أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى الأحد إلى "حل يقوم على أساس دولتين" في إشارة إلى الجهود المبذولة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، فيما أعرب الرئيس الفلسطيني عن رفضه أي محاولات إسرائيلية لاستبعاد قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية "أصبح لدينا لأول مرة اتفاق وطني على صيغة الحل على أساس دولتين لشعبين" وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم أن هذه أول مرة يتحدث خلالها نتنياهو بشكل صريح عن مثل هذا الحل. وكان نتنياهو قد أعلن الشهر الماضي في خطاب عام، موافقته على إمكانية إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون الإشارة إلى "حل يقوم على أساس دولتين "، ويشكل هذا الحل دولة فلسطينية مستقلة على مناطق من بينها مناطق تخضع للاحتلال الاسرائيلي. وجاءت تصريحات نتانياهو في اطار استعراض أداء حكومته في أول 100 يوم من حكمها لإسرائيل وهي الفترة التي تكتمل الثلاثاء. ولكن مع إعلانه عن قبوله لحل يقوم على أساس دولتين، استمر نتنياهو في المطالبة بتنازلات من الفلسطينيين الذين يسيطرون على الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال "يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بدولة إسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي، إسرائيل تحتاج إلى حدود يمكن الدفاع عنها وستحصل على ذلك، وهذا يستلزم أيضا نزع السلاح الكامل من الاراضي الفلسطينية". وبالإضافة إلى ذلك، جدد معارضته لحق اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من أراضيهم خلال الحروب السابقة مع إسرائيل للعودة لوطنهم. من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد عن رفضه أي محاولات إسرائيلية لاستبعاد قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين من أي مفاوضات حول الوضع النهائي للسلام. وقال عباس إن موضوع اللاجئين هو إحدى قضايا الوضع النهائي وجرى الاتفاق منذ اتفاق أوسلو (بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1994) على أن هذه القضية توضع على الطاولة وأساس بحثها هو خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية التي تتحدث عن حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القراررقم 194. وأضاف خلال وضعه لحجر الأساس للمتنزه الوطني في مدينة رام الله بالضفة الغربية "عندما يقولون (الإسرائيليون) إن هذا الحل خارج الطاولة فهم لا يريدون بحث قضايا المرحلة النهائية سواء كانت لاجئين أو غيرها". كما شدد عباس على رفض استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وقال "الاستيطان غير شرعي على كل شبر من أرضنا وليس له شرعية إطلاقا، ويجب أن يزول وعندما نطالب بوقف الأنشطة الاستيطانية نقول أوقفوا ولكن ليس معنى هذا أننا نقبل بما بني في السابق". وأضاف الرئيس الفلسطيني: "نحن لا نتحدث عن ضغط أمريكي، ولكن نقول الموقف الأمريكي الذي قاله لنا الرئيس باراك أوباما خلال زيارتنا الأخيرة لواشنطن، والموقف الذي طرحه في جامعة القاهرة". وفي موضوع الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر، قال عباس إنه أصدر تعليمات واضحة لوفد حركة فتح هي "القبول بأي شي يعرض عليكم من أجل الخلاص من هذا الوضع (الانقسام الفلسطيني)". واضاف "من يقول إننا ذهبنا بشروط مسبقة فإن كلامه غير صحيح، نحن نريد أن ننسى الماضي والجراح وتجاوز كل ما حصل من أجل هدف أسمى وهو الوحدة الوطنية". وأشار عباس إلى أن جلسة الحوار الأخيرة "لم تنجح" غير أنه قال إن ذلك "لا يدفعنا إلى اليأس بل يجب أن يدفعنا إلى العمل لإنجاح الحوار بأي وسيلة".