أعلنت مجموعة "إيستمان كوداك" الأمريكية للتصوير أنها أوقفت تسويق فيلم "كوداكروم" والذى كان منذ 74 عاما أول فيلم تصوير بالألوان فى متناول أيدى الناس، ويذكر أنه قد طرح للأسواق لأول مرة عام 1935 وكان يتميز بنقاوة صورته وألوانه المتناسقة والفروق فى الظلال التى يوفرها. ونظرا لتلك الجودة فقد نال إستحسان أجيال من هواة المصورين والمحترفين الذين بنوعية الصورة والقدرة على الإحتفاظ بها لفترة طويلة، ولكن وقع هذا الكوداكروم كسابقيه من العديد من وسائل التكنولوجيا الحديثة ضحية للثورة الرقمية، فقالت "مارى جين هيلير" رئيسة قسم التصوير والترفيه فى كوداك: "لقد كان قرار صعبا أن يحال هذا النوع من الأفلام إلى التقاعد بالرغم من تاريخه الإبداعى الكبير لكن غالبية المصورين المحترفين الآن أصبحوا يفضلون التكنولوجيا الأكثر حداثة فى الأفلام والوسائل الرقمية" وقد ولدت فكرة كوداكروم عام 1953 بسبب إثنين من الموسيقين المولعين بالتصوير عازف الكمان "ليوبولد جادوفسكى" وعازف البيانو "ليوبولد مانيز" ،وكان الشكل المبدئى للبيع للفيلم كان على شكل 16مم للأفلام التصويرية وبعد قليل أنتج النوع الآخر لكوداك وهو قياس 35 مم. وبحلول الخريف القادم سيختفى فيلم كوداكروم من أرفف بيعه بالمحلات وسيقوم بإستخدام آخر الأفلام "ستيف ماكارى" لإلتقاط آخر صورة من هذا النوع وستقدم إلى متحف الصورة الدولى وسينما جورج إيستمان فى روتشستر شمال شرق الولاياتالمتحدة، وعن مستخدمى الكوداكروم فقد إلتقط المصور "ستيف ماكارى" صورى لفتاة أفغانية ذات العيون الخضراء الشهيرة نشرتها مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" على غلافها الخارجى عام 1985، فيقول ماكارى : "لقد ميز كوداكروم الجزء الأول من حياتى المهنية وإستخدمته لإلتقاط أجمل صورى وأشهرها، ويضيف عندما عدت لقاء هذه الأفغانية بعد 17 عاما لم أصورها بنفس نوع الكوداكروم بل بنوع آخر "إيكتاكروم" الذى تنتجه كوداك أيضا. وقد تغنى المغنى"باول سيمون" بالفيلم من خلال أغنية لكوداكروم عام 1973 وقال عن هذا الفيلم أنه قادر على إعادة خضرة الصيف وجعلنا نؤمن أن العالم كله يوم مشمس".