ضاقت بهم الارض بما رحبت .. فارتموا فى احضان الدولة اليهودية .. هذا ماأكده وزير الداخلية الإسرائيلي امس الأربعاء حيث اعلن أن إسرائيل ستمنح الجنسية إلى نحو 300 لاجئ سوداني من دارفور، كانوا قد تسللوا إلى أراضيها عبر شبه جزيرة سيناء، وهم يقيمون فيها الآن. لم يكن الخبر عاديا أو متوقعا! سودانيون يبتسمون وخلفهم علم يتوسطه نجمه سداسية زرقاء يرفرف في شماتة معلنا اعطاء الفرصة على طبق من فضة لمن يريد الاصطياد فى الماء العكر .. المسؤول الاسرائيلى اعلن انه سيعمل بالتنسيق مع الأممالمتحدة من أجل وضع حصة أو كوتا من اللاجئين الذين سيتم تطبيع أوضاعهم، فيما قدر عدد اللاجئين السودانيين في بلاده بحوالي 300 لاجئ، غير أن مسؤولين آخرين ومدافعين عن حقوق اللاجئين قدروا العدد بين 400 و500 لاجئ. تدفق اللاجئين السودانيين من دارفور اثار جدلاً واسعاً ، حيث يخشى بعض الإسرائيليين من أن يؤدي قبول بعض اللاجئين إلى تدفق موجات أخرى منهم.وكحل وسط عرض البعض ان توفر إسرائيل المساعدة، حيث انه لا يمكن لإسرائيل أن تقف دون حراك وتغمض عينيها بحسب قولهم .. لكن يجب وضع "كوتا"، دون تحديد لمصير من لا يحصل منهم على الجنسية. وكانت جماعات حقوق الإنسان وشخصيات ذات شأن في إسرائيل قد حثت الحكومة على منح لاجئي دارفور ملاذاً آمناً، فيما جادل آخرون بأن اللاجئين الذين وصلوا إلى إسرائيل يعتبرون مهاجرين اقتصاديين .. يشار الى ان الحكومة الإسرائيلية كانت قد سلمت السلطات المصرية الشهر الماضي 48 سودانيا تسللوا إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية. ولاتعتبر إسرائيل ملاذاً للاجئين، غير أن رئيس الوزراء الأسبق، مناحيم بيجن، كان قد منح في عام 1977 نحو 400 لاجئ فيتنامي من لاجئي القوارب حق اللجوء السياسي. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت قد أعلن في وقت سابق استعداده للسماح لبعض لاجئي درافور بالبقاء في إسرائيل، وسط معارضة التيارات اليمنية المتشددة التي طالبت بطردهم. وتقدر إسرائيل عدد الأفارقة الذين دخلوا أراضيها بصورة غير مشروعة بنحو 2800 لاجئ، وتزايد العدد في الشهور الأخيرة بعد انتشار الأنباء بوجود فرص عمل فيها. دراسة أمريكية جديدة تشير الى أن ما يقارب ال3965 سودانيا قد لجئوا إلى "إسرائيل" في السنوات الماضية، وبأن 24% منهم من لاجئي دارفور و61% من الولايات الجنوبية. وزير الداخلية السوداني يشير باصابع الاتهام الى ان "إسرائيل"تعمل عبر شركات في تجارة الأشخاص حيث ضلعت في صناعة الحروب حتى تجبر قطاعات واسعة من السكان على الهجرة من بلادهم ليكونوا فريسة رخيصة لمن يستثمرها .. ويبدو أن الإسرائيليين يساندهم الغرب يهدفون بهذه العملية للصيد في الماء العكر ، ويسعون للاستفادة من أزمات السودان الداخلية في تعميق الهوة بين أبناء السودان وتأجيج الفكرة التي تلعب عليها منظمات الإغاثة الأوروبية ذات الخلفية الاستخبارية المتعلقة بتصوير ما يجري في السودان على أنه صراع بين الجنس العربي في الشمال والأفارقة في الجنوب والغرب والشرق ، رغم أنهم كلهم تقريبا مسلمون ، ولكن الهدف هو تفتيت السودان وتوجيه ضربة قاصمة للأمن القومي العربي . مصير اللاجئين السودانيين في إسرائيل لا زال ضبابيا، فالديمقراطية اليهودية لم تكن في يوم من الأيام ملجأ للاجئين غير يهود، بل كانت ولا زالت تصدر اللاجئين الفلسطينيين. فهل سيضطر هؤلاء اللاجئين السودانيين إلى اعتناق اليهودية مثلا للحصول على الجنسية الإسرائيلية؟ هل ستشكل هذه الظاهرة حلا أم مشكلة أخرى .. فإن رحبت إسرائيل بهؤلاء اللاجئين فما الذي سيردع المزيد من السودانيين من اللجوء إليها.