قلت الهجمات الصاروخية بشكل ملحوظ ،وأصبحت الحدود اللبنانية هادئة وباتت الهجمات الإرهابية من الضفة الغربية نادرة.كما سجل المطار الوطنى خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس عدد كبير من المسافرين.وأصبحت العملة قوية للغاية بحيث أن البنك المركزى قام بشراء مليارات الدولارات للحفاظ على سعر الصرف منخفضاً. واستطردت صحيفة هيرالد تريبيون البريطانية مع كل ماسبق يبدو أن إسرائيل تزدهر أثناء الصيف وقد يتخيل البعض أن شعبها يتنفس الصعداء بعد حوالى عقد من العنف والتوتر.إلا أن هذا ليس هو الوضع أبداً ،فإسرائيل قلقة على كل الجبهات من أنها تعيش هدوء مزيف قد ينفجر فى أى لحظه. وهناك العديد من المؤشرات استندت اليها الجريدة في تحليلها للموقف داخل اسرائيل منها تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو من أنه إذا انضم حزب الله إلى الحكومة التى تشكل فى لبنان -كما هو متوقع- فإن أى هجوم على إسرائيل من لبنان سيعتبر مسئولية حكومة بيروت. وكذلك قول وزير الاستخبارات الإسرائيلية لراديو إسرائيل إن حزب الله يقوم بشراء وتركيب أنظمة باليستية وأنظمة اخرى بدعم من إيران. وتعد إيران بالطبع المصدر الرئيسى للمخاوف الاستراتيجية الإسرائيلية حيث ترى إسرائيل أن إيران تتجه بسرعة نحو امتلاك أسلحة نووية وإذا طورت إيران تلك الأسلحة فستكون النتيجة سباق تسلح إقليمى خطير وستشعر حماس وحزب الله بالحصانه. كما ذكرت الهيرالد تريبيون تصاعد حدة التوتر فى العلاقات الامريكية الإسرائيلية إلى أقصى حد فى عقدين بسبب طلب الولاياتالمتحدة وقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية وشرق القدس.فالإسرائيليون يرون أن ذلك يعد تأكيداً على شئ ليس جوهرياً فى عملية السلام. وفى هذه الأثناء أثار النقاش الذى دار فى مؤتمر فتح الأسبوع الماضى بشأن مقاومة الاحتلال وامكانية احياء الصراع العسكرى مخاوف الإسرائيليين فقد رأى عدد كبير من الإسرائيليين أن هذا النقاش دليل على أن الاتفاق ليس وشيكاً. وعلي الجانب الآخر تري الصحيفة ان المخاوف تتركز فى شوارع بيروت من أن إسرائيل تخطط لحرب أخرى وهذا هو السبب وراء تحذيرات مستمرة للبنان. ويعتقد معظم الفلسطينيين أن إسرائيل تريد اجراءات أمنية مشددة وتحسن فى الأوضاع فى الضفة الغربية كبديل للتقدم الحقيقى تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة.ويقولون إن إسرائيل ترفض التفاوض عندما تشعر بالتهديد وعند شعورها بالهدوء لا ترى حاجة إلى التفاوض. اما المعارضة الإسرائيلية ترى أن إسرائيل هى التى فرضت مشاكلها كنتيجة لجنون العدوان والفشل فى فهم تأثير كلماتها وأفعالها ويخشى نقاد اليسار فى إسرائيل من أن الهدوء الحالى يبعد الإسرائيليين عن التركيز على كيفية حل صراعهم مع الفلسطينيين.وقال أحد صحفيين اليسار فى مقال له فى جريدة هاأرتز إن إسرائيل فقدت الاهتمام بتسوية الوضع مع جيرانها وهى علنية تتطلب تضحيات مؤلمة باسم التعايش فالإسرائيليون يريدون سلام وهدوء وهذا هو ما يتمتعون يه الآن بدون مفاوضات أو اتفاق سلام.