نظم مركز الجزويت الثقافي بالاسكندرية في برنامج "المشترك الانساني بين الدين والوطن ندوة حول الاعلام و التعصب" الجمعة الماضية تحدث فيها المهندس يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة وطني، والباحث مصطفي بيومي الكاتب بروز اليوسف والصحفية بالاهرام اماني القصاص، وأدار اللقاء الاب فرنسيس بركماير اليسوعي مدير المركز وحضرها لفيف من الشباب والشابات في إطار برنامج المشترك الانساني بين الدين و الوطن، والدافع الاساسي لهذا البرنامج كما قدمه الاب فرنسيس: "هو الايمان العميق والقوي بان المشترك بين البشر اوسع وأعمق مما نختلف عليه من حيث تعبيراتنا الثقافية والعقائدية والطقسية فنحن نتشارك في تمسكنا بقيم مطلقة وازلية مثل البحث عن الحقيقة و الخير والجمال الي جانب العديد من القيم الاجتماعية والثقافية مثل احترام الانسان لاخيه الانسان والتطلع للسلام والعدل. حتي وان كنا نختلف علي الظواهر المرتبطة بطريقة معايشتنا لهذه القيم من مجتمع الي مجتمع ومن ثقافة الي ثقافة ومن دين الي دين بل ومن فرد الي فرد. الا ان الكثير من المجتمعات في العالم المعاصر تعاني من انتشار ظاهرة التعصب لطبقة اجتماعية او التعصب لنادي كرة قدم او طائفة دينية. ويومياً نلاحظ ظواهر عنيفة للتعصب بانواعه المتعددة سواء علي شاشة التلفاز، أو نقرأها في الصحف. ولكن قبل ان نحكم علي هذه الظواهر بانها سلبية ومضرة لابد ان نفهم اولاً الجذور النفسية والاجتماعية والثقافية للتعصب. لذلك الهدف الاساسي للقاءات المشترك الانساني هو البحث عن الدوافع الحقيقية لظاهرة التعصب ودور المؤسسات الاجتماعية الرئيسية منها مثل الاسرة والتعليم والاعلام ودور العبادة والقانون، ومعرفة الي أي مدي تلعب هذه المؤسسات دوراً ايجابياً او سلبياً فيها؟ كما لابد ان ننتبه الي البعد العولمي لظاهرة التعصب. ومن جانبه قال يوسف سيدهم: هناك فرق بين دور الاعلام في التعصب وتعصب الاعلام حيث برز في الاونة الاخيرة تنامي تعصب الاعلام علي مختلف انماطه لطبقة او لفكرة او لحرب او لدين الخ.. واشار الي ان بعض الدراسات التي اجريت من قبل بعض مؤسسات المجتمع المدني كشفت عن تعصب بعض الاعلاميين والصحفيين ضد بعضهم البعض واشار الي ان الصحفي جزء من المجتمع الذي يعاني من التعصب، وتعرض الي ضرورة النضال من اجل المواطنة، وردا علي سؤال حول موقفه من المادة الثانية للدستور: اشار الي ان هذه المادة او غيرها تحتاج الي احداث تغيير اجتماعي حتي يحدث توافق مجتمعي حول تغييرها مثلما حدث تغيير مجتمعي منذ الانفتاح الاقتصادي عام 1974 مما ادي الي تغيير المواد الخاصة بالاشتراكية في الدستور دون معارضة مجتمعية، واضاف بان بقية مواد الدستور قبل 76 وغيرها تحتاج لنضال مجتمعي يؤهلنا لذلك.. الامر الذي لن يتأثر بقرارات.. فحسب. ومن جانبه قال مصطفي بيومي ان مصطلح الاعلام يحتاج الي تدقيق لان الامر يتسع للشبكة العنكبوتية والفضائيات وغيرها.. كما ان مصطلح التعصب يقترب من كونه سمة انسانية والمطلوب ليس الحظر بل اعمال الديمقراطية والمواثيق الضميرية المهنية. واشارت اماني القصاص الي الدراسات العلمية حول التغطيات الصحفية ودورها في التعصب. وتوقفت بشكل خاص امام ضرورة تأهل الاعلاميين اخلاقياً ومهارياً. واضافت بان الخبرة والممارسة اصقلتها في العديد من القضايا مثل انها كانت تنادي بحل بعض قضايا المرأة ولكنها اكتشفت ان حصول المرأة علي حقوقها لن يتأتي الا من خلال تغيير المجتمع. وطرح المشاركون العديد من المقترحات لمواجهة التعصب انصبت اغلبها علي ضرورة اعادة النظر في برامج تعليم وتكوين المدرسين والدعاة والاعلاميين.. وضرورة اعمال العقل وتحلي هؤلاء جميعاً بالموضوعية في الرسائل التي يرسلونها للمجتمع، وأكد الحضور علي ان الاعلام والاعلاميين جزء لا يتجزأ من المجتمع فهم يأخذون من المجتمع ويرسلون اليه ذات الرسائل بطرق مهنية.