ذكرت مصادر عراقية أن60 شخصا لقوا حتفهم وأصيب العشرات في عدة تفجيرات انتحارية وقعت الاثنين في بغداد والموصل. وارتفع عدد ضحايا تفجير الشاحنتين المفخختين شمال شرقي مدينة الموصل الاثنين إلى 40 قتيلا و200 جريح وهدم 25 منزلا. وصرح مصدر أمني أن "الحادث أسفر أيضا عن هدم 25 منزلا وأحداث حفرتين أحداهما بقطر 10 أمتار وبعمق 8 أمتار". وأضاف المصدر أن عدد الضحايا قابل للزيادة لشدة الانفجار. يذكر إن الشاحنتين انفجرتا في قرية خزنة والتي تبعد 20 كم شمال شرقي مدينة الموصل, مركز محافظة نينوى والتي تبعد بدورها 405 كم إلى الشمال من العاصمة بغداد. كما قتل 20 شخصا وإصيب اكثر من 80 آخرين بجروح اثر انفجار سيارتين ملغومتين استهدفتا مركزا لتجمع العمال في حي الشرطة ببغداد في وقت سابق الاثنين. وقال مصدر امني فضل عدم الكشف عن اسمه إن سيارتين مفخختين انفجرتا بالقرب من موقع يتجمع فيه العمال في الصباح الباكر بحثا عن عمل. واوضح أن الانفجار الأول حدث في حي العامل غربي العاصمة بغداد وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 46 آخرين بجروح بينما وقع الانفجار الثاني شمال العاصمة وأدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 35 آخرين. ويثير تصاعد العنف الشكوك حول قدرة قوات الامن العراقية التي أعيد بناؤها من الصفر بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 على حفظ الامن وحدها كما يثير المخاوف من احتمال تجدد العنف الطائفي بين السنة والشيعة. وانخفضت حدة العنف في العراق خلال 18 شهرا الماضية وكانت الجثث من قبل تلقى في شوارع بغداد كل يوم وكانت المشارح تزدحم بضحايا العنف. واستهدفت سلسلة من التفجيرات الاسبوع الماضي الشيعة في بغداد وشمال العراق مما أسفر عن مقتل 44 شخصا وكثيرا ما يلقى باللوم في هذه الهجمات على متشددين اسلاميين سنة مثل مقاتلي القاعدة. وبينما انخفضت وتيرة العنف بشدة مؤخرا- حيث انخفض عدد القتلى من المدنيين الى 224 شخصا في يوليو/ تموز بعد أن كان العدد 373 شخصا في الشهر السابق- لايزال المتمردون قادرون على تنظيم الهجمات في مواجهة قوات الامن العراقية التي تفتقر الى التجهيز المناسب والخبرة. ومن المقرر أن تغادر القوات الامريكية العراق تماما بحلول 2012 وفقا لاتفاق أمني وقع بين واشنطن وبغداد. وقال روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي خلال زيارة للعراق الشهر الماضي ان الفرصة مفتوحة أمام "تسارع معتدل" لانسحاب القوات الامريكية في حالة تحسن الظروف الامنية. وستمثل الانتخابات الوطنية في يناير/ كانون الثاني اختبارا رئيسيا لديمقراطية العراق الناشئة وقواته الامنية. وانخرط ساسة العراق في بحث تحالفات قبل الانتخابات في الوقت الذي قد يؤدي فيه العنف ضد أهداف سنية أو شيعية الى تعقيد فرص عقد هذه التحالفات.