تعتبر المواد البلاستيكية أحد أخطر المواد الصناعية تأثيراً على صحة الإنسان والبيئة، وتسبب المخلفات البلاستيكية إلحاق أذى كبير بالنظام البيئي، نظرا لثبات تركيبها الكيميائي، وإنتاج مجموعة هائلة من الغازات السامة لدى التخلص منها بالطرق التقليدية كالحرق في مكاب النفايات. الأخوان الهنديان أحمد خان (62 عاما) ورسول خان (59 عاما)، فكرا في إعادة تدوير المواد البلاستيكية التي لا يمكن تحلليها بالمواد البيولوجية واستخدامها في بناء الطرق حيث يتم مزج الفضلات البلاستيكية مع مادة البتومين (القار)، ويؤدي ذلك إلى تقوية الطرق المرصوفة، ويساعد في الوقت نفسه على التخلص من الفضلات البلاستيكية المتراكمة داخل مدافن النفايات في بلد مثل الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.25 مليار نسمة ويقل فيها الوعي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصف الطرق بنجاح باستخدام هذه الطريقة على الرغم من إجراء اختبارات معملية من أجل الوصول إلى هذه النتيجة، وذلك حسب ما يقوله الأخوان خان. وكان الخوف من فقدان عملهما في تصنيع البضائع البلاستيكية هو السبب في الوصول إلى هذه الفكرة، حيث قويت حركة مناهضة لاستخدام المواد البلاستيكية داخل الهند في منتصف التسعينات من القرن الماضي. قام الأخوان خان بتمويل أبحاث واختبارات داخل كلية الهندسة في بنغالور حيث يدرس ابنهما في قسم الهندسة الكيميائية. وتم إجراء الأبحاث وكانت النتائج إيجابية. وأُجريت الأبحاث أيضا في 12 كلية هندسة أخرى على الأقل داخل الهند. واستغرقت عملية إجراء الأبحاث عامين. وللتأكد من النتائج، جربت نفس التقنية على هيكل صغير طوله 500 متر. ونشر تقرير في عام 2002 يجيز استخدام هذا المزيج. وحينئذ، تم تأسيس شركة «كيه كيه لإدارة الفضلات البلاستيكية»، وكانت الشركة تقوم بتجميع الفضلات من المدينة لاستخدامها في أنشطة صديقة للبيئة. وبدأ الأخوان رحلتها إلى عالم الشهرة، بعد أن استخدما تقنية البلاستيك المدور في رصف الطرق داخل مدينة بنغالور. ولكن، لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد كانت هناك حاجة إلى المزيد من أعمال البحث للتأكد من أمان هذه التقنية ومدى مناسبتها بيئيا. وقبل استخدام هذه التقنية رسميا، وافق عليها معهد أبحاث الطرق المركزي في نيودلهي. وقد وصلت تقنية الأخوين خان إلى مدن ودول أخرى، وحصلا على براءة اختراع لرصف الطرق باستخدام البلاستيك. وقامت شركة «كيه كيه لإدارة الفضلات البلاستيكية» ببناء مئات الأميال من الطرق داخل الهند وبنغلاديش وسريلانكا وبورما والسعودية ودبي ونيجيريا، وتسعى إلى رصف طرق سريعة باستخدام هذه التقنية. يقول الأخوان خان إن «من غير العملي تخيُّل عالم دون مواد بلاستيكية، ولذا فإنه من الأفضل البحث عن وسائل صديقة للبيئة حال التخلص منها. وعلينا أن نبدأ بالنظر إلى المواد البلاستيكية كمواد خام لا كفضلات». ويتم جمع الفضلات البلاستيكية من أماكن لإلقاء النفايات في مختلف أنحاء المدينة من خلال شبكة من العمال، وبعد ذلك يتم تقطيع المواد البلاستيكية وجعلها قطعا صغيرة ويمزج مع الإسفلت. وكل يوم تكون هناك أطنان من الفضلات البلاستيكية وتذهب إلى مدافن القمامة. ويجب أن تكون هناك نهاية لذلك، وبعد ملء هذه المدافن، لن تتحلل النفايات وحتى مع استخدام المواد البيولوجية، وفي النهاية ستكون هناك مشكلة، ولذا فإن الحل المثالي هو استخدامها في بناء الطرق.