نقلاعن الاهرام16/10/07 رائحة البنزين التي تزكم الأنوف كانت مثار حديث واشاعات كثيرة انطلقت في الأيام الماضية وبالرغم من ان الوضع شهد تحسنا ملحوظا بانخفاض هذه الرائحة فإنها مازالت موجودة بشكل أو بآخر وهو ما استدعي التحقق من أنها صدرت عن شحنة طارئة لسد الحاجة المتزايدة للبنزين في السوق القاهرية علي الأقل ولن تتكرر مرة أخري! تحقيقات الأهرام رصدت من داخل المحطات المختلفة علي مستوي الجمهورية شكوي العاملين والمستهلكين من ان هناك رائحة سبرتو وهذه الرائحة القاتلة: يقول سمير محمد علي بمحطة موبيل بالجيزة ان نسبة البخار أو عادم البنزين قلت كثيرا عن الأيام الماضية ولكن لاتزال هناك رائحة شديدة, وسبب هذه الرائحة النفاذة جعل عمال المحطة يتروكونها لأنهم لايستطيعون مواصلة العمل وهم يستنشقونها. ويقول محمد رفاعي محمود بشركة بنزين مصر بشارع جامعة الدول العربية لدينا4 طلمبات بنزين ونقوم بالعمل ليلا نهارا ولانتوقف لمدة24 ساعة عن العمل المتواصل والجاد, لكن الرائحة كانت شديدة يتأثر بها العابرون في الشارع فما بالك بالذي يعمل داخل المحطة في الأيام الماضية شاهدنا مأساة حقيقية ولكن هذه المأساة قلت بكثير. وداخل محطة بالهرم يقول علي سلامة مدير محطة توتال بشارع الهرم: يوميا نقوم بمعايرة الطلمبات بحيث نتأكد ان العدادات الموجودة جميعها سليمة وان عدد الكيلو مترات التي يأخذها العميل مضبوطة تماما, وفي الأيام الماضية انتهت رائحة البنزين التي كانت تؤذي العاملين بالمحطة, وقد استمرت أكثر من شهر وكانت شديدة جدا في البنزين90 و80 ويشير علي سلامة الي ان السيارات التي كانت تأتي بالبنزين من مستودع الاسكندرية كانت رائحته عادية أما البنزين الذي يأتي من مستودع مستورد فكانت رائحته نفاذة وشديدة, ويقول نشأت شعبان ميكانيكي سيارات: في الشهر الماضي كانت نسبة أعطال السيارات عالية جدا وأكثر من معدلها الطبيعي وكانت شكاوي السائقين دائما بأن السيارة سرعتها قلت بكثير والعاملون في الورشة وخاصة الصبية الصغار يتأثرون بهذه الرائحة القاتلة.. ولذلك أعمل بيدي وأقوم بإبعاد جميع الأطفال الصغار عن موتور السيارة فذلك البنزين يسبب حرقانا شديدا في العينين وصداعا في نفس الوقت بالرأس. أما محمد عثمان أستاذ تصنيع البترول بجامعة القاهرة فيضيف: البنزين الموجود في السوق المحلية مستورد من دول الخليج وهو ذو رائحة نفاذة لأن به نسبة عالية من الكبريت وعند احتراقه يتحول الي ثاني أكسيد الكبريت ومع قليل من الماء يصبح عبارة عن ماء نار( حامض الكبريتيك) وهذا المنتج المستورد ذو النسبة العالية من الكبريت يؤثر تأثيرا مباشرا علي مواسير البترول وتنكات البنزين وعلي المواتير وهو من أرخص وأردأ أنواع البنزين عالميا. أما رأي المستهلك كرم مصطفي موظف ان استهلاك السيارة لهذا النوع الجديد أسرع من سابقه والمشوار الذي كان يستهلك خمسة لترات يستهلك الأن تسعة لترات. وعن الرائحة النفاذة التي ملأت الشوارع يقول محسن سعيد صاحب محطة وقود انها تنتج عن مادة الأوكتين التي توضح بنسبة محددة في البنزين وقد سمعنا ان نسبتها كانت عالية في صفقة بنزين تم استيرادها من قطر بعد ان انشغلت معامل تكرير البترول في مصر بالإعداد لصفقة أخري تم تصديرها للخارج. وتم استيراد البنزين من قطر لسد العجز في السوق المحلية. أما إسماعيل مصطفي.. موظف فيظن ان الحكومة أرادت تمييز رائحة البنزين90 عن الأنواع الأخري لتوقف عملية الغش داخل المحطات حيث يباع البنزين90 علي انه92 أو95! ومن ناحية أخري يؤكد الكيميائي أحمد عبد الله نائب الرئيس التنفيذي لهيئة البترول للعمليات عدم صحة الشائعات حول خلط البنزين بالسبرتو أو بمواد كيميائية الميافول في الفترة الأخيرة وأن كل ماحدث هو انه لاستمرار تأمين استهلاك منطقة القاهرة من البنزين الذي شهد ارتفاعا ملحوظا تم استيراد شحنة بنزين من دولة الامارات العربية المتحدة تسليم ميناء السويس وتلك الشحنة يتميز البنزين بها بارتفاع طفيف في نسبة الأوليفينات عنها في الانتاج المحلي ولكنها النسبة المعتادة في كثير من الدول العربية وهي أحد مكونات خليط البنزين ورائحتها نفاذة وتختلف عن الرائحة التي اعتاد عليها المستهلك المصري وهذه النسبة من الأوليفينات تقل عن النسبة المسموح بها في المواصفة الأوروبية, مما يؤكد إنعدام وجود أي خطر منها علي الصحة العامة أو البيئة.. وأكد أنه لاصحة لما يقال عن غش البنزين باضافة الميثانول حيث انه أعلي سعرا من البنزين وأكد أن البنزين المصري بأنواعه المختلفة لايحتوي بأي صورة من الصور علي أي مادة كيميائية تضاف لتحسين خواصه مشيرا الي انه لايتم تسويق البنزين الا بعد التأكد من مطابقته للمواصفات القياسية المصرية للبنزين والتي يتم وضعها من قبل الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة ويتم اجراء التحاليل اللازمة دوريا وتخضع محطات التموين والخدمة لرقابة أجهزة وزارة التضامن الاجتماعي التي تقوم بأخذ عينات من البنزين من المحطات وتحليلها في المعامل المركزية للتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية, هذا بالاضافة الي قيام شركات التسويق المصرية والأجنبية العاملة في السوق المصرية باجراء عمليات التحليل علي عينات من البنزين المستلم للتأكد من مطابقته للمواصفات.