عضو اتحاد الكتاب كان صديقي حسن من الطلاب المتفوقين في كل مراحل التعليم ورغم ان معظمنا كانوا يكرهون مادة الكيمياء إلا أنه كان يحبها جدا ويحفظ معادلات التفاعلات الكيميائية عن ظهر قلب وكان يحصل علي الدرجة النهائية في هذه المادة. وكنا في ذلك الوقت لا نعرف الدروس الخصوصية بل نذهب بانتظام يوميا إلي المدرسة ونقف في طابور الصباح ونقوم بتحية العلم ونشعر بالانتماء إلي الوطن ونستفيد من شرح المدرسين الذين كانوا يؤدون واجبهم بكل أمانة وشرف ويشجعوننا علي التفوق والنجاح. وبعد امتحان الثانوية العامة حصل صديقي علي مجموع مرتفع وحصل علي الدرجة النهائية في مادة الكيمياء وفرحت أسرته عندما التحق بكلية الطب وحقق أمل الجميع وكان كل أفراد اسرته يتوقعون له التفوق والنبوغ في مجال الطب ولكنه بعد شهر واحد من التحاقه بكلية الطب اتخذ أصعب قرار في حياته وحول أوراقه إلي كلية العلوم وسط دهشة والديه وأقاربه وأصدقائه الذين اتهموه بالجنون وظلوا يتساءلون: * إذا كان متفوقا في جميع المواد فلماذا يرفض الاستمرار في كلية الطب التي سوف تمنحه جواز المرور إلي عالم الشهرة والثراء؟ * ما هو المستقبل الذي ينتظره بعد تخرجه في كلية العلوم؟ وظل الجميع يتوسلون إليه لكي يعود إلي صوابه ولكن كل محاولاتهم معه باءت بالفشل وأصر علي موقفه وبدأ مشوارالتحدي وفي السنة الأولي كان ترتيبه الأول علي دفعته وحصل علي تقدير امتياز. وواصل تفوقه في قسم الكيمياء وظل ينجح ويتفوق حتي حصل علي البكالوريوس وكان الأول علي دفعته وتم تعيينه معيدا بالكلية وحصل علي الماجستير في وقت قياسي. ثم حصل علي منحة للحصول علي الدكتوراة من ألمانيا ونصحه والداه بأن يتزوج ويصطحب معه عروسه قبل سفره فأطاعهما في هذه المرة وتزوج من احدي قريباته وسافرت معه. وواصل تفوقه وحصل علي الدكتوراة وحمل لقب "دكتور" وأسعد والديه وتم تعيينه مدرسا في كلية العلوم ثم تدرج في المناصب حتي صار أستاذا بالقسم ثم عميداً للكلية ورفض تعيينه نائبا لرئيس الجامعة لأنه كان يري أن ذلك منصب إداري سوف يشغله عن مواصلة ابحاثه في مجال الكيمياء التي يعشقها وواصل نبوغه في مجال الكيمياء وصارت له مؤلفات وأبحاث تنشر في المجلات العلمية العالمية كما أنه مازال يحاضر في جامعات أمريكا وكندا. * نقلا عن جريدة الجمهورية