فى فيلم "الفرح" المكتوب ليس من صنع القدر، والفرد الذى هو جزء من المجتمع المسئول الوحيد عن اختياراته، وليس هو وحده من يتحمل نتائجه، فمصير من حوله مرتبط ايضا به. الفكرة تبدو فلسفية، لكنها متشابكة مع واقع مادى قاهر وغير عادل وحالة اقتصادية ومجتمعية متناقضة ولها ضروريات، والضرورات تبيح المحظورات، وواقع اخلاقى وانسانى مفتقد وفاقد السيطرة على نظمه. كما لا يمكن قراءة فيلم"الفرح" من دون ان نرى فيلم "كباريه"، لنفس السيناريست- احمد عبدالله- الذى يعكف حاليا على كتابة فيلم "الليلة الكبيرة"، ليستكمل بذلك ثلاثيته، التى تتناول ثلاثة ليالى هامة فى حياة المصريين، الكبارية والفرح وليلة المولد. لقد عمد السيناريست احمد عبدالله، فى فيلمه الفرح على فك الاشتباك، بين ما هو حقيقة وواقع، مثل الموت، لا يد للانسان فيه، وبين حياته التى يتحدد مصيرها بناء على قراره. ويقول السيناريست احمد عبدالله لموقع ايجى نيوز انه طرح فكرة الاختيار بين متناقضين، الفرح والموت، فالفرح هو ميلاد حياة جديدة، والموت هو الحقيقة الوحيدة الموجودة، والتناقض موجود داخل كل انسان، واصبح يعيش باكثر من وجهه. ويضيف ان الفرح حياة كاملة يعيشها الانسان لكنها مختزلة فى ليلة واحدة، واقع نحيا فيه، ونضطر ان نتحايل عليه احيانا، نقسوا عليه كما يقسو علينا. "الفرح" يدور فى يوم واحد من حياة الاسطى زينهم( خالد الصاوى) الذى يقيم فرحا وهميا لأخت غير حقيقية ليجمع اموال النقطة ويشترى الميكروباص، وتموت امه التى تساعده فى بداية الفرح وقبل ان يجمع الاموال، يقع بين اختيارين، احدهما مادى اقتصادى،ان يتكتم خبر الموت حتى تنتهى الليلة ويجمع الاموال، وعليه فى تلك اللحظة ان يكتم حزنه، ويستكمل فرحه راقصا والاخر اخلاقى وانسانى، ويعلن خبر الموت، ولكل اختيار منهما تأثير على حياتة وحياة كل من فى الفرح. الفيلم افترض النهايتين، وهو حل سينمائى ربما لا يستخدم فى السينما العالمية والمصرية، ليوضح ان الانسان لديه كل الاختيارات، وان حياته مترتبة على قراره، كما انه يطرح حالة التناقض الانسانى، فى الام التى تساعد ابنها فى عملية هى اشبه بالنصب، وبين محاولاتها ثنى الراقصة عن الرقص خوفا من جهنم، وهى نفسها الراقصة العجوز التى تستجيب للام وتقرر عدم الرقص والتوبة وتظل مع الام تقرأ لها القرأن. فى النهيايتين احداث مختلفة، ( دنيا سمير غانم) البنت المسترجلة التى نسيت انوثتها من اجل حماية امها واخواتها، لا تضطر الى قتل،(باسم سمرة)، و(ماجد الكدوانى) مذيع الفرح الذى يكره والده لأنه تسبب فى عاهه له، يسامحة بعد اعلان خبر موت ام الاسطى زينهم، ولا يضطر العجوز( حسن حسنى) الى تطليق زوجتة الشابة( مى كساب) بعد ان انتهى الفرح والمنولجست( صلاح عبدالله) ولا يضطر الى مواجه ابنه الذى كان يتمنى ان يراه على المسرح ويضطر( ياسر جلال) العريس ان يذهب بخطيبته جومانا مراد) العروسة التى كتب كتابه عليها، ليجرى لها عمليه ترقيع عند دكتور فاسد يحاول الاعتداء عليها، حتى يثبتوا لأهل الحى انه لم يدخل بها. كل الاحداث تتغير، وتأخذ مصير اخر، بناء على قرار (خالد الصاوى) الاسطى زينهم، ولم يستجب لكل النصائح باستكمال الفرح، لينهى امله الاقتصادى بشراء ميكروباص، من اجل اكرام والدته ودفنها، ويفضل القرار الانسانى والاخلاقى عن المادى.