احتواء التسرب النفطى فى خليج المكسيك .. والترحيب الحذر

بعد ثلاثة أشهر من أكبر أزمة بيئية فى أمريكا

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تفجر الكارثة البيئية فى خليج المكسيك والتى نتجت عن التسرب النفطي الهائل فى أحد حقول النفط أعلنت الشركة النفطية البريطانية بريتش بتروليوم "بي بي" انها توصلت الى وقف التسرب وللمرة الاولى بعد نجاحها فى اقفال جميع صنابير الغطاء الجديد الذي تم تركيبه على البئر التي يخرج منها التسرب.
هذا الإعلان قوبل بالترحاب الحذر فى كافة الأوساط الأمريكية حيث قال الرئيس الاميركي باراك أوباما إن وقف التسرب النفطي في خليج المكسيك يعد خطوة جيدة للغاية الا ان هناك اجراءات أخرى يتعين اتخاذها من اجل احتواء تداعيات الكارثة بشكل شامل.
تصريحات اوباما المتفائلة لم تخل من الحذر حيث أضاف انه لا يمكن معرفة مدى جدوى استخدام هذا الغطاء حتى ظهور معلومات اضافية في هذا الخصوص لكنه طمأن الشعب الاميركي بأن كل هذه الإجراءات سوف تستند الى أسس علمية .
شركة " بى بى " بريتيش بتروليم البريطانية ممثلة فى نائب رئيسها - كانت ولز - أعربت عن تفاؤلها بتوقف التسرب النفطى فى الخليج ، لكنها حذرت من أن التجربة قد بدأت للتو وأشارت الى أنها تعمل على رصد أى تسرب محتمل .
كانت الشركة البريطانية قد بدأت مؤخرا تجربة حاسمة لتقويم مدى مقاومة ابار النفط التي تسببت باسوأ بقعة نفطية في الولايات المتحدة وهو ما سيؤدى الى التحقق مما اذا كان بالامكان اقفال البئر من دون خطر حصول تسريبات نفطية في اماكن اخرى في هيكل المنشأة النفطية التي يبلغ عمقها اربعة كيلومترات فى قاع الخليج.
كما ستسمح هذه الاختبارات بتحديد مدى قدرة الغطاء الجديد العملاق الذي وضع على فوهة التسرب، على العمل. وهذا الاجراء الجديد الذى يفترض به استعادة كل كمية النفط التي تتسرب من البئر، او بحسب سيناريو آخر، وضع حد للبقعة النفطية نهائيا وهو ما قوبل بتحفظ شديد من بعض المتخصصين الذين رأوا أن وضع الغطاء قد يتسبب فى تفاقم المأساة فى حال حدوث تصدع فى جدران البئر النفطى العملاق وحدوث تسرب اكبر فى قاع الخليج
وهو ما تخشى معه الأوساط النفطية العالمية ان يتحول الانفجار الذي وقع في 20 من ابريل نيسان الماضى فى منصة ديب ووتر هورايزن النفطية قبالة شواطىء لويزيانا الى جرس انذار باختفاء كبرى الشركات النفطية البريطانية عن الساحة بعد ان باتت بريتيش بتروليوم مطالبة بالوفاء بالتزامات و دفع تعويضات وتكاليف اعمال ازالة النفط المتسرب فى خليج المكسيك والمقدرة بنحو 20 مليار دولار اميركي فى حصيلة أولية وذلك وفقا لأفضل السيناريوهات المتفاءلة.