرهابية، ودان الاتحاد الأوروبي بشدة التفجيرات التي وصفها بالهمجية والجبانة مقدما التعازي لذوي الضحايا. ودانت الولاياتالمتحدة وكندا التفجيرات في الجزائر والمغرب وقالت إنها تعمل مع البلدين لملاحقة المتورطين في هذه الهجمات. وعبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جهته عن إدانته التفجيرات التي وصفها بالمرعبة وأكد تضامن بلاده الكامل مع السلطات الجزائرية. كما دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات الانتحارية، وقال إن هذا يثبت أن الإرهاب لا وطن له ولا عقيدة ويشكل التحدي الرئيسي للمجتمع الدولي. وبعث الملك الأردني عبد الله الثاني برقية إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وصف فيها التفجيرات بأنها "عمل إرهابي جبان لا يمت للإسلام والأخلاق الإسلامية بصلة". من جانبه أصدر المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف بيانا شجب فيه التفجيرات قائلا إنها لا تمت إلى الإسلام بصلة وجدد رفض الجماعة لكافة أشكال العنف. يشار إلى أن الجزائر سقطت في براثن العنف عام 1992 بعد أن ألغت السلطات المدعومة من الجيش آنذاك نتائج الانتخابات البرلمانية وسقط ما يصل إلى مائتي ألف قتيل في أعمال العنف بعد ذلك، وانحسرت وتيرة أعمال العنف في الأعوام الأخيرة بعد صدور عفو عام ولكنها ما زالت مستمرة في المنطقة الجبلية شرقي العاصمة. وتصاعدت اعمال العنف في الجزائر منذ قامت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتغيير إسمها إلى تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي و شن التنظيم سلسلة من الهجمات بالقنابل على مراكز الشرطة. وكانت الحكومة الجزائرية قد أعلنت في أغسطس الماضي إمهال المسلحين 6 أشهر لنيل العفو بشرط الاستسلام. يذكر ان الانفجارات في الجزائرجاءت بعد يوم واحد من مداهمات قامت بها الشرطة في مدينة الدارالبيضاء لتتبع خلية متشددة، واسفرت عن مقتل اربعة مشتبه بهم، من بينهم ثلاثة فجروا انفسهم عندما تمت محاصرتهم، فيما قتل الرابع برصاص الشرطة.