طالب عدد من مصانع مكونات السيارات بمد مهلة تطبيق المرحلة الأولى من المواصفات القياسية المقرر انتهاؤها بحلول يونيو، مشيرين إلى أن ذلك يحتاج وقتا كافيا لضخ المزيد من الاستثمارات، بينما أكد مسؤولون فى القطاع أن هذه المرحلة لا تتطلب تغييرات كبيرة فى منظومة عمل الشركات. وقال خالد المصرى رئيس مجلس إدارة إحدى شركات "تيل الفرامل" الخاضعة للمواصفات الجديدة، إن تطبيق هذه المواصفات يتطلب تحديث خطوط الإنتاج وإدخال ميكنة متطورة وخامات أولية مرتفعة الثمن يتم استيرادها من أوروبا فقط. وأضاف أن ذلك سيتطلب وقتا واستثمارات مرتفعة لا تملك المصانع الحالية الموارد المالية اللازمة لتدبيرها فى إطار المهلة الممنوحة التى تحددت ب 60 يوما، مشيرا إلى أنه تم توضيح ذلك فى مذكرة للمهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، بحسب صحيفة المصرى اليوم. وأشار المصرى إلى أن هناك مشكلة أخرى تتمثل فى تحليل المنتجات الجديدة فى معامل بأوروبا لعدم وجود معامل معتمدة فى مصر لتقديم تلك الخدمة، لافتا إلى أن تكلفة تحليل الصنف الواحد تصل إلى 40 ألف جنيه، فى الوقت الذى ينتج فيه المصنع الواحد أكثر من 20 صنفا. كانت وزارة التجارة والصناعة، قد أعلنت قبل شهرين تطبيق المرحلة الأولى من تطوير المواصفات القياسية لقطع غيار السيارات، لتشمل 10 معايير تتعلق ب" تيل الفرامل" و"المرايا" و"لمبات الإضاءة" و"الإطارات" و"الزجاج"، وأعطت مهلة شهرين للمصانع العاملة فى تلك القطاعات لتوفيق أوضاعها مع الاشتراطات الجديدة. وتهدف الوزارة من تلك الاشتراطات، التى تطبق على المنتج المحلى والمستورد إلى الوصول بمواصفات المكونات إلى المطبقة عالميا، تمهيدا لانضمام مصر إلى اتفاقية الأممالمتحدة للمركبات وأجزائها. من جانبه، اوضح عفت عبدالعاطى رئيس شعبة السيارات بغرفة تجارة القاهرة، إن المواصفات العشر الجديدة ليست اختراعا مصريا، وإنما هى التزامات دولية مطبقة منذ فترة وتأخرت مصر عن تطبيقها. وأردف أن تلك المواصفات تتعلق فى الأساس بصحة المواطن المصرى وسلامته، وبالتالى لا يمكن أن ندافع عن المصنعين غير الملتزمين بها. وشدد عبد العاطي على ضرورة أن يحصل المواطن على سيارة بها معدل أمان عال، خاصة ما يتعلق بتيل الفرامل والإضاءة التى كانت تتسبب فى حوادث كبيرة. وأكد أن المهلة الممنوحة كافية للمصانع لتوفيق أوضاعها، خاصة أنه لا يمكن منحها مهلة أكثر لضخ منتجات مخالفة بتحملها المستهلك المحلى فقط - على حد تعبيره. وتحدد استراتيجية صناعة السيارات التى تم إقرارها بداية عام 2010 من قبل وزارة الصناعة، عام 2013 ليكون ميعاد توقيع مصر على اتفاقية الأممالمتحدة الخاصة بمواصفات الأمن والسلامة والبيئة بالسيارات، والتى تضم دول الاتحاد الأوروبى واليابان وكوريا وأمريكا وبعض دول أفريقيا، لتصبح مصر هى الدولة الأفريقية الثالثة بعد انضمام تونس وجنوب أفريقيا لهذه الاتفاقية مؤخراً. من المنتظر تطبيق مصر 50 مواصفة خلال العامين المقبلين، من إجمالى 126 مواصفة أقرتها الاتفاقية، كفيلة بانضمام مصر لها، على أن يتم استكمال باقى المواصفات بعد الانضمام. وتعمل 30 شركة فى مجال تجميع السيارات محليا، منها 15 شركة فى السيارات "الملاكى" والباقية شركات تصنيع سيارات "اللورى" و"النقل" و"الأوتوبيسات"، إضافة إلى ما بين 30 و35 وكالة لاستيراد السيارات من الخارج، حسب إحصاءات للشعبة العامة للسيارات بغرفة تجارة القاهرة، فيما تقدر استثمارات شركات تجميع السيارات وشركات قطع الغيار بنحو 10 مليارات جنيه.