اختتم مساء الاربعاء مهرجان فلسطين الدولي بعرض لفرقة شيكو والجبسيز الفرنسية التى قدمت العديد من الاغاني بالفرنسية والاسبانية والعربية على انغام الجيتار وايقاع الطبل. وقال جلول بوشيكي مؤسس الفرقة وقائدها في العزف على الجيتار الاربعاء "انا عربي.. لذلك ادمج بين انواع الغناء المختلفة، انها لغة تتجاوز كل الحدود وهي من القلب الى القلب، غنينا في دول عربية واوروبية من اجل الحرية والسلام، واليوم شيء خاص ان تغني في فلسطين من اجل الحرية والسلام". ويعرف بوشيكي 50 عاما باسم شيكو وهو مولود في فرنسا من ام جزائرية واب مغربي، وعمل على تأسيس فرقته الحالية شيكو والجبسيز بمعنى (شيكو والغجر) ويشار اليه على انه واحد من المساهمين في نشر الموسيقى الغجرية. وذكرت نشرة صادرة عن المهرجان ان شيكو عين عام 1995 مبعوث اليونسكو للسلام بعد مشاركته في مهرجان اقيم تحت شعار (التسامح) ومنذ ذلك اليوم الى الان ينظر اليه على انه "فنان السلام بالنسبة لليونسكو". وحول شيكو وفرقته -التي ضمت اربعة اشخاص، عازف جيتار وعازف ايقاع ومغنية- ساحة مهرجان (فلسطين الدولي) التي اقيمت خارج مبنى قصر الثقافة على مدرج يسع 1700 شخص الى ساحة للرقص على انغام الموسيقى الغجرية مرددا كلمات التحية لفلسطين.. ورغم انتهاء موعد الحفل فقد عادت الفرقة للغناء مرتين بناء على طلب الجمهور. وصرح بوشيكي "انا سعيد جدا ان اكون هنا في فلسطين. هذه المرة الاولى واتمنى ان لا تكون الاخيرة". وشارك في عروض مهرجان هذا العام فرقة نار الاناضول التركية التي مزجت في عرضها الفني الراقص فنون الرقص الشرقي والباليه والفلامنكو والدراويش والفلكلور التركي اضافة الى فرقة ترشيحا التي احيت ليلة من الطرب العربي الاصيل وقدمت باقة من اغاني فريد الاطرش ومحرم فؤاد وعبد الحليم حافظ وام كلثوم. وقدمت فرقة (ستورم) الالمانية عروضا فنية راقصة حول فلسفة الحياة والموت اضافة الى الفرق الفلسطينية (دام) التي تغني الراب و/يلالان/ التي تغني الموشحات والاغاني الكلاسيكية و/تغاريد/ في عروض للفلكلور الفلسطيني. وكان حفل الافتتاح هذا العام بعرض مميز لفرقة الفنون الشعبية استعرضت فيه التاريخ الفلسطيني منذ العهد العثماني الى اليوم. وقالت ايمان حموري مديرة المهرجان في كلمة في حفل الختام "عملية احياء الثقافة اسمى من ان تترك رهينة للظروف، ان ارادتنا اقوى من الاحتلال وغطرسته، لقد نجحنا هذا العام بعد اربع سنوات من المحاولة باستضافة الفنان العراقي الهام المدفعي". واضافت "لقد اصر الاحتلال على تعكير اجواء المهرجان فمنعنا من اقامة الاحتفالات في القدس مرتين.. الاولى عندما اغلق المسرح الوطني حيث مكان فعاليات المهرجان امام فرقة ستورم الالمانية واوف المقدسية.. والثانية عندما رفض منح تصاريح لاعضاء فرقة الدلعونا". وتمنع إسرائيل بعض الاحداث الثقافية في مدينة القدس بدعوى ان السلطة الفلسطينية هي التي تنظمها. وكان مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى قد انطلق في عام 1993 وتوقف في عام 1999 بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.. وفي عام 2005 اعيد احياؤه بمشاركة فرق اجنبية ومحلية فقط. وجاءت مشاركة الفنان العراقي الهام المدفعي لتعيد الى المهرجان مشاركة الفنانين العرب بعد ان فشل عام 2008 في استضافة اي فنان عربي بسبب اجراءات الدخول الى الاراضي الفلسطينية التي تحتاج الى موافقة اسرائيلية. وتمكن منظمو المهرجان في عام 2007 من كسر ذلك باستضافة الفنان السوري سميح شقير عبر نظام الدائرة التفلزيونية المغلقة بين بيروت ورام الله. وقالت ايمان حموري "نأمل ان تكون مشاركة الفنان العربي الهام المدفعي معنا في مهرجان هذا العام بداية لعودة مشاركة الفنانين العرب دون الاخلال بموقفنا.. ان لا يكون ثمن الحضور هنا التطبيع مع الاسرائيليين". واكدت "عملنا هذا العام على تنويع عروض المهرجان بين العروض الفلكلورية واغاني الهيب هوب والموسيقى الشرقية لايجاد فرصة لعشاق كل نوع من هذه الفنون لمشاهدتها. لقد تميز مهرجان هذا العام بالاقبال الكبير جدا من قبل الجمهور". وأضافت "نجحنا في تنظيم أمسيات في الساحة الخارجية لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الجمهور. وهناك عروض اقيمت في الساحة المغلقة اضطررنا فيها للاعتذار لكثيرين".