نجح فريق بحثي مصري - اميركي مكون من خمسة أفراد تحت إشراف البروفيسور ويليام بيل جيرلي أستاذ علم الخلية في جامعة فلوريدا باستنباط نبات مهندس وراثيا يستطيع اكتشاف الالغام الارضية.. وضم الفريق الاميركي - المصري ثلاثة أعضاء من اميركا وعضوا من كوريا اضافة للدكتور طارق عبد الرؤوف البشير سالم أستاذ الكيمياء الحيوية المساعد بقسم البيولوجيا الجزيئية في معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في جامعة المنوفية.. وجاء اختياره في هذا المشروع البحثي الضخم نتيجة لخبراته ومهاراته السابقة التي اكتسبها في مجال البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية أثناء إجراء أبحاث الدكتوراه الخاصة به تحت إشراف البروفيسور ويليام بيل جيرلي أستاذ علم الخلية في جامعة فلوريدا.. والتقت جريدة 'القبس' بالدكتور طارق الذي تحدث عن المشروع قائلا :'إن قضية الألغام الأرضية التى تشغل بال الكثير من دول العالم حيث تقف مشكلتا المساحات الشاسعة وعدم توافر الخرائط عقبة أمام المجهودات المبذولة لإزالة هذه الألغام - مما دعا هيئة الأبحاث المتقدمة في وزارة الدفاع الاميركية الى الاهتمام بفكرة استنباط نباتات تكشف عن وجود الألغام الأرضية وتمويل هذا المشروع الضخم الذي اشتركت فيه خمس جامعات اميركية من ضمنها جامعة فلوريدا'.. نباتات تحس بالمتفجرات ويذكر ان العمل بهذا المشروع بدأ بعقد اجتماعات مطولة وطرح العديد من الأفكار وعمل تصور و تخطيط شامل للعمل.. وكان الهدف الأساسي واضحا وهو تعديل النباتات وراثيا بتقنيات الهندسة الوراثية لتكون قادرة على الإحساس بوجود مادة T.N.T بالتربة الأرضية!! حيث أن مادة ال T.N.T هي المركب الاساسي في تركيب الألغام وهي مادة مفرقعة شديدة الانفجار وتتسرب تلقائيا من الألغام وتنتشر بالتربة. وبعد دراسة مستفيضة وعميقة تبين وجود نظام جيني بالبكتيريا النباتية يمكننا من التعرف على هرمون نباتي يفرز بواسطة النبات المصاب فقط وعند إحساس البكتيريا النباتية بهذا الهرمون فإنها تنشط وتقوم بمهاجمة النبات المصاب.. وجاء بالجريدة اعلان د.طارق : قد اكتشفنا أن التركيب الكيميائي لهذا الهرمون يتشابه مع التركيب الكيميائي لمركبT.N.T ومن هنا بدأت الفكرة تختمر في عقول الفريق البحثي بحيث يمكن فصل هذه الجينات المسؤولة عن التعرف على الهرمون النباتي من البكتيريا ثم هندستها أي تعديلها ، ومن ثم نقلها إلى الخلية النباتية لتصبح قادرة على الكشف عن مادة T.N.T وبصورة ملخصة فإن هذه النباتات المنزرعة في مناطق تحوي ألغاما أرضية تجعل جذورها تشعر بوجود مادة T.N.T في التربة فتنتج بروتينا أو إشارة معينة تنتقل إلى الجين المسؤول عن لون الأوراق فيتغير لون الورق إلى الأحمر القرمزي. وبالتالي يكون ظهور الأوراق الحمراء القرمزية دلالة على وجود ألغام أرضية. و قد جاءت نتائج الأبحاث مدهشة وبالفعل تم الجزء الأول بنجاح وتأكدنا من اندماج الجينات البكتيرية في الخلية النباتية وعملها. وبعد هذا انتقلنا إلى الجزء الثاني من المشروع وهو نوعية الإشارة التي سيصدرها النبات بعد إحساسه بمادة T.N.T وقد توصلنا إلى هذا عن طريق التحكم في جين لون الأوراق بحيث يتغير لون أوراق النبات إلى اللون الأحمر القرمزي عند إحساس النبات بوجود T.N.T في التربة الأرضية. ويم زراعة هذه النباتات يقول د. طارق إن هذا النظام الجيني المعدل وراثيا ينتقل إلى بذور النباتات وقد تم تطبيقها فعليا على نبات أرابيدوبسيس حيث أن هذه النباتات تم الكشف عن خريطتها الجينية وتتميز بسرعة نموها وتحملها للعوامل البيئية، ثم يتم نشر البذور عن طريق طائرات خاصة في المناطق المراد الكشف عن وجود الألغام فيها، وبعدها يتم رصد لون الأوراق عن طريق الأقمار الصناعية، وأضاف د. طارق انه يتمنى أن تستفيد مصر ودول الخليج والدول العربية والاسلامية عموما من هذا المشروع الضخم عن طريق الاتفاقات الدولية مع الولاياتالمتحدة الاميركية لأن المشروع ممول من وزارة الدفاع الاميركية بالاشتراك مع وكالة ناسا للفضاء بتكلفة مبدئية 3 ملايين دولار. وجدير بالذكر ان يوجد في الصحارى المصرية ما لايقل عن 20 مليون لغم أرضي ونصيب مصر من الألغام على مستوى العالم 14%. الجدير بالذكر أن معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في جامعة المنوفية هو المعهد الوحيد المتخصص في هذا المجال الحيوي المهم في الجامعات المصرية.