مع انطلاق فعاليات الدورة السابعة عشرة بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي ، تشهد مدينة جنيف السويسرية اليوم الاثنين الموافق 8 اكتوبر نشاطا برلمانيا مكثفا تشارك فيه وفود برلمانية من عدة دول منها مصر التى يمثلها وفد برلمانى برئاسة الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب حيث يلقى كلمة مصر أمام اللجنة الدائمة للاتحاد البرلمانى الدولى الذى يعتبر محفلا عالميا ،يتيح لمن انتخبتهم الشعوب، بمختلف الانتماءات السياسية والثقافية والدينية، العمل على تسوية النزاعات التي يشهدها العالم و عرض قضايا ناخبيهم على طاولة المفاوضات متعددة الأطراف. وتتضمن كلمة مصر رصداً وتحليلاً للأحداث الإرهابية التي شهدتها السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، وأهمية القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تؤثر بصورة مباشرة على الخريطة السياسية لمناطق عديدة من العالم- خاصة منطقة الشرق الاوسط،، الأمر الذي يحقق معادلة صعبة بين الأمن القومي والأمن الإنساني، بحيث لا يكون الأمن الإنساني ذريعة للتدخل الأجنبى فى شئون الدول الداخلية، بل إن التعاون وإجراءات بناء الثقة بين الدول من شأنه المحافظة على استقرارها وأمنها القومي. هذا فضلا عن تأكيد ضرورة الالتزام بأن تتواءم التشريعات القائمة والمستقبلية مع كافة المواثيق الدولية ، مع الأخذ فى الاعتبار أن عمليات التطويروالإصلاح نحو الديمقراطية يجب أن تكون نابعة من داخل الدول، وألاَّ يتم فرضها من الخارج فى ظل الظروف والخصوصية الثقافية والاجتماعية لكل دولة. ويتناول المؤتمرالذى يستمر ثلاثة أيام بمدينة جنيف السويسرية عدة قضايا على رأسها :دور البرلمانات فى تحقيق التوازن بين الأمن القومي والأمن الإنسانى ،وتدعيم الحريات الفردية وتجنب التهديدات التي تتعرض لها الديمقراطية، اضافة لاجراء مناقشة عامة حول أوضاع العمالة المهاجرة وحقوق الانسان. ويرجع تاريخ تأسيس الاتحاد البرلمانى الدولى الى عام 1889 على يدى فردريك باسي النائب الفرنسي ورندال كريمير النائب البريطاني، اللذين أسسا الاتحاد ،و حصلا على جائزة نوبل للسلام عامى 1901 و 1903 وكذلك ألبير جوبا السويسري الجنسية والحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 1902. ويبلغ الاّن عدد البرلمانات الوطنية الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي نحو140 برلماناً وطنياً إضافة إلى خمس جمعيات برلمانية مشتركة. وتُعد مصر أحد أعضاء البرلمان الدولي، حيث حرص البرلمان المصري على الانضمام للاتحاد بمجرد صدور دستور عام 1923، وانعقاد البرلمان المصرى في عام 1924. وكان الاتحاد البرلماني الدولي في البداية منظمة غير حكومية، ثم تحول الآن إلى منظمة تجمع برلمانات الدول. وفي نوفمبر 2002، وبعد حملة طويلة، تم منح الاتحاد البرلماني الدولي صفة مراقب لدى منظمة الأممالمتحدة إلى جانب حق استثنائي يتمثل في تعميم وثائقه الرسمية لدى انعقاد الجمعية العامة ،ويعد هذا القرار منعطفاً مهماً في الحملة التي يباشرها الاتحاد من أجل إعطاء بعد برلماني لمهام منظمة الأممالمتحدة. وكانت قضيتا السلام والديبلوماسية البرلمانية القضيتين اللتين دافع عنهما باسي وكريمير وجوبا منذ ما يزيد على 100 سنة. أما الآن، يسعى الآلاف من النواب والملايين من المواطنين الذين يمثلونهم، في جميع أنحاء العالم، إلى الدفاع عن القيم والمثل التي تأسس عليها الاتحاد البرلماني الدولي. وفي هذا الصدد، كتب فرديريك باسي: "العالم مصنوع من أحلام محققة، وحلم اليوم هو واقع الغد". وتتمثل مهمة الاتحاد البرلماني الدولي الموضحة في المادة الأولى من لوائحه الداخلية في العمل على تحقيق السلام والتعاون بين الشعوب وعلى تعزيز المؤسسات النيابية،وفي إطار هذه المهمة واسعة النطاق، يعمل الاتحاد البرلماني الدولي على دعم الديمقراطية البرلمانية في جميع أنحاء العالم. ويتمحور نشاط الاتحاد البرلماني الدولي السنوي حول مؤتمرين نصف سنويين يجتمع خلالهما مئات البرلمانيين لمناقشة التحديات الكبرى التي تواجهها المجموعة الدولية. وتتيح هذه الاجتماعات للبرلمانيين من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الاتجاهات والأحزاب السياسية الفرصة لمناقشة واعتماد قرارات، قد تؤثر بشكل مباشر في حياة المواطنين. كما تتيح هذه الاجتماعات أيضاً الفرصة للبرلمانيين للتفاوض بشأن القضايا التي قد تختلف فيها وجهات نظر حكوماتهم، ويعبر ممثلو البرلمانات الأعضاء خلالها عن رأي البرلمانات بشأن مختلف أحداث الساعة ،وذلك على شكل قرارات.. ومن المفاهيم الكبرى التي يستند الاتحاد البرلماني الدولي إليها في نشاطه، المفهوم الذي يقضي بوجوب الإصغاء إلى صوت البرلمانات الوطنية في المنظمات متعددة الأطراف لكي تتخذ هذه المنظمات قرارات ديمقراطية تعكس هموم المواطنين العاديين. كما يعمل الاتحاد البرلماني الدولي بنشاط على مساعدة البرلمانات حديثة العهد. ويبلغ عدد البرلمانات التي تستفيد من مشاريع هذه المساعدة الفنية التي يقدمها الاتحاد البرلماني الدولي نحو 12 برلماناً.و انطلاقاً من اقتناعه بضرورة تمثيل النواب لجميع الناخبين، يعمل الاتحاد البرلمانى الدولى جاهداً على تحسين تمثيل النساء في البرلمانات. وقد منحت جوائز نوبل للسلام لشخصيات من الاتحاد البرلماني الدولي، ومنهم على التوالى : 1901 فردريك باسي (فرنسا) 1902 ألبير جوبا (سويسرا) 1903 وليام رندال كريمير (المملكة المتحدة) 1908 فردريك بايير (الدانمارك) 1909 أوغست بيرنيرت (بلجيكا) 1913 هنري لافونتين (بلجيكا) 1921 كرستيان لانج (النرويج) 1927 فردناند بويسون (فرنسا) وتسهم هذه الاجتماعات الدورية للاتحاد البرلمانى الدولى فى تعزيز الديمقراطية البرلمانية بجميع برلمانات العالم فضلا عن توصيل صوت البرلمانات الوطنية الى المجتمع الدولى . 8/10/2007