أجبرت الازمة المالية العالمية العمال المغاربة المهاجرين الذين فقدوا عملهم بالخارج للعودة الى بلادهم للعمل بسوق الخردة ب"خريبكة" وسط امال بانفراج الازمة والعودة من جديد للمهجر. ويقول مراد - 26 عاما- الذي توجه للعمل في ايطاليا منذ العام 1998 "في السابق كنا نأتي محملين بالهدايا لاهلنا وأصدقائنا .. نأتي فرحين لقضاء عطلة الصيف في الاعراس والحفلات، اما اليوم نعود محملين بالخردة لبيعها وتدبر أمرنا." واضاف ان الاوضاع انقلبت وفضل عدد من سكان "خريبكة" المهاجرين العودة الى بلدهم من أجل العمل، وكسب بعض المال هنا في انتظار انفراج الازمة، مشيرا الى عودة الالاف من سكان خريبكة ممن كانوا يعملون في ايطاليا واسبانيا. ويرى موفدي مصطفى -36 عاما- أن الحل بالنسبة لعدد من المغاربة العاطلين لم يعد هو أوروبا، يجب أن نفكر في بناء مستقبلنا في بلدانا. وطالب الدولة بأن تساعد من يستطيع في اقامة مشاريع عن طريق التخفيف من الضرائب والاقتطاعات، واضاف " أعرف من فر من الازمة في أوروبا لاقامة مشروع في خريبكة ولم يجد التسهيلات اللازمة، وأصابه اليأس وعاد الى غربته." و"خريبكة" التي تقع وسط المغرب هي مدينة يغلب عليها الطابع الريفي، باع فلاحوها اراضيهم الفلاحية بثمن بخس وهاجروا الى الدول الاوربية خاصة ايطاليا، واسبانيا كعمال. من جهته أكد خليل جماح وهو مدافع عن حقوق المهاجرين في المنطقة- ان انعكاسات عودة المغتربين جراء الازمة المالية العالمية بدأت تلقي بظلالها على خريبكة، اذ أصبحنا نعرف ارتفاعا مشهودا في عدد الجرائم في المدينة. وأضاف في السابق كانت الجرائم تتخذ طابعا بسيطا، اليوم نلاحظ جرائم من نوع غريب كالسطو على السيارات باستعمال اسلحة بيضاء، أو سرقة المنازل بطريقة منظمة. ولمساعدة المغاربة المهاجرين أعلنت الحكومة المغربية في بداية يونيو/حزيران عن مجموعة من التدابير، منها تدعيم تحويلات الجالية، وانعاش استثماراتها، واجراءات للمواكبة على المستوى الاجتماعي. وتعد تحويلات المغاربة العاملين بالخارج مصدرا مهما للعملة الصعبة لبلدهم، الى جانب ايرادات السياحة. الا ان تحويلاتهم انخفضت أكثر من 14 % الى 14.6 مليار درهم (1.80 مليار دولار) حتى نهاية ابريل/ نيسان 2009- بحسب احصائيات رسمية. نص التقرير