مازال صدى الانتقادات الحادة التى وجها الرئيس أوباما ازاء مستوطنات الضفة الغربية - خلال خطابه موجه الى العالم العربي في القاهرة يونيو الماضى - مستمرة هنا فى اسرائيل تضعف من شعبيته وتصعد من التوتر الذى يقوده بعض المؤيدين لإسرائيل في الولاياتالمتحدة. الابحار فى العلاقة المعقدة مع إسرائيل هو مهمة حساسة لأية إدارة امريكية ولكن العلاقات حساسة خصوصا الآن مع الدفعة الكبيرة من أوباما لبناء الثقة مع هذه المنطقة الشاسعة من السكان المسلمين وعزمه تنسيق حملة دبلوماسية لوقف البرامج النووية الايرانية. خلال كلمته فى يونيو ، شكك السيد أوباما في شرعية المستوطنات ، قائلا انها تمثل انتهاكا للاتفاقات السابقة وتقوض عملية السلام مما اثار حفيظه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو . استطلاع للرأي أجري مؤخرا برعاية جيروزاليم بوست أبرزت مدى الشرخ فى العلاقات الاسرائيلية الامريكية : فنسبة 6 ٪ فقط من اليهود الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع قالوا انهم يرون الآن ادارة السيد اوباما "موالية لاسرائيل" بينما صوت خمسين في المئة بان السيد أوباما "مؤيد للفلسطينيين و قال 36 في المئة انه " على الحياد ". أوتنيل شنيلر Otniel Schneller، نائب رئيس الكنيست - البرلمان الإسرائيلي- وحذر من أن نهج السيد أوباما قد يدى لاحباط عملية السلام.. واضاف قائلا لصحيفة الواشنطن تايمز " انه لا يفهم الصراع. ويعتقد انه يفهم ذلك و الوصفة سهلة جدا اذا ما واصلوا الضغط علينا لاعطاء الفلسطينيين اكثر من 90 في المئة من الضفة الغربية فانه لن يكون هناك أي سلام في المستقبل ابدا." السيد شنيلر يهودى ارثوذكس يعيش في الضفة الغربية بمستوطنة "معاليه مخماس" وهو واحد من ما يقدر ب 300،000 مستوطن يهودي وهو واحد من كثير ممن بنوا منازلهم في المنطقة تعبيرا عن قناعة دينية. الولاياتالمتحدة كانت على الدوام تحرص على علاقات وثيقة مع اسرائيل وتعزز التحالف خلال الحرب الباردة عندما قدمت إسرائيل معلومات استخباراتية مهمة عن القدرات العسكرية الروسية إلى عملاء للولايات المتحدة. . كذلك تمتد العلاقات الثقافية والدينية الربطة بين البلدين. في البداية اعربت الجماعات الموالية لاسرائيل في الولاياتالمتحدة عن قلققها إزاء بعض وجهات نظر السيد أوباما خلال محاولته الوصول الى البيت الابيض. ومع ذلك بعد أن حصل على ترشيح الديمقراطيين وقف عدد من زعماء اليهود الأمريكيين وراءه. الآن ، العديد من الجمهوريين يعتقدون ان تصاعد المشاعر المناهضة لأوباما هنا يمكن أن تترجم لصالح الجمهوريين اذا ما تم التماس الدعم من اليهود الاميركيين.. فعلى سبيل المثال النائب الجمهوري اريك كانتور Eric Cantor فى فرجينيا و الذى يحتل المرتبة الثانية في التسلسل الهرمي للحزب الجمهوري هناك ، وهو الجمهوري اليهودي الوحيد المنتخب لمنصب وطني ناشد الناخبين اليهود في الصحف الإسرائيلية ، وأبلغهم أن لها مكانا في الحزب الجمهوري. ففي وقت سابق هذا الشهر قام السيد اريك كانتور على رأس وفد من 25 الجمهوريين بجولة لمدة أسبوع في اسرائيل برعاية مؤسسة التعليم الاسرائيلى الاميركي وهي فرع من جماعة ضغط قوية وهى لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) – تبلغ ميزانيتها السنوية ما يقرب من 60 مليون دولار و تتلقى هبات بنحو 130 مليون دولار- . في الأسبوع الماضي حذا تسعة و عشرين نائبا ديمقراطيا في مجلس النواب نفس الحذو حيث عقدوا عدة اجتماعات مع السيد نتنياهو والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض. في القدس وخلال مؤتمر صحفى قال النائب الجمهورى اريك كانتور " أعتقد أن هناك الكثير من النقاش داخل الساحة السياسية الأمريكية حول تصويت اليهود الامريكيي عن المكاسب المحتملة للحزب الجمهوري في أوساط كثير من الأقليات وكذلك بين السكان ككل" . العديد من المراقبين قالوا " ان مناقشة أي تحول في الولاء الحقيقي امر قد يكون من السابق لأوانه فلم تكد تمر ستة اشهر فقط على الادارة الجديدة بينما قال جورج ناجيار George S. Naggiar رئيس الرابطة الأمريكية للمساواة في الحقوق الفلسطينية "لا اعتقد ان العلاقة قد تضررت حتى الآن و لكن لأن الولاياتالمتحدة تريد الحفاظ على صورة القوة والمصداقية لدى العرب والمسلمين ولان رفض إسرائيل لوضع حد للمستوطنات سيقوض تلك الصورة فان هذا الرفض لديه القدرة على احداث الضرر فى العلاقات الاميركية الاسرائيلية . " و يضيف السيدجورج ناجيار ان اليهود الاميركيين على الرغم من ارتباطهم بشكل قوي مع الحزب الديمقراطي فانهم لا يمثلون امر هاما كناخبين فهم أقلية صغيرة تؤيد بشدة توسيع المستوطنات اليهودية. ولكن جيف داؤب Jeff Daube مدير منظمة " اسرائيل الامريكية " الصهيونية ، قال انه يعتقد ان نداء الرئيس اوباما لوقف المستوطنات "لا شك في أنه أضر العلاقات بين البلدين" .