اهتمت الصحافة العربية بما يامله الكثير من الفلسطينيين بان يكون عام 2010عام حل الازمات وذلك بعد معانة امتدت علي مدي 2009الذي شهد حالة من الجمود واللاحسم لكثير من القضايا واهمها الانقسام الداخلي لم يكن عام2009 مجرد عام آخر في عمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولكنه كان عاما لايمكن أن تنساه ذاكرة من عاشوه بسهولة لأنه شهد إهدار الكثير من الفرص من الجانب الفلسطيني والتي لو جري استغلالها بشكل صحيح لربما تغير وجه الصراع حيث بدأ العام بتعاطف عالمي وإقليمي غير مسبوق مع الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة بسبب العدوان الهمجي الذي كانت تشنه إسرائيل علي القطاع منذ السابع والعشرين من ديسمبر2008 والذي أسفرعن استشهاد وإصابة أكثر من خمسة آلاف شخص معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وتدميرجميع المباني والمنشآت الحكومية تقريبا واستمر22 يوما. وعقب تلك الحرب كانت كل الأجواء مهيأة لتحقيق مصالحة تاريخية بين قطاع غزة والضفة الغربية من أجل توحيد الصف الفلسطيني ومحاصرة إسرائيل عالميا لمحاسبتها علي جرائم الحرب التي ارتكبها جنودها في العدوان علي القطاع والذي حمل اسم عملية الرصاص المصبوب علي أمل أن يؤدي هذا الحصار إلي إجبار الإسرائيليين علي الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ومنذ لحظة وقف إطلاق النار والذي بذلت مصر جهدا كبيرا للتوصل إليه بدأت القاهرة في تهيئة الأجواء من اجل إعادة توحيد الصف الفلسطيني فجددت دعوتها للحوار بين حركتي فتح وحماس لإعادة اللحمة بين الضفة وغزة وفي نفس الوقت نجحت في حشد معظم دول العالم في مؤتمرعالمي بشرم الشيخ لضمان توفير التمويل اللازم لعملية إعادة إعمار غزة وانتهي المؤتمر بتعهد الدول المشاركة بتقديم نحو خمسة مليارات دولار لعملية الإعمارشريطة تحقيق المصالحة أولا حتي تتم عملية الإعمار من خلال السلطة الوطنية وهي الطرف الفلسطيني المعترف به دوليا كممثل للشعب الفلسطيني ولكن للأسف فقد انتهي عام2009 دون إعادة بناء بيت واحد في غزة لأن المصالحة لم تتم بسبب استمرار التدخل الخارجي خاصة الإيراني في الشأن الفلسطيني. تلاشي التعاطف العالمي مع الفلسطينيين : وساهم استمرار الانقسام الفلسطيني برغم استضافة مصر للعديد من جولات الحوار الوطني علي مدي عام2009 في تلاشي التعاطف العالمي مع الفلسطينيين والذي كان في ذروته خلال العدوان علي غزة فبرغم أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما كان قد تعهد بالعمل علي إقامة الدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية فإن مجهوداته في هذا الخصوص تراجعت كثيرا مؤخر لأن الجانب الفلسطيني لم يشجعه خاصة بعد أن رأي كيف يتعامل الفلسطينيون مع بعضهم بعضا عقب قرار السلطة في نهاية سبتمبر الماضي الموافقة علي تأجيل مناقشة تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان, وكيف كانت حماس تتهم الرئيس محمود عباس( أبومازن) بالخيانة وهو ما دفع الأخير في النهاية للإعلان عن عدم ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. المسئولون الاسرائيليين والانفلات من العقوبات وتمثلت النتيجة الأهم لاستمرار الانقسام الفلسطيني في شيئين: أولهما زيادة شعبية اليمين المتشدد في إسرائيل وهو ما اتضح من نتائج انتخابات الكنيست التي جرت في العاشر من فبراير الماضي وأتت بزعيم الليكود بنيامين نيتانياهو رئيسا للوزراء واليميني المتشدد افيجدور ليبرمان وزيرا للخارجية وثانيهما تمكين المسئولين الإسرائيليين من الإفلات من العقاب علي ما ارتكبوه من جرائم في حق الفلسطينيين والدليل علي ذلك حالة الصدمة والترويع التي عاشتها الحكومة البريطانية أخيرا لمجرد صدور قرار قضائي أولي باعتقال وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بسبب دورها في العدوان علي غزة حيث لم يخجل رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون من الدعوة علنا لتغيير القانون البريطاني لتجنب تكرار هذه المسألة