كشف الناقد المصري مصطفى درويش النقاب عن واقعة تاريخية عندما طالب مدير مؤسسة السينما الحكومية المنتجة للفيلم المصري "المومياء" من الرقابة آنذاك أن ترفض الفيلم بأي حجة خوفا من أن يمنى بخسارة إنتاجية فادحة. إلا أنه حصل على عديد من الجوائز حول العالم كما تم اعتباره أحد أهم 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية وقامت مؤسسة "سينما العالم" التي يرأسها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي بترميمه مؤخرا بتكلفة 250 ألف دولار. وقال درويش، في ندوة أعقبت عرض "المومياء" الاثنين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنه كان مسئولا عن جهاز الرقابة المصري وقت انتاج الفيلم وانه تحدى كثيرين بتمريره في ظل تحمس وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة له مع كون ميزانيته باهظة بمقاييس تلك الفترة حيث تجاوزت 90 ألف جنيه مصري (15 ألف دولار تقريبا) في حين كانت ميزانية أي فيلم مصري وقتها تقل كثيرا عن نصف هذا المبلغ. إلا أنه قابل عقبات عند العرض حتى أنه عرض في مصر بعد 5 سنوات كاملة من عرضه في أوروبا. وأكد المخرج محمد كامل القليوبي في الندوة أن معظم الفنانين الذين شاركوا بالفيلم لم يتقاضوا أجرا وأن بعضهم أنفق من جيبه على الدور، مشيرا إلى أن الجهة المنتجة فرضت على المخرج وقتها الإستعانة بنجمة معروفة وأنه لجأ إلى النجمة نادية لطفي التي وافقت على الظهور في الفيلم في دور مكون من 5 مشاهد فقط دون مقابل مادي على الإطلاق. وأعلن القليوبي أن احتفالية رسمية يتم التجهيز لها أوائل العام القادم للإحتفال بمرور 80 عاما على ميلاد شادي عبد السلام "1930- 1986" الذي اختاره مهرجان القاهرة السينمائي لاطلاق اسمه على دورته الحالية والاحتفاء بعرض فيلمه بعد ترميمه بالكامل وأن الإحتفالية تتضمن اصدار كتاب كبير عن حياته وكل ما كتب عنه. وقال مهندس الديكور الشهير صلاح مرعي شقيق بطل الفيلم أحمد مرعي إن شادي عبد السلام بدا كتابة الفيلم عام 1964 ولم يتم تصويره إلا عام 1969 وأنه يدور حول واقعة حقيقية لاكتشاف مومياوات الدير البحري. وأضاف أن الحكايات عن نقل المومياوات من مكانها والتفاف الأهالي حولها وكأنهم يشيعون جنازة مثلما ظهر في مشهد نهاية الفيلم كموكب جنائزي كانت السبب الرئيسي في ظهوره للنور كعمل سينمائي لأن الواقعة استفزت شادي عبد السلام الذي كتب الفيلم بالكامل ليظهر مدى أهمية تلك الواقعة التي صورها بشكل مؤثر جدا في فيلمه وكان حريصا على منحها جلالا وقدسية تليق بالمومياوات والمشيعين. وكشف مرعي أن شخصيات الفيلم منقولة عن الواقع حيث كانت توجد قبيلة تحرس المومياوات وكان يرأسها شقيقان كما في الفيلم لكنهما في الواقع اختلفا على اقتسام التركة بينما في الفيلم لم يظهر إلا اهتمام أحدهما بحفظ المومياوات ومنع سرقتها. وقال الفنان محمد مرشد أحد أبطال الفيلم إنه عاين خلال التصوير أسلوبا جديدا في الأداء التمثيلي تعتمد على البطء الشديد المقصود حتى يخرج ايقاع الفيلم بالكامل بطيئا بما يجعله يعبر عن المعنى المطلوب. وأضاف أن قيام المخرج برسم كل الشخصيات والمشاهد على الورق منحت الممثلين الفرصة للتعرف على أدوارهم قبل تأديتها. وحكى مهندس الديكور أنسي أبو سيف الذي عمل في الفيلم أنه شاهد الفيلم بالكامل في رسومات شادي عبد السلام لكنه اكتشف عندما شاهده كفيلم حقيقي لأول مرة أنه لم يكن يدرك القضية التي يحاول طرحها "فبينما كنت أظن أننا نعمل على قصة سرقة مومياوات اكتشفت بعد المشاهدة أنني عملت في فيلم عن سرقة بلد". وكتب شادي عبد السلام سيناريو الفيلم وأخرجه بينما كتب الحوار الروائي علاء الديب وتولى التصوير عبد العزيز فهمي والمناظر صلاح مرعي والمونتاج كمال أبوالعلا بينما شارك في البطولة أحمد مرعي ونادية لطفي وزوزو حمدي الحكيم وشفيق نورالدين ومحمد خيري وعبدالمنعم أبوالفتوح وعبدالعظيم عبدالحق وأحمد حجازي ومحمد مرشد.