تواصل مسلسل الحوادث الجسيمة في الكويت في ظل غياب حالة الطوارئ وعدم اتخاذ الاجراءات الاحتزازية لتلافي الخطر حيث استنفرت الأجهزة الأمنية الإطفائية امس للتعامل مع تسرب غاز في محطة مشرف للصرف الصحي وصف بأنه تجاوز الحدود الأمنية المسموح بها عالميا. وفور تلقي البلاغ هرعت الى الموقع نحو 10 مراكز اطفاء للتعامل مع الغاز المتسرب بالآليات والمضخات وأجهزة قياس التسمم وتواجدت ايضا فرق الانقاذ ورجال الطوارئ الطبية تحسبا لأي خطر ولحماية العاملين في المحطة من التسمم. استنفار وأكد وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية د. فاضل صفر ان مضخات الرفع الثلاث تعطلت واحدة تلو الاخرى وظلت المحطة الاحتياطية تعمل لكن بسبب حرارة الجو تعطلت هي الاخرى وأدى ذلك الى ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في الموقع الى ما يقارب 14 مترا. واعترف صفر بان الحادث ليس بسيطا، مشددا على ان المحطة تحتاج الى فترة طويلة لاصلاحها ولتعود مجددا الى العمل، كما انها تحتاج الى تقييم للحكم على صلاحيتها، لافتا الى ان هناك شركة مقاولات مسؤولة عن المشروع وفي ايام الاجازات الاسبوعية كانت تقوم بتبديل قطع غيار المضخات التي توقفت فجأة عن العمل. لا إصابات واوضح صفر ان محطة مشرف للرفع والضخ تأخذ مياه الصرف الصحي من مناطق محافظة حولي ومنها الى العارضية، مشيرا الى ان الجهود تبذل من قبل الجهات المختصة لسحب كميات مياه الصرف وتحويلها الى مناهيل الامطار وتجفيف المنطقة المحيطة بالمحطة، مؤكدا ان التسرب لم يتسبب في اي اصابات بشرية. وشدد صفر على انه سيفتح تحقيقا موسعا لمعرفة اسباب هذا الخلل الذي ادى الى تسرب الغاز. قائلا «سنضع النقاط على الحروف بصورة عاجلة واي مسؤول سيلقى العقاب والمحاسبة اذا ثبت بحقه الخطأ او الاهمال»، مشيرا الى ان التقرير الموجود حاليا يؤكد ان المضخات خرجت بشكل مفاجئ عن الخدمة وكانت هناك محاولات لاعادتها، لكنها فشلت بسبب تدفق مياه الصرف الصحي بغزارة. مراقبة ولفت الى ان «المحطة كانت تخضع للمراقبة، لكننا فوجئنا بهذا العطل الذي لم يكن متوقعا». وأشار صفر الى أن كل المضخات الموجودة في مواقع وزارة الأشغال بجميع المحافظات تم توزيعها على مضخات حولي حالياً، بالاضافة الى مضخات شركة النفط والادارة العامة للاطفاء لكي يتم تخفيف انسياب الماء في المحطة وكبدائل مؤقتة لاحتواء هذا الطارئ، منوهاً بأنه لا توجد اي مخاطر على المناطق الداخلية التي تعتبر بعيدة مسافةً كافيةً وكل الغازات الموجودة محصورة داخل المحطة مبيناً أن رجال الاطفاء سيقومون بعمليات لشفط الهواء وانزال المضخات لسحب مياه المجاري الموجودة في داخل الموقع. كيماويات وكشف عن الاستعانة بفريق مختص للتعامل مع المواد الكيماوية الخطرة لقياس نسبة غاز الكبريتيد السام الناتج من تدفق مياه الصرف الصحي، ومن ثم سحب كميات الغاز الى خارج المحطة لضمان سلامة العاملين فيها الذين يعملون على اعادة تشغيل المضخات. وألمح المنصوري الى خطورة هذا التسرب بقوله: توجد كميات كبيرة من غاز كبريتيد الهيدروجين وهو غاز خطر جداً وينتج من التفاعل العضوي في الصرف الصحي مبيناً الاستعانة بأجهزة دقيقة لقياس الكمية الناتجة عن التسرب الذي تجاوز الحدود الآمنة والمسموح بالتعامل معها بمراحل. وأردف قائلاً: «لقد وصل مستوى غاز كبريتيد الهيدروجين المتسرب إلى 1200 جزء من المليون، فيما المسموح به 30 جزءاً من المليون».