يبدو أن مسلسل التوتر التركي – الإسرائيلي لن ينتهي قريبا، فبعد الاعتذار الرسمي الذي قدمته إسرائيل إزاء التعامل غير اللائق تجاه السفير التركي انطلق بعض المنتقمين الأتراك ومن بين هؤلاء "الهاكرز" الذين اخترقوا العديد من المواقع الإسرائيلية ليضعوا على بعض تلك المواقع صور لنجم المسلسل التركي التي تراه إسرائيل عدائيا تجاهها. وحملت الصور أيضا بعض التعليقات العدائية بالتركية، وهي ما وصفته القناة الثانية الإسرائيلية بالعدوانية، و كان أبرز المواقع التي تم اختراقها موقع "جيروزاليم اون لاين" الذي ينشر بالغة الإنجليزية. ورغم أن إسرائيل تحاول احتواء الأزمة وإدارتها بشكل يحفظ لها ماء وجهها الدبلوماسي، إلا أن الأمر خرج عن نطاق السيطرة، فمنذ أن بث التليفزيون التركي مسلسل "وادي الذئاب" في عرضه الثاني وإسرائيل تحاول تصعيد الأزمة، حيث رأت في هذا المسلسل إساءة لها وتهديدا لرعاياها في تركيا. المسلسل يتناول قصة عملاء للموساد يعملون على خطف أطفال أتراك وتهريبهم وفي أحيان أخرى قتلهم وممارسة جرائم حرب، والمسلسل لم يكن أكثر من تناول درامي ناجح، ولكن إسرائيل رأت فيه استمرارا للرسائل التركية الداعمة لإظهار إسرائيل في موقف الشر، ولم يكن هذا الموقف هو الأول من نوعه حسب الروايه الإسرائيلية. ورغم أن الموضوع لا يتجاوز مجرد إبداء التذمر من قبل الدبلوماسية الإسرائيلية إلا أن الأمر آخذ في التصاعد حتى استدعاء السفير التركي لدى الخارجية الإسرائيلية، وكما بثت القناه الثانية الإسرائيلية ما أدى إلى تصاعد الأزمة، وهو إهانة السفير عبر انتظاره للدخول أمام مكتب التشاور لمقابلة نائب وزير الخارجية الإسرائيلية "داني ايالون". وزاد من تعقيد الموقف ما قالة نائب الوزير أمام الكاميرات باللغة العبرية أثناء وجود السفير "بأن شكل الجلسة مقصود بأن يكون المسئولون الإسرائيليون جالسين علي مقاعد مرتفعة بينما السفير التركي علي أريكة منخفضة حتى يشعر أنه أقل من الإسرائيلين"، وهذا ما اعتبره ايالون خطأ تقنيا فلم يكن مقصودا إذاعة هذا الكلام ولم يكن معتقدا أن الميكروفونات ملتقطة للصوت. وفي أول ظهور إعلامي لنائب وزير الخارجية داني ايالون على القناة الثانية الإسرائيلية في برنامج "مقابلة الصحافة" بعد الاعتذار الإسرائيلي الرسمي، صرح بأن كل ذلك لم يكن مقصودا، وصحيح انه كان معدا مسبقا عدم المصافحة وعدم إظهار الاحترام كرسالة لتركيا تعبيرا عن حالة الاستياء، ولكن ما حدث كان بسبب خطأ تقني غير مقصود أدى إلى تصعيد الأزمة وتقديم إسرائيل للاعتذار عنها. نائب الوزير داني ايالون أصر على أن التصعيد الأولي كان لابد منه، فقد شعرت إسرائيل بالمهانة حينما ترك أردوجان القاعة في مؤتمر دافوس، كما كتب صاحب تصعيد الأزمة علي صفحته على الفيس بوك "أنا لا أعتقد أنني تجاوزت وأنا غير نادم، فقط حينما نصر على احترامنا الآخرون يحترموننا"، وعلق ايالون على ما كتبه بأنه قصد بذلك الرسالة الموجهة لتركيا وليس الخطأ التقني الذي حدث رغما عنه. ورغم ما يحاول ايالون قوله إلا أن الصحافة الإسرائيلية خرجت في رسم كاريكاتيري معبر عن دوافع وزير الخارجية ليبرمان ونائبه في إشعال الموقف في الشرق الأوسط، حيث صور الاثنين وهما يصبان البنزين لإشعال الموقف في الشرق الأوسط أكثر.