جمع العمل الفني الفلسطيني "قمر وسنابل" بين الموسيقى والرقص والغناء والتمثيل معا بمشاركة 31 فنانا وفنانة قدم على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي. وقال المخرج فتحي عبد الرحمن ان "قمر وسنابل" عمل درامي موسيقي غنائي راقص مبني على الذاكرة الشعبية المعاصرة مستوحى من قصة حقيقية حدثت في سبعينيات القرن الماضي. وأضاف أن ما يميز هذا العمل انه جماعي من الفكرة الى الاخراج وحتى التقديم واحتاج الى جهد كبير ليخرج بهذه الصورة التي شاهدها الجمهور الليلة. وتعود القصة الحقيقية التي بني عليها العمل الى قصة شاب مطارد من قبل السلطات الاسرائيلية يسكن احد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وقررت جدته ان تزوجه من الفتاة التي احبها بطريقة تحاول فيها ابعاد الانظار عنه. وتتلخص فكرة الجدة بان تذهب الى والد الفتاة وتقنعه بزواج ابنته من حفيدها الذي احبها وطالبته بعدم تزويجها لشاب عائد من الولاياتالمتحدة وتقول انها اعدت خطة محكمة لن يكون العرس فيها مصيدة لالقاء القبض على العريس المطارد بحيث يتم الاعلان عن زواجها امام الناس من شخص اخر لتبتعد عن الاعيّن الى حبيبها. ويقدم 24 راقصا وراقصة لوحات فنية ارتدوا فيها ازياء فلسطينية تقليدية على وقع اغاني من التراث الفلسطيني التي قدمها على المسرح المغنييّن عصام النتشة وعطا ابو هلال. وقال مصمم الرقص محمد عطا ان "قصة الشاب والفتاة حقيقية وحدثت في المخيم ومازال ابطالها على قيد الحياة اما الجدة فقد توفيت. وحرص المخرج على تضمين العمل الذي امتد ساعة ونصف الساعة على ارسال العديد من الرسائل فهو يعود بالجدة مع حفيدها الى القرية التي هجروها "دير ياسين" لتصف له مكان كل بيت فيها وجامعها ومدرستها ليسألها الحفيد "كيف تعرفين كل هذا ولا يوجد حجر على حجر في القرية" لتقول له انها "مرسومة في ذاكرتها." ويضيف المخرج الى هذا المشهد نقاشا بين الجدة ويهودي يتواجد على الارض التي كانت قريتها ويطلب منها مغادرتها لانها غريبة عنها ولكنها تجيبه بان "القمر سيبقى شاهدا على من سكن هذه الارض." ويقدم العمل رؤية للحياة داخل المخيم وما يجري فيه من صراع على الارض التي تركوها خلفهم وكأنهم عائدون إليها غدا اضافة الى تناوله الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني الذي ادى الى الانقسام بين الضفة الغربية وغزة ويدعو الى انهائه. وقال عبد الرحمن "اردنا القول كفى للاقتتال وهذا دق لناقوس الخطر لما يحمله الاقتتال من تهديد للنسيج الاجتماعي ولمشروعنا الوطني." ورأت وزيرة الثقافة الفلسطينية التي حضرت العرض انه عمل فني مبدع مزج كل انواع الفنون وقالت أن اكثر ما اعجبني فيه ان الحكمة فيه كانت تروى على لسان امرأة "الجدة" اضافة الى انه نقلة في الفنون الفلسطينية. وبدا المشاركون في العرض سعداء بحفاوة الجمهور بالعرض وقالت الشابة اغصان البرغوثي التي شاركت في عروض الرقص "منذ سنتين ونحن نتدرب على هذا العمل يبدو انه كان يستحق امام كل هذا الاعجاب من الجمهور." وعمل القائمون على العمل على تجسيد المخيم على خشبة المسرح من خلال بيوت خشبية تعلوها صفائح الالومنيوم اضافة الى وضع صورة كبيرة للمخيم في خلفية المسرح مما اضفى رمزية اخرى على العرض. وسيكون الجمهور في رام الله مع عرض اخر مساء الجمعة قبل ان تبدأ جولة عروض في مدن الضفة الغربية.