رأست السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيسة قمة السيدات الأول أعضاء حركة عدم الانحياز الخميس جلسة العمل الثانية للقمة، التى تناولت موضوع "تعزيز دور المرأة فى التصدى للأزمات الإنسانية والصحة العالمية"، والتى عقدت بمركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ. وأكدت السيدة سوزان مبارك فى بداية الجلسة على حيوية الموضوع المطروح للمناقشة فى سياق الشعار الذى تحمله القمة وهو "دور المرأة فى إدارة الأزمات". كما أكدت أن مصر على غرار ما يحدث فى سائر الدول ليست بمنأى من توابع صدمات الأزمات العالمية بدءا من أزمة الغذاء إلى الأزمات الصحية والمالية والمناخية. وأضافت أن آثار هذه الأزمات مجتمعة يشعر بها الكثيرون، خاصة هؤلاء الذين يعيشيون تحت حد الفقر، بالإضافة إلى تزايد الضغوط بشدة على خدماتنا الصحية والأطباء الممارسين. وأكدت السيدة سوزان مبارك ضرورة اشراك المرأة وتمثيلها بشكل مباشر في كل المجالات وكافة مراحل ادارة الشئون العامة، وايضا في صياغة برامج العمل الاجتماعية الخاصة بمجتمعاتهن، مشيرة الى ضرورة تبني سياسات منسقة على مستويات صنع السياسة والتنفيذ في اطار ادارة الكوارث بما يقيم شراكات مع الحكومات ومنظمات الاممالمتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. كما شددت السيدة سوزان مبارك على ضرورة تعزيز بناء القدرات والتعليم وبرامج التدريب بغية الوصول الى المستويات الاساسية وتاهيل اعداد النساء اللازمة للاضطلاع بأدوار رئيسية في ادارة الكوارث، موضحة ان القوالب التقليدية والسلوكيات المجتمعية السلبية فيما يتعلق بدور ومسئوليات المرأة لا تزال تشكل عقبة كبرى على طريق مشاركة المرأة في ادارة الازمات وانه ينبغي التعامل مع هذا الامر. وحول الازمة المالية والاقتصادية الراهنة اكدت السيدة سوزان مبارك ضرورة تحسين حصول المرأة على الخدمات الائتمانية الصغيرة كوسيلة للتوظيف الذاتى وتوليد دخل خاص بها، لاسيما المرأة التي تعيش في الفقر والمرأة المعيلة، واوصت بزيادة الفرص للمرأة في قطاعات التعليم والتدريب كوسيلة تقود الى حصول المراة على وظيفة بدخل اكبر. وشددت على ضرورة تطوير توفير فرص عمل وبرامج التحويل النقدي، وضرورة طرح مجتمعاتنا لمبادرات اوسع لتعزيز المرأة في ادوار قيادة الشركات والمؤسسات الخيرية الاستراتيجية. واوضحت السيدة سوزان مبارك ان الازمة الاقتصادية تحتاج الى استجابة عالمية وشراكة مع الدول المتقدمة من اجل تحقيق اهداف التنمية الالفية واعادة التوازن لنظام التجارة العالمي لصالح الدول النامية، واكدت ضرورة ان تحترم الدول المتقدمة التزاماتها الخاصة بالمساعدات التنموية الرسمية من اجل تمكين الدول النامية من التغلب على التحديات التي فرضتها عليها الازمة المالية العالمية. وبشأن ازمة الغذاء اكدت السيدة سوزان مبارك ضرورة مواصلة التنسيق مع كل منظمات الاممالمتحدة الشريكة ومنظمات المجتمع المدني من اجل الاستجابة بفعالية للارتفاع الجنونى في اسعار الغذاء وتجنب حدوث ازمة غذائية حادة اخرى، مع الاخذ في الاعتبار ان تضطلع المرأة بدور فى تطوير برامج الامن الغذائي. واستطردت السيدة سوزان مبارك قائلة انه يجب الوضع في الاعتبار تمكين المرأة الريفية ومساعدتها على المشاركة بشكل نشط في تطوير وتنفيذ مخططات التنمية من خلال توفير منشآت صحية ملائمة وبرامج للامن الاجتماعي والتدريب والتعليم وقروض ائتمانية زراعية ومنشآت تسويق وتكنولوجيات ملائمة. كما اكدت السيدة سوزان مبارك ضرورة ان يعقب البرامج الدولية المخصصة لمساعدة صغار المزارعين على انتاج طعامهم السماح لهم بالوصول الى السوق بشكل كامل.. وشددت ايضا على ضرورة اعطاء الاولوية لنقل التكنولوجيا الزراعية بهدف زيادة الانتاج من اجل التعامل مع مشكلة الجوع. وقالت السيدة سوزان مبارك انه في اطار التطلع الى تعظيم جهودنا الرامية الى التعامل مع ازمات انعدام الامن الغذاء وسوء التغذية والجوع، فانه يتعين على دول حركة عدم الانحياز العمل في اتجاه تطوير الوصول الى اسواق الدول المتقدمة في اطار مفاوضات جولة التجارية. وقد قدم رؤساء منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولى للاتصالات عروض حول الأزمتين الإنسانية والصحية العالميتين. من جانبها، أكدت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية أنه فى عالم يتعرض لأزمات إنسانية وصحية متزايدة ومتكررة يعتبر دور المراة أساسيا فى الإدارة الفعالة للأزمة، فضلا عن دورها فى رفاهية المجتمعات. وقالت مارجريت تشان إن الواقع أظهر قدرة المرأة فى مجتمعات كثيرة بدول عدم الانحياز على إدارة الأزمات وإعادة بناء المجتمعات، ومن بينها على سبيل المثال باكستان والهند وإندونيسيا. وأكدت أن الورقة المفاهيمية الخاصة بالقمة تناولت عرضا للكثير من الكوارث الطبيعية.. مضيفة إليها مرض إنفلونزا الخنازير الذى يعد أول وباء تشهده البشرية فى الوقت الحالى ونراه بأعيننا ينتشر انتشارا وبائيا. كما أكدت أن مصر حققت تقدما كبيرا فى مجال توفير شبكة لمواجهة انتشار إنفلونزا الطيور وجائحة إنفلونزا الخنازير. وأشارت مارجريت تشان إلى أهمية دور المرأة فى مواجهة الفيروس الجديد باعتبار أن هناك 8 ملايين من البشر معرضين للاصابة بالمرض، وكذلك باعتبار أن النساء هن أول من يلمح فى البيت إلى ظهور أعراض المرض. من جانبه، ركز الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات الدكتور حميد حمدون توريه على أهمية دور التكنولوجيا الحديثة فى تقدم المرأة والدور الذى يمكن أن تلعبه المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات فى التصدى للأزمات. وأشار إلى ما أكده الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه بجامعة القاهرة عندما تحدث عن حقوق المرأة، فقال إن المرأة التى تحرم من التعليم فإنها تحرم من المساواة، وأشاد بما تتمتع به النساء فى مصر من فرص متكافئة بحقوق متساوية بفضل جهود السيدة سوزان مبارك ودعمها ومساندتها لبرامج وأنشطة النهوض بالمرأة.