أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ثلاث مبادرات للشراكة مع العالم الإسلامي تمثل ماوصفه ببداية جديدة تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل مصداقا لما تعهد به في خطابه بالقاهرة في يونيو 2009. وطالب أوباما في خطابه الذي ألقاه في نهاية أعمال اليوم الأول من "قمة العمل الحر" التي يستضيفها البيت الأبيض في العاصمة الأمريكيةواشنطن بتنشيط وتعزيز العلاقات التجارية مع العالم الإسلامي، قائلا إن حجم التجارة بينهما لايتجاوز في مجمله حجم التجارة بين الولاياتالمتحدة ودولة واحدة، مثل المكسيك. وأعلن الرئيس الامريكي عن ثلاث مبادرات لتعزيز أواصر الشراكة الجديدة مع العالم الإسلامي، أولها اطلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس.إيد) 13 مشروعا للشراكة لتعزيز العمل الحر مع العالم الإسلامي من بينها صندوق استثمار برأس مال 250 مليون دولار لتمويل المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وثاني المشروعات هو صندوق التكنولوجيا والإبداع الذي أعلن عنه في القاهرة، والذي اكد أوباما أنه تمكن من جمع أكثر ملياري دولار من رؤوس الأموال الخاصة للاستثمار في المشروعات التكنولوجية بالعالم الإسلامي، وقد بدأت الحكومة الأمريكية تتلقى بالفعل طلبات لحصول على قروض من هذا الصندوق تتراوح تكلفتها بين 25 إلى 150 مليون دولار. وكانت المبادرة الثالثة من قبل تركيا التي وافقت على استضافة القمة القادمة. واشار باراك اوباما الى انه اختار العمل الحر لإطلاق هذه الشراكة مع العالم الإسلامي لأنه على مدى التاريخ كان السوق هو اقوى ساحة عرفها العالم لخلق الفرص وانتشال الناس من الفقر ولأنه يخدم مصالح الجانبين الاقتصادية ويطلق ملكات الإبداع وتبادل الخبرات ويمكن المبدع والمبتكر. وخلال افتتاح اعمال القمة الاثنين، ذكر وزير التجارة الامريكى جاري لوك أن تعزيز أنشطة الأعمال في العالم الإسلامي لن يساعد فقط الأخير، بل أيضا سيعزز أمن وتجارة الولاياتالمتحدة حيث أن هناك أكثر من مليار مسلم يشكلون مخزونا هائلا من الإمكانيات التي لم تستثمر بعد في الاقتصاد العالمي. ويجمع مؤتمر رجال الاعمال نحو 250 مشارك من 50 دولة معظمها ذات غالبية مسلمة، وهو الامر الذي اعتبره محللون وفاء بالتعهد الذي قطعه الرئيس على نفسه في خطاب وجهه من مصر للعالم الاسلامي في يونيو/ حزيران 2009.