بدأت الشكوك تحيط بجائزة "نوبل" خصوصاً عندما تمنح للسياسيين والرؤساء.. ولقد أثار منحها لباراك أوباما قبل أن يحقق انجازاً في مجال السلام أو غيره. بل قبل أن يبدأ سنوات حكمه.. ثم إن تسلمه الجائزة توافق مع تصعيده للحرب وارساله مزيداً من القوات الأمريكية إلي افغانستان. ولقد أعجبني تقرير اخباري في صحيفة "يو إس ايه توداي" عن الرؤساء الأمريكيين الذين نالوا الجائزة. وعددهم أربعة. أولهم "تيودور روزفلت" عام 1906 لمساعدته في دفع المفاوضات التي أدت إلي توقف الحرب بين روسيا واليابان.. بعدها رأي الرئيس الأمريكي ألا يخوض الانتخابات التالية. ثم عاد ورشح نفسه عام 1912. وخسرها أمام "وودرد ويلسون" الذي فاز هو الآخر بجائزة "نوبل" بعد سبعة أعوام. كان "ويلسون" ثاني رئيس أمريكي يفوز بجائزة نوبل للسلام لجهوده في انشاء "عصبة الأمم" بنهاية الحرب العالمية الأولي.. ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تنضم للمنظمة الدولية بعد أن رفضتها الأغلبية المعارضة في مجلس الشيوخ.. وقد انهارت عصبة الأمم بعد ذلك لتقوم الحرب العالمية الثانية. بعد 83 سنة فاز الرئيس "جيمي كارتر" بالجائزة لمثابرته علي مدي سنوات طويلة سعياً لتحقيق الحلول السلمية للمشاكل العويصة الدولية ودفع خطوات الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم كله.. وقد جاء فوز "كارتر" بجائزة نوبل للسلام بعد ساعات قليلة من حصول الرئيس الأمريكي وقتها "جورج بوش" علي تفويض من الكونجرس لاستخدام القوة ضد العراق. وهي الحرب الأمريكية التي عارضها "كارتر". ثم يأتي "باراك أوباما" الذي جاء اختياره "لجهوده غير العادية في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب".. ولم يكن الرئيس الأمريكي الجديد قد بدأ خطواته العملية بعد. فيما عدا مجموعة خطب ووعود واحلام. مما جعل الشكوك القائمة حول مصداقية جائزة نوبل عندما تمنح للسياسيين والرؤساء بالذات محل شك وانتقاد. و"أوباما" هو ثالث أمريكي من أصل افريقي يحصل علي جائزة السلام الرفيعة. إذ سبقه "رالف بانش" لمحاولاته إقرار السلام في الشرق الأوسط عام 1950. و"مارتن لوثر كنج" الفائز بالجائزة عام 1964 مؤسساً لحركة الحقوق المدنية. الغريب أن "نوبل" للآداب أصبحت أيضاً محل علامات استفهام.. وانه لإرضاء مختلف الأطراف تمنح الجائزة مناصفة مثلما حدث مع "السادات" و"بيجين" و"عرفات" و"بيريز" و"رابين". لم يبق بذلك سوي جوائز العلوم. هي التي يصعب المجاملة فيها. ولو أن "الفريد نوبل" مخترع البارود. الذي أراد أن يكفر عن سيئاته بجوائزه عبر السنين. عرف ماذا سوف يكون مصيرها. واحتمالات استغلالها والتلاعب في نتائجها. لفكر في الاحتفاظ بملايينه لورثته! نقلا عن جريدة الجمهورية المصرية