في السابع والعشرين من يونيو المقبل من المنتظر أن تصبح سارة براون زوجة رئيس وزراء بريطانيا القادم جوردون براون السيدة الأولي للبلاد بعد الملكة إليزابيث بالطبع. وسارة ليست من هواة الأضواء والشهرة ومنذ زواجها من وزير الخزانة جوردون براون عام2000 لا تظهر في المناسبات والبرامج التليفزيونية أو حتي تسمح بنشر صورها في الصحافة. ولدت سارة ماكولاي في أحد المدن وسط انجلترا لعائلة محافظة فهي حساسة جدا لا تؤمن بالمظاهر ولا يخدعها بريق الإعلام كما يصفها زوجها علي الرغم من أنها كانت تملك شركة للعلاقات العامة قبل زواجها والتقت براون عندما كانت تقوم بتنظيم أحد مؤتمرات حزب العمال. ومن أهم ما تتسم به سارة براون هو حرصها الشديد علي المال العام وعدم استغلال منصب زوجها واحترامها للقيم العائلية بالرغم من أن والديها انفصلا وهي في السابعة من عمرها إلا أنها حريصة كل الحرص علي الترابط الأسري. ولم يعرف عن سارة حتي الآن أنها تحدثت إلي الصحافة في الشئون السياسية كما أنها لم تستغل أي فرصة للحصول علي مكاسب خاصة حتي إنها تركت العمل بعد سنة من زواجها للتفرغ لمنزلها وأسرتها وهي بذلك تكون اميل للشبه بنورما زوجة رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور وإن كانت أكثر ذكاء. كما أنها ليس لديها طموح تشيري بلير أو هيلاري كلينتون في المجال السياسي وتعتبر سارة براون مختلفة كل الاختلاف عن شيري بلير التي كانت تتصرف من دون دبلوماسية مع كبار الرؤساء والزعماء, فسارة لن تكرر أخطاء شيري بلير وتحرج زوجها بتوجيه الانتقادات اللاذعة لهما كما كانت تفعل شيري. ومن الشيء اللافت للنظر هو أن سارة براون كانت قد تخلت عن اسم عائلتها ماكولاي عند الزواج علي خلاف تشيري بلير التي تحتفظ حتي وقتنا هذا باسم تشيري بوث كما أن سارة براون لا تقوم بدور تقليدي في حياة زوجها النائب والوزير ورئيس الوزراء المقبل بل إنها وسعت دائرته الاجتماعية لعدد من الوجوه الاجتماعية والسياسية بعيدا عن أضواء الإعلام. وعلي الجانب الآخر يعترف بعض أصدقاء عائلة براون بأنهم عانوا كثيرا في سبيل إقناع سارة بحضور بعض المناسبات العامة ومن بينها المؤتمر السنوي الأخير للحزب والتي تسببت في إحراج الأمن والحراسة عندما تسللت خارج مقر المؤتمر في مانشيستر مع ولديها جون3 سنوات وفرايزر أقل من سنة بدون حراسة لتتنزه معهما في السوق. ويبدو أن مهمتها الناجحة الأولي كانت ترسيخ صورة زوجها كرجل يقدس العائلة ويهتم بأولاده وهو ما اعطاه جانبا انسانيا كان يفتقده. وتهتم سارة منذ أن فقدت ابنتها الكبري جنيفر جين عام2002 جراء نزيف في المخ بعد عشرة أيام من ولادتها برعاية أكثر من منظمة خيرية تهتم بمشكلات الحمل لدي المتقدمات بالسن مما أدي إلي تعاطف شعبي كبير مع سارة وبراون(56 عاما) الذي أكسبته شخصيته الصارمة لقب المستشار الحديدي.