كرة القدم كلعبة أصبحت لا تكتفى بتأثيرها على مساحة المستطيل الأخضر وهى تنتقل بخفة ورشاقة بين أقدام اثنين وعشرين لاعبا لمدة تسعين دقيقة تحت أى مسمى فى دورى محلى أو إقليمى أوبطولة قارية أو عالمية. تلك الكرة الصغيرة والتى تزن بعض الجرامات ولاتزيد عن 450 جرام ولا تقل عن 410 جرام والممتلئة من الداخل بالهواء تستطيع إذابة جبال من الجليد بين الدول بينهما من عومل الإختلاف تمتد الى التاريخ واللغة والثقافة .. لكن السؤال لو تواجدت تلك اللعبة بين دول تشترك فى التاريخ واللغة والدين الى أى مدى ستمتد تأثيرها لإنماء علاقات الحميمة والمودة ؟ من المفترض هنا فى حال توافر تلك الفرضية أن تزداد الحميمة بين تلك الدول وهو مايجب توافره مع قرب المواجهة الجزائرية المصرية المرتقبة فى 14 نوفمبر 2009 فى مبارة تحديد المصير والتى ستحدد من المتأهل لمونديال العالم وإن كان الجميع يدرك أن هوية المتأهل هى عربية خالصة من الطبيعى أن يتم استثمار تلك المواجهة لزيادة روح الأخوة والمحبة والتى جمعت بين الدولتين الشقيقتين على مدار التاريخ خاصة عندما خاضت الجزائر حرب التحرير ضد الإستعمار وساندتها شقيقتها مصر ، لكن نجد أن بعض المواقع الرياضية والصحف الخاصة التى تسعى الى الربح على حساب كل شىء أخذت اللقاء الحميمى بين الشقيقتين الى مجال آخر حيث لايجب أن يكون ولايكون . بل أصبح بعض الغرباء الذين تزعجهم علاقات الحميمة بين الشعبين أن يدلوا برأيهم فى ذلك لدرجة أن صحيفة معاريف الاسرائيلية تركت خيبة خروج منتخب اسرائيل من تصفيات أوروبا المؤهلة لمونديال العالم وذهبت تحلل وتتخيل أى من مصر أو الجزائر سيتأهل لمونديال العالم فى العلاقات العلاقات الدولية بين الدول وفى التاريخ الحديث نجد أن الرياضة باتت تحتل أهمية كبيرة فى التقريب بين الدول لدرجة أنه انتشرت مقولة أن "الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة" والتى سادت بعد زيارة الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون لبكين لإحتواء الدب الصينى فى السبعينات والتى سبقتها مباراة البينج بونج للفريق الأمريكى ببكين وسميت بدبلوماسية البنج بونج . الكثيرون أيضا لاينسون مباريات الكريكت التى تلجأ اليها الهند وباكستان لإعادة الحرارة الى العلاقات بينهما والتى غالبا ماتتوتر بسب إختلاف موقفهما من قضية كشمير. ومؤخرا نجد كرة القدم نجحت فى أن يجلس رئيسا تركيا وأرمينيا بتركيا جنبا الى جنب فى استاد كرة القدم لمشاهدة الفريقين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم .... كان عبدالله جول أول رئيس تركي يزور يريفان 2008 لحضور مباراة الذهاب بين منتخبي البلدين فيما وصف بدبلوماسية كرة القدم فمائدة المفاوضات والمنظمات الدولية فشلت فى الجمع بينهما ، لكن المستطيل الأخضر فى رحاب الساحرة المستديرة جمع بينهما ، فجول جلس بجوار الرئيس الأرميني سيرج سركسيان وسط تصفيق من الجماهير الغفيرة في الإستاد المزدحم وهو مشهد لم يكن ممكنا منذ سنوات قليلة لشعبين إنقسما على مدى قرن من العداء الذي يعود الى مقتل الأرمن في الحرب العالمية الأولى ، ويتهم الأرمن الأتراك بالإبادة الجماعية في عام 1915 وتعترف تركيا بأن العديد من الأرمن قتلوا ولكنها تصر على أن أتراكا عثمانيين قتلوا أيضا باعداد كبيرة في القتال فى حال تركيا وأرمينيا نجد أن الساحرة المستديرة جمعت بين دولتين بينمها إتهامات بمذابح عرقية وفشلت جميع الجهود الدبلوماسية فى حلها لكن كرة القدم استطاعت التتغلب على تلك الإشكالية ونجحت فى إعادة جريان المياه فى نهر العلاقات بين الدولتين ، واليوم يدور التساؤل الى أى مدى تسطيع الساحرة المستديرة آخذ العلاقات بين الشعبين الشقيقين المصرى والجزائرى من حميمة وحب