حذر خبراء في علم النفس من انتشار ثقافة التعصب في مصر ، لاسيما أنها لم تعد تقتصر على الكرة ، بل امتدت إلى الانتماءات الدينية الأولية. وعزا الخبراء - في ندوة حول التعصب في المجتمع بجامعة القاهرة الاثنين - تنامي التعصب بين المصريين إلى جهل الإعلاميين تارة ، فضلا عن غياب الدراسات الاجتماعية التي ترصد الظاهرة. وفيما اعتبر مشاركون في الندوة أن التعصب الديني بات ملمحا في ثقافة المصريين في السنوات الأخيرة ، رفض الدكتور عبد اللطيف خليفة الخبير في علم الاجتماع ذلك ، وقال إن التعصب الديني أو المذهبي على وجه التحديد غير منتشر في مصر وغير وارد في الدستور بخلاف دول أخرى مثل دول الخليج التي يفرق فيها بين شيعي وسني. وطالب أحد المشاركين في الندوة بضرورة إخلاء الجامعات من المساجد حتى تصبح مكانا للعبادة فقط، فيما اعتبر أحد القساوسة المشاركين في الندوة أن تغيير الخطاب الديني هو المدخل لمواجهة حالة التعصب التي بدأت تنتشر في مصر. وفي الوقت الذي قال الدكتور محمود أبو النيل الاستاذ في جامعة القاهرة إن قضية " التعصب" بأنواعها المختلفة باتت شديدة الحساسية في مصر، اعتبر الدكتور عبد المنعم شحاتة أن التعصب قد يفيد في حالة واحدة فقط وهي اثبات هوية الفرد ، إلا أنه إذا قفز عن هذه الدرجة يصب لها أثار سلبية . لكن الدكتور معتز عبد الله رفض ذلك واعتبر أن التعصب سلبيا في مجمله ، ودلل على رأيه بالتعصب الكروي في الشارع المصري ، فضلا عن التمييز ضد المرأة في المجتمعات الشرقية . وأضاف أن التميز داخل المجتمعات قد يتحول إلى رغبة في إيذاء الغير وتدميره مثل أحداث العنف في العراق و باكستان. وطالب بتوفير الجو الديموقراطى و الدعم للبحث العلمي في هذا المجال للوقوف على أسباب تفشى الظاهرة ومن ثم معالجتها ، وإن كان لم يستبعد أن يكون للظروف الدولية الراهنة دور في ذلك. التشخيص الطبي لظاهرة التعصب فسره الدكتور حيدر غالب بقوله إنه قد ينشأ من موقف أو حادثة يتعرض لها الإنسان في أحد مراحل حياته، لافتا إن الحيوانات لا يوجد لديها تعصب باستثناء الفيلة المحيرة للعلماء إلى الآن، مشيرا إن المستقبل قد يحمل علاجا كيميائيا شأنه شان الخوف و الذكاء.