علقت العديد من الصحف العربية على خطبة على خامئني المرشد الأعلى لإيران وما جاء فيها من تأكيدات على تأييده الرئيس نجاد ومحاولاته استرضاء كافة الأطراف وحاول البعض تحليلها والقاء الضوء على شخصية وسياسات خامنئي... جريدة"الغد" الأردنية أكدت أن خطبة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الجمعة الماضية أوضحت تورطه أكثر من أي وقت مضى في مجريات السياسة اليومية وبشكل مباشر وبدا في خطبته أنه ليس طرفا محايدا، بل هو جزء أساسي من التركيبة التي أوصلت نجاد في المرة الأولى إلى سدة الرئاسة، ودعمته وثبّتته ثانية ليكون رئيسا لأربع سنوات أخرى. وترى الصحيفة أن هذا الاحتضان لنجاد ومعارضة التشكيك بفوزه من قبل خامنئي، يضعف بشكل غير مباشر نجاد، إذْ يحرمه من قوة ذاتية خالصة له، ويجعل تلك القوة مستمدة من رعاية المرشد له وحمايته ودفاعه عنه، الأمر الذي قد يُفهم على أن فوز نجاد (على افتراض أنه من دون شوائب والتباسات) غير كافٍ لمنحه شرعية سياسية غير خاضعة للتشكيك أو الجدل من قبل شريحة واسعة في المجتمع الإيراني وفي الخارج. وتؤكد أن مواقع النفوذ في إيران لم يطرأ عليها تغيير جوهري، وأن مؤسسات النظام أقوى من أنْ تدعَ المحتجين يغيّرون قواعد اللعبة!! وتقول جريدة "الاتحاد"الاماراتية بأن المرشد الثورة الإيرانية، حاول في خطبة صلاة الجمعة إرضاء كل الأطراف، وأشاد بمكانة وإسهامات المتنافسين الأربعة على منصب الرئاسة وماضيهم الثوري والسياسي، ولكنه لم يضع حداً للأزمة! وكان من الممكن أن يكون مؤثراً بشكل أقوى لو أنه استفاد من المناسبة لإدخال بعض التعديلات السياسية أو طالب بفتح حوار وطني مثلا. وتقول أن "انتفاضة حزيران الإصلاحية" إن صح التعبير لا تزال في بدايتها، وربما لا تستمر طويلا، لكنها أظهرت الوجه الآخر للحياة السياسية بوجود معارضة واسعة كامنة، مهما قيل عن سلامة أو تزييف الانتخابات. أما جريدة"الشرق الأوسط" فقد سلطت الضوء على شخصية المرشد الأعلى وتتهمه بإدخال إيران في نفق مجهول!! وعن أهم ما يميز شخصية خامنئي فهو الغموض والحسم والبلاغة حيث يسحر هذا المثقف المتحكم تماما باللغة الفارسية وفن البلاغة، الإيرانيين المحافظين بخطابه الذكي المتوازن والمرتجل في أغلب الأحيان والذي كثيرا ما يدخل فيه أبيات من الشعر الفارسي العريق. وهو متمسك بالنزاهة الأخلاقية في وجه «انحطاط» الغرب، ومدافعا بقوة عن مبدأ ولاية الفقيه التي أسس لها الخميني. وعن سياسات خامنئي قالت الجريدة أنه حاول الإبقاء على توازن بين التيارين الإصلاحي والمحافظ ومنع أي منهما من السيطرة نهائيا على مجرى الأمور في مجال السياسة الداخلية. إلا أنه خلال سنوات الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد بدأ يميل بشدة إلى دعم التيار المحافظ ولم يعارض أو يمنع الاعتداءات العنيفة التي استهدفت المثقفين والكتاب والصحافيين الإيرانيين. وفي السياسة الخارجية احتفظ بخط متشدد إزاء إسرائيل مكررا على غرار سلفه أن الدولة العبرية «ماضية إلى الزوال من الخريطة». كما عزز دعمه لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله في لبنان وتنظيمات عراقية قريبة من إيران. وفي وجه الولاياتالمتحدة جدد تهجماته الكلامية على «الهيمنة الأميركية» لكنه أبدى شيئا من البراغماتية عندما تعلق الأمر بمصالح إيران المباشرة مساهما مثلا في مكافحة نظام طالبان في أفغانستان. وآية الله خامنئي هو من حرك في عهد أكبر هاشمي رفسنجاني، عندما كان رئيسا لإيران، البرنامج النووي الإيراني الذي يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية، ويقسم أمام العواصمالغربية بأن إيران لن تتخلى عن «حقها في النووي».