إنتاج اللحم بطرق غير المتعارف عليها من تربية الحيوان والطيور هو أحدث الابحاث التي يجرى العمل عليها الآن ، وذلك عن طريق زراعة الخلايا العضلية للدواجن والعجول وأنواع الماشية المختلفة في معامل حيوية كتلك الموجودة بالفعل لإنتاج الخميرة والزبادي والأنسولين معمليا. للوهلة الأولى قد يبدو المشروع جنونيا لكن قد يكون في المستقبل الابتكار الأكثر أهمية في مجال الإنتاج الحيواني. إن النتائج الأولية أنتجت شرائح من اللحم ذات سمك رفيع للغاية، ويقول مارلوس لانجيلان من جامعة اندهوفين بهولندا:" يمكن للأبحاث في هذا المجال أن تثمر عن نتائج خلال عشرة أعوام". هناك محاولات قديمة في هذا المجال قامت بها وكالة ناسا الفضائية الأمريكية التي كانت أول المهتمين بمثل هذه الأبحاث حيث سعت إلى توفير البروتين لروادها خلال رحلاتهم الطويلة إلى كوكب المريخ. جان فرانسوا هوكيت من المعهد الوطني للأبحاث الزراعية بفرنسا يقول إن المشروع الهولندي مفرط في الخيال حيث أن إنتاج كميات كبيرة من اللحم بهذه الطريقة لمواجهة زيادة الاستهلاك سيتطلب تكاليف عالية. علاوة على ذلك، يضيف جان فرانسوا، "لا ينبغي أن نتجاهل الدور المهم الذي تقوم به تربية الماشية بالطريقة التقليدية في الحفاظ على الأراضي العشبية". إن الحجج التي يسوقها المؤيدون لهذه الأبحاث تتمثل في التزايد المستمر في الإستهلاك العالمي من اللحم، والذي سيصل بعد عدة عقود إلى مستويات لن تكفي معها مساحات المراعي المتاحة مما دفع بعض الباحثين إلى التشجيع التوجه إلى استهلاك البروتين النباتي مباشرة كالصويا بدلا من تقديمه كعلف للماشية. هناك حجة ثانية يسوقها المؤيدون لزراعة اللحم معمليا الذي سيساهم من وجهة نظرهم في الحد من الاحتباس الحراري فانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الناتجة عن تربية الماشية تعادل تلك الناتجة عن انبعاثات وسائل النقل. اما جمعيات الرفق بالحيوان فقد أعلن ناشطوها استعدادهم لأكل هذا النوع من اللحوم الصناعية بدلا من تربية الماشية في ظل ظروف سيئة كتلك السائدة في المزرارع الحالية. وقد اعلنت جمعية "بيتا" التي تدعو إلى معاملة اخلاقية للحيوان انها ستمنح مليون دولار لأول شركة ستتوصل إلى إنتاج اللحم صناعيا.