الإنتخابات السودانية وما صاحبها من جدل سياسي كانت محور الصحافة العربية اليوم بعد أن أدلى الناخبون السودانيون بأصواتهم أمس في انتخابات «تاريخية» هي الأولى في البلاد منذ نحو ربع قرن، بمستوياتها الرئاسية والبرلمانية والإقليمية، كانت الفوضى سمتها الغالبة، إذ تأخر الاقتراع عن موعده بضع ساعات في بعض المراكز، وحسب صحيفة "الحياة" وقعت أخطاء فنية أدت إلى انسحاب مرشحين بعد سقوط أسمائهم. ورافق بدء عملية الاقتراع ارتباك بسبب نقص معدات التصويت، من أحبار وبطاقات اقتراع وأختام وأقفال، وسقوط أسماء بعض الناخبين من اللوائح واختفاء أسماء بعض مرشحي البرلمان، ما أدى إلى انسحاب بعضهم، ومنهم ثلاثة صحافيين في الخرطوم هم محجوب عروة والهندي عز الدين وعثمان ميرغني، تحدثوا عن مخالفات وعمليات تزوير واسعة. وفي بعض المدن، وجد الناخبون أخطاء في رموز المرشحين الذين تبدلت رموزهم واختلطت أسماؤهم، ما أحدث ارتباكاً أدى إلى وقف الاقتراع في بعض الدوائر حتى معالجة تلك المشاكل، خصوصاً في الدويم وكوستي في ولاية النيل الأبيض، إضافة إلى ولايتي سنار والبحر الأحمر. ولوحظ غياب ممثلي ووكلاء القوى السياسية الذين اقتصر وجودهم في بعض المراكز على ممثلي حزبي «المؤتمر الوطني» الحاكم و «المؤتمر الشعبي» المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي، كما لوحظ غياب كامل لممثلي «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي بدا موقفها متذبذباً بين دعوة رئيسها سلفاكير ميارديت إلى المشاركة وتمسك قطاعها الشمالي بالمقاطعة.