تعيش شقيقتان عراقيتان في كوخين من الطين في صحراء مترامية الاطراف وسط العراق، ولا تعرفان شيئا عن أي مكان اخر ولا تستطيعان الحصول على أوراق رسمية تثبت هويتيهما. وعلى بعد نحو 13 كيلومترا من أقرب علامة على الحضارة تعيش "غونة" التي بلغت العقد الخامس من العمر وشقيقتها "تغاية" وهي في العقد السادس من العمر بمعزل عن أعمال العنف والتوتر التي عصفت بالعراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. ويقول السكان المحليون ان المرأتين غير المتزوجتين تنتميان الى عائلة سكنت الصحراء منذ مئات السنين. وقالت غونة احدة الشقيتين أريد جنسية عراقية "نعم أنا عراقية، ولا جنسية ولا كمية ولا كل شي..اقسم بالله انه ليست لدي جنسية ولا حصة تموينية، أحصل على طعامي من الناس." ورغم وجود ورم مثير للشك في رأس غونة تخشى المرأة زيارة طبيب ليفحص حالتها، وترى غونة أن افتقارها وشقيقتها لاي أوراق رسمية تثبت هويتهما عقبة رئيسية حالت دون تمتعهما بحياة طبيعية. ويشكو كثير من العراقيين من فساد متفش وبيروقراطية خانقة عند تقديم أي طلب للحصول على مستندات الهوية أو الجنسية أو تصاريح الاقامة أو جوازات السفر أو حتى الحصص التموينية. وتوفيت أم غونة قبل عامين في كوخ قريب منفصل بنفس المكان، وقالت غونة في حسرة "والله ماتت من الظلم، والا فما سبب موتها، من الجوع.. من الدهر.. ماتت من الجوع، كانت تعيش فى بيت من الطين الخرب. وتعيش الاختان حاليا في مسكنيهما المبنيين بالطين وسط الكلاب والذئاب التي تأوى الى مساكن أخرى خربة بالمنطقة، وتملك كل من غونة وشقيقتها بندقية صيد للدفاع عن نفسيهما من الحيوانات الضارية. ورغم أن الاخ عنون يعيش بالقرب من شقيقتيه فلا يدور بينه وبينهما أي حديث ولا يساهم باي شيء في اعالتهما....