وعد اساهارا اتباعه بأنه سيقودهم الى الخلاص كان شوكو أسهارا أبعد ما يكون عن الشخصية المتمسكة بمبادئها الدينية عندما هاجمت جماعته المعروفة باسم "الحقيقة السامية " مترو الأنفاق في طوكيو في مارس عام 1995 بغاز السارين السام. ويزعم أسهارا أنه يجسد إلها هندوسي يدعى شيفا، كما تعهد بقيادة أتباعه للخلاص في معركة أرمجدون الفاصلة. بعد فشله في الالتحاق بالجامعة، بدأ في الاشتغال بالطب التقليدي الصيني يتحول بعد ذلك إلى اعتناق فلسفة جديدة وخليط من الأفكار الروحية. وبعد رحلة حج إلى منطقة الهيمالايا قام بها في عام 1987 غير اسمه إلى شوكو أسهارا وأطلق على جماعته اسم "أوم شينري كيو"، Aum Shinri Kyo وتَرمُز "أوم" إلى أحد الرموز الهندوسية المقدسة، بينما تعني كلمة شينري كيو" الحقيقة السامية . وتعد أفكار جماعة "الحقيقة السامية " مزيجا ما بين الأفكار الهندوسية والبوذية وبعض المعتقدات التي وردت في الإنجيل وتنبؤات الناسك المسيحي نوسترداموس. وبلغ عدد أعضاء الجماعة في منتصف التسعينيات عشرة آلاف بمن فيهم آلاف الأعضاء من دول أخرى خارج اليابان وبالأخص روسيا. ويزعم أسهارا أن الشر والحروب والصراعات ستتفشى في جميع أنحاء العالم ولن ينجو من هذه الشرور إلا من اتبعه. وأكد أسهارا أنه قادر على تعليم أتباعه التخاطر الذهني وكيفية السيطرة على أجسامهم للإرتفاع عن الأرض دون أي مساعدة مقابل مبلغ من المال. كما أشار إلى أنه يمكن لأتباعه الحصول على البركة بشرب الماء المتخلف عن استحمامه أو احتساء دمه. واحبطت محاولت "الحقيقة السامية " لتشكيل جبهة سياسية في عام 1990 بعد أن فشلت بجدارة في الانتخابات اليابانية. وتستقطب جماعة "الحقيقة السامية " أعضاءها من طبقة المثقفين والأغنياء، وهو ما وفر لزعيم الجماعة القدرة على تحقيق أهدافه. وكشفت المعلومات التي جمعت عن الجماعة منذ هجوم مترو الأنفاق عن محاولات عدة للجماعة في أوائل التسعينيات لشراء وتصنيع أسلحة كيماوية. كما أشارت تقرير أخرى إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحقق في مزاعم بشأن محاولة "الحقيقة السامية " الحصول على أسلحة نووية. جرائم أخرى وكشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات الياببما فيها هجمة بغاز السارين في عام 1994 أسفرت عن مقتل سبعة يابانيين في منتصف اليابان. واتهم أسهارا بالتورط في ذلك الهجوم والتحريض على قتل محامي مناهض للجماعة هو وأسرته وأعضاء الجماعة الذين ينشقون عنها. لكن واقعة مترو أنفاق طوكيو هي التي دفعت بالجماعة داخل دائرة الضوء العالمي. فقد انتظر أتباع أسهارا حتى تحين ساعة الذروة في طوكيو ليلقوا بأكياس محملة بغاز السارين داخل أنفاق المترو. واعتقل أسهارا في مايو/أيار عام 1995 بعد أن عثرت عليه الشرطة مختبئا في مقر الجماعة بالقرب من جبل فوجي. وبدأت محاكمته في عام 1996 لكنها كانت تسير ببطء شديد نظرا لاحجام أسهارا عن التعاون مع المحكمة. فقد رفض لوقت طويل الإدلاء بأي اعتراف، كما امتنع عن الحديث إلا من بعض الهمهمات غير المفهومة. وفي السابع والعشرين من فبراير 2004 جاء القرار الذي ينتظره اليابانيون الذين نجوا من هجوم حيث حكم على أسهارا و11 من أعضاء الجماعة بالإعدام..