ما زال انتصار المنتخب الوطني في مباراته أمام الجزائر والاستعداد للمباراة الفاصلة في السودان هو العنوان المسيطر في صحف القاهرة، مقالات النقاد الرياضين اجتمعت على توجيه الشكر والحمد للمولى سبحانه على هذا النصر الذي جدد الأمل في قلوب المصريين محمود معروف كتب في الجمهورية يقول: انتصارات كرة القدم المصرية وحدها التي توحد الشعب المصري بكل طوائفه ودياناته وانتماءاته بما في ذلك من لا علاقة لهم باللعبة. ** بكيت وأنا في سيارتي أشاهد الآلاف صباح يوم المباراة يهتفون ويهللون من أول النهار ودعوت بصوت عال "يارب لا تكسر بخاطر هؤلاء الملايين.. يارب افرحهم واسعدهم.. لم أكن وحدي الذي يدعو.. بل ال 80 مليونا كان لهم دعاء واحد "يارب انصرنا.. يارب افرحنا.. يارب اسعدنا" وقد استجاب الله لدعاء الصالحين.. المؤمنين.. استجاب لدعاء الغلابة والفقراء. وبلا تعصب يقول محمد جاب الله: من حق كل إنسان أن يحلم وألا يصادر حق أخيه في الحلم.. وأظن أن الجليد الذي كونته هذه المباراة يحتاج إلي وقت ومجهود كبيرين كي يذوب بعد أن سمعت تهديدات من هنا وتوعدات من هناك للانتقام.. هونوا علي أنفسكم أيها الصائدون في الماء العكر لأن مباريات الكرة لابد أن تساعدنا علي الحب والسماحة.. اتركوا الحق لكل إنسان أن يطمح وأن يكون عنده الأمل فإذا كان يملك الأدوات التي يحقق بها حلمه فليستخدمها بأسلوب راق وليس بالبلطجة لأنها لم يعد لها مكان في عالمنا الآن نحن في المربع الأول ولن يخدم الوقت هواة تعكير الصفو فاجعلوها مباراة نظيفة ويكفي أن فريقاً عربياً سيمثل العالم في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.. هذا يجعلني أطالب الكابتن حسن شحاتة ولاعبيه ألا ينشغلوا بالفوز وترشيد الإحساس بالفرحة وأن يعيدوا قراءة الأخطاء جيداً.. وكذلك مسئولو اتحاد الكرة الذين يحتاج موقفهم السلبي إلي دراسة أيضاً.. لأنهم تركوا الساحة الدولية للبعض كي يضعنا موضع المتهمين ظلماً وعدواناً. ويضع سعيد الامام خطا أحمر يقول: أقول للجزائريين احمدوا الله كثيرا أنكم وصلتم الي المباراة الفاصلة فلو ان مباراة السبت كانت في ظروف طبيعيه لخرجتم منها محملين بخمسة وبسبعة اهداف أما مباراة الاربعاء فسيتحرر المصريون من كل الضغوط ويظهر أداؤهم الطبيعي أداء كاس أمم أفريقيا 2006 و2008 وكأس القارات. ادعوا معنا والله الموفق. ويؤكد عبد الرحمن فهمي أنه "زعق لنا نبي" لنفوز بالمباراة ويقول: لم نستغل أول ربع ساعة حينما أصيب الفريق الجزائري بالخضة والرعشة لما رأي منظر الاستاد.. واهتزت أعصابه من رعد الهتاف... لعبنا أول ربع ساعة مباراة "من جانب واحد".... لم يلمس الفريق الجزائري الكرة.. حارس المرمي في غير وعيه.... الكرة تسقط منه مراراً... فأحرزنا أول هدف.... لم نستغل هذه الفرصة بأهداف أخري لننهي الحكاية من البداية.... وعندما أفاق الفريق الجزائري من غفوته لعب نداً لنا... لم يكن فريقاً سهلاً.. كالعادة عصام الحضري أنقذ هدفين علي الأقل محققين.. من هنا تظهر أهمية مباراة بعد غد. ويدعونا ماجد نوار قائلا: رفقاً.. بال.. جزائريين!! ..لن نعمل مثلهم.. أو نكون انهم لأننا الصدر الحنون لكل الأشقاء وليس للجزائريين فقط.. نتلقي الطعنات بصدر رحب وابتسامة متواضعة ولا نحمل أحقادا أو ضغائن ولهذا يكون النصر حليفنا دائما وهي بركة دعاء الأجداد.. حققنا ما يشبه المستحيل في ظل الظروف التي سيطرت علي الأجواء وخاض خلالها منتخبنا مباراته المصيرية أمام نظيره الجزائري الشقيق وتحقق نصف الحلم في آخر ثانية أو آخر دقيقة وهناك نهايته أقصد نهاية حلمنا الكبير بالتأهل للمونديال ولا أريد أن نبالغ أو نغالي في فرحتنا حتي لا نستيقظ علي كابوس لا قدر الله ولهذا فالاحتياط والحذر واجبان!! وعادت مصر للجميع هكذا عنونت جيلان جبر مقالها في المصري اليوم تقول: فجأة، وحدت السعادة بين ثمانين مليون مصرى، وتصالحوا مع أنفسهم ودولتهم وحكومتهم.. ظهر انتماء مصرى بلا حدود، خرجت طاقات من التسامح والعطاء وابتسامة ودموع فرح حملتها عيون المصريين فخراً بك يا مصر.. فقط 90 دقيقة من مباراة للمنتخب المصرى تنتهى بتحقيق انتصار غسل قلوب كل المواطنين من الإحباط والفقر والزحمة والجهل والإهمال والبطالة والزبالة والعدوى من الخنازير والتقصير الدائم فى الأداء وفى كل الخدمات.. تناسى الجميع وتذكر فقط لحظة انتصار، اشتاق لها منذ 19 سنة للتأهل للمونديال.. صلاح منتصر وصف يوم 14 نوفمبر في عموده بالأهرام بأنه أطول يوم في التاريخ وقال: الفرحة أسالت الدموع وجاءت تتويجا لتعب اللاعبين, وإذا كان ربنا سترها إلا أننا لابد أن نتعلم مما حدث ولانكرره. نتعلم ألا يشحن الإعلام النفوس بهذه الطريقة التي كانت اكثر مما يجب, وأن نعرف أننا نتنافس في مباراة رياضية وليس في حرب, وأن مانحلم به يحلم به المنافسون أيضا وهذا حقهم, وأن مصر ليست كبيرة بتاريخها وثقلها بل أيضا بأخلاقها. وفي كلمته الرياضية يقول حسن الحداد: لقد سجل لاعبو ونجوم مصرمن ابناء هذا الجيل أسماءهم بحروف من نور في سجلات الكرة المصرية بعد اعتلائهم عرش الكرة الافريقية والعربية منذ تولي المعلم حسن شحاتة المسئولية الفنية علي مدي خمس سنوات اثبت من خلالها جدارة المدرب الوطني بقيادة أبناء بلده بنسبة100% بعد النتائج المبهرة التي حققها أبوكريم وكان لقاء الجزائر أمس الأول خير دليل علي ذلك.