"بريد مستعجل" كتاب جديد يروي متاعب مثليات لبنانيات

ضم 41 قصة حقيقية

صدر كتاب "بريد مستعجل" عن مجموعة "ميم" اللبنانية والتي تدعم المثليات والمتحولات جنسيا ، وتضم 41 قصة حقيقة لنساء يتخبطن في صعوبات الكشف عن ميولهن الجنسية وعلاقتهن بالدين والعائلة والهجرة.
ورغم انهم لم يكشفن عن هوياتهن بعد الا ان اصواتهن تصدح بقوة في الكتاب الذي تحدت من خلاله مجموعة من النساء ..المحرمات الاجتماعية في لبنان.
واحدى القصص تروي صراع امرأة للتوفيق بين دينها وميولها الجنسية، واخرى تتحدث عن صعوبة الكشف عن ميول جنسية "مختلفة" في المجتمع اللبناني فيما تتناول قصة ثالثة موضوع الاغتصاب.
ويعد الكتاب اول بادرة من هذا النوع في العالم العربي المحافظ بشكل عام، وقصص نساء لبنان اللاتي غالبا ما يهمشهن المجتمع وتطغى عليهن الصورة النمطية للمرأة اللبنانية، قد لاقي رواجا على الصعيدين المحلي والدولي.
وقد اعيدت طباعة الكتاب بعدما نفدت نسخ الطبعة الاولى التي كانت بضع مئات، وصدر الكتاب في 223 صفحة باللغتين الانجليزية والعربية ليباع في مكتبات العاصمة بسعر 18 دولارا للنسخة.
وبدأت مجموعة "ميم" باربعة اعضاء وباتت حاليا تضم اكثر من 300 عضو ، وتعد الجمعية الوحيدة القانونية للدفاع عن حقوق المثليين والمتحولين جنسيا في العالم العربي.
والقصص التي يشار اليها على انها "رسائل مكتوبة مختومة ومرسلة الى العالم" هي قصص شخصية مؤثرة غالبا ما تكون مؤلمة تتناول الدين والمواطنة والهوية الجنسية والهجرة.
وتعطي شانت اسمها الاول فقط (في الكتاب) شأنها في ذلك شأن الكثير من اعضاء الجمعية لحماية حياتها الشخصية في لبنان حيث تشكل العلاقات الجنسية غير تلك القائمة بين الرجل والمرأة جرما يعاقب عليه القانون.
فالبند 534 من قانون العقوبات ينص على ان "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة".
رغم ذلك فان المنشورات تتوالى فقد اصدرت جمعية "حلم" ومجموعة "ميم" نشرات وكتيبات ومقالات على موقعهما الالكتروني وتوفران ملاذا لاعضائهما.
وتحتفل جمعية حلم ب"اليوم العالمي ضد رهاب المثلية" حيث اجتمع مئات اللبنانيين للمرة الاولى في شباط/فبراير 2009، احتجاجا على الضرب المبرح الذي تعرض له رجلان مثليان على ما يبدو.
وتقول ناتالي في حانة تستقبل المثليين في منطقة الجميزة في بيروت "نتمتع بهامش من الحرية، لكن ان تكون المرأة مثلية في لبنان يحتاج الى قدر كبير من الشجاعة".
وتضيف صديقتها نور"عائلتنا تعرف لكنها تختار ان تتجاهل الامر.. طالما ان الدين يتدخل في السياسة لن نحصل على حقوقنا او حرية فعلية في لبنان قريبا".
والهجرة كبيرة في صفوف المثليين على ما تفيد مجموعة ميم اذ تسعى النساء الى العيش في مجتمعات متسامحة اكثر خصوصا عندما يقتربن من العقد الثالث من العمر.
ويقول ستيفن سيدمان استاذ علم الاجتماع في جامعة نيويورك في آلباني ان المثليين في لبنان يواجهون خيارا صعبا: فاما الزواج اما مغادرة البلاد او ان يعيشوا حياة مزدوجة.
ويضيف سيدمان الذي يجري ابحاثا حول المثليين في لبنان ان "الزواج هو حدث محوري للنساء ايا كانت الطبقة التي ينتمين اليها والمكانة في المجتمع مرتبطة ب بزواج جيد".
ويوضح "غالبية النساء اللواتي روين قصصهن شابات تحت سن الثلاثين ، لكن السؤال هو: ماذا سيحصل عندما يصلن الى عمر الثلاثين، و توافقه شانت الرأي لكنها تشير الى ان لبنان شهد ظهور "مجموعة مثلية ملفتة" خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وتقول "لقد اضفى ذلك معنى قويا على التضامن بين المثليين والتفاهم والتحرك وادركنا ان علينا ان نسمع قصصنا"، وتختم قائلة "بطريقة ما رحلة هذه القصص شبيهة بالقصص نفسها فقد خرجت الى العلن".