لقد أسفرت الخلافات بين الرئيس الايرانى احمدى نجاد وعلى لاريجانى رئيس المفاوضين الايرانيين فى الملف النووى الايرانى عن استقالة الاخير وقبولها مما يعد مفاجأة فى وقت كان يستعد فيه لاريجانى للقاء مرتقب مع سولانا الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية الثلاثاء القادم حول نفس الملف يأتى ذلك فى الوقت الذى تم تعيين سعيد جليلى نائب وزير الخارجية الايرانى لشئون اوروبا وامريكا خلفا له فى ادارة الملف النووى الايرانى وفى منصب امين عام مجلس الامن القومى الايرانى وقد تم قبول الاستقالة فورا من قبل رئيس الدولة أحمدى نجاد. وتعد هذه الاستقالة الخامسة من نوعها في الأشهر الأخيرة وقد قدمها إلى مرشد النظام آية الله علي خامنئي ورغم ان المرشد رفض استقالة لاريجاني كما فعل في المرات الماضية غير ان مصادر قريبة من سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي أكدت بأن لاريجاني كان مصرا هذه المرة على الاستقالة وكان مستاء جداً من وزير الخارجيه منوشهر متقي الذي يعتبره لاريجاني غير مؤهل لتولي رئاسة الدبلوماسية الإيرانية في فترة حساسة تستدعي شخصية سياسية ودبلوماسية محنكة وقادرة على مواجهة التحديات. وقالت مصادر ايرانية ان الاستقالة جاءت أيضا احتجاجاً على ما وصفه في كتاب استقالته بتصرفات وتصريحات غير مسؤولة لبعض المسئولين الايرانيين ، ما تسبب في إعاقة مسار المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي والخطوات الجارية لابعاد التهديدات الموجهة ضد البلاد ومصالحها الاستراتيجية. وكانت قد نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية اليوم السبت عن الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام قوله "لقد استقال لاريجاني عدة مرات واخيرا قبل الرئيس (محمود احمدي نجاد) استقالته" وقال الهام ان اجتماع ايران مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا سيجري "كما هو مقرر مع الرئيس الجديد للمجلس الاعلى للامن القومي" الذي كان يرأسه لاريجاني من قبل، وكان قد تم تكليف سولانا في نهاية الشهر الماضي من الدول العظمى الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) استئناف اتصالاته بلاريجاني لتحريك اقتراح التعاون السياسي والاقتصادي الذي قدمه لطهران في يونيو 2006 باسم الدول الست وهو اقتراح مشروط بتعليق ايران كافة انشطتها لتخصيب اليورانيوم ، وفي ضوء التقرير الذي سيرفعه سولانا الى الدول الست وتقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية الشهر المقبل ستتخذ الدول الست قرارا حول ما اذا يجب تشديد سلسلة العقوبات التي فرضها مجلس الامن على ايران. وترجع أسباب الاستقالة الى عدد من المواقف التى اختلف فيها كل من لاريجانى والرئيس أحمدى نجاد فى الفترة السابقة أهمها عندما كشف أحد مستشاري لاريجاني بسكرتارية المجلس الأعلى للأمن القومي ان المرشد وعقب زيارات لاريجاني الناجحة إلى السعودية كلفه بملف الدول الخليجية والبلدان المجاورة، ورغم ذلك فإن أحمدي نجاد لم يتوجه إلى الامارات وسلطنة عمان، لم يستشر لاريجاني كما أدلى بتصريحات مثيرة للغاية حول استئناف العلاقات مع مصر، إلى جانب أقواله عند اجتماعاته الخاصة مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ورئيس الوزراء الإماراتي ونانب رئيس الامارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد حول طريقة التعاطي مع مشكلة الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى والتي تطالب الإمارات باستردادها. ومن أحدث الخلافات بين الاثنين ما حدث بعد زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الى ايران ، كان لاريجاني اكد الاربعاء ان بوتين عرض "اقتراحا خاصا" للخروج من الازمة الناشئة عن الملف النووي الايراني خلال لقائه الثلاثاء في طهران المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي الا ان وكالة انباء فارس شبه الرسمية نقلت الجمعة عن احمدي نجاد تأكيده انه "لم يكن هناك اي اقتراح في المجال النووي" وهو من الاشياء التى وضعت لاريجانى فى موقف محرج أدى به أن يفجر باستقالته اعتراضه على محاولته الدائمة فى المرونه فى المواقف . سعيد جليلي الاسم واللقب: سعيد جليلي محل وتاريخ الميلاد: مشهد 1344 ه ، 1965م الشهادة: دكتوراه في العلوم السياسية ويجيد اللغتين العربية والانجليزية المناصب التى تقلدها: - دخل السلك الدبلوماسي في 1989 ويتكلم بطلاقة الانكليزية والعربية - ملحق سياسي 1368ه ، 1989م - رئيس دائرة التفتيش 1370 ه ، 1991م - سكرتير اول 1374 ه ، 1995م - معاون مدير دائرة اميركا الشمالية والوسطى 1376 ه ،1997م - مستشار ثان 1377ه ، 1998م - مديرعام مكتب سماحة قائد الثورة الاسلامية 1379 ه ، 2000م - مستشار رئيس الجمهورية 1383 ه ، 2004م - معاون الوزير لشؤون اوروبا واميركا 1384 ه ، 2005م النشاطات الاكاديمية: استاذ جامعي المؤلفات: - كتاب السياسة الخارجية لنبي الاسلام (ص) - نموذج التفكير السياسي الاسلامي في القرآن الكريم (رسالة دكتوراه) - مقالات عديدة في العلاقات الدولية 20/10/2007 المزيد من التقارير والملفات