دفع أحد الأشخاص قرابة 40 ألف درهم رصيد مكالمات، أملاً في الحصول على جائزة وهمية، بشره بها مجهولون أوهموه بأنهم يعملون في شركة ما، قبل أن يفاجأ بأن الرقم الذي يتصل به غير مستخدم حالياً. وكانت شرطة الشارقة تلقت بلاغات يفيد أصحابها بتعرضهم للاحتيال من مجهولين، تمكنوا من الاستيلاء على أموالهم، عن طريق الاتصال على أرقام هواتفهم بالرسائل النصية والمحادثات الهاتفية، التي تخطر صاحب الرقم بحصوله على جائزة مالية، تتراوح قيمتها بين 100 ألف درهم و500 الف درهم من مؤسسة الاتصالات، عن طريق رسالة نصية يتبعها اتصال هاتفي من أحد الأشخاص، مدعياً أنه ممثل شركة تقوم بدور الوسيط بين مؤسسة الاتصالات وأصحاب الأرقام الفائزة بالجوائز، حيث يطلب منه تحويل رصيد للمكالمات الهاتفية التي تتم مقابل هذه الخدمة، التي تقوم بها هذه الشركة، ويتراوح الرصيد المطلوب تحويله بين 1000 و1500 درهم في البداية، وبعد سلسلة من الاتصالات مع صاحب الرقم تقطع الاتصالات معه، وعندما يتصل على الشركة المزعومة، يتم إخطاره بأن سبب الانقطاع يعود إلى أن الرصيد الذي قام بتحويله قد نفد، وحتى تتابع الشركة اتصالاتها، فإن عليه تحويل رصيد إضافي. وكلفت الأجهزة الأمنية المختصة في شرطة الشارقة، فريق عمل لمتابعة ما ورد في هذه البلاغات، توصل الى ضبط 12 شخصاً، بينهم مقيمون في الدولة، وعاطلون عن العمل، ومجموعة من الأشخاص الذين وصلوا حديثاً إلى الدولة بتأشيرات زيارة. وبالتحقيق معهم، اعترفوا بتورطهم بارتكاب هذه الجرائم، والإيقاع بعدد كبير من أبناء الجنسيات الآسيوية، والحصول على مبالغ كبيرة عن طريق هذا الأسلوب. وبناءً على اعترافاتهم، تمت إحالتهم إلى نيابة الشارقة. وبعد مرور فترة من الوقت عادت البلاغات مجدداً، تفيد بتعرض أشخاص جدد لهذه العمليات، فتابعت الأجهزة الأمنية المختصة مهمتها في تعقب مرتكبيها، وضبطت شبكة تضم 17 شخصاً من جنسيات آسيوية مختلفة. وبالتحقيق معهم، اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، كما تبين من خلال التحقيق أن الأشخاص المقيمين في الدولة، قد خططوا لهذه العمليات، واستقدموا شركاءهم عن طريق تأشيرات الزيارة، وتمكنوا من تزويدهم ببطاقات «واصل» بأرقام جديدة وهواتف، وتدبير مواقع مشتركة لإقامتهم في شكل مجموعات، بحيث يتم إيهام الشخص الذي يتم الاتصال به بأن الطرف المتصل يتحدث من مقر شركة، يعمل بها مجموعة من الموظفين، حيث يتعمد المتصل أثناء المحادثة إسماعه أصوات موظفين من الشركة، يتحدثون في نفس الوقت مع عملاء آخرين حول نفس الموضوع. وتبين أن عدداً كبيراً من الأشخاص، خصوصاً من أبناء الجاليات الآسيوية، وقعوا فريسة لهذه الاتصالات الوهمية، وحولوا مبالغ كبيرة كأرصدة مكالمات هاتفية لهؤلاء الأشخاص، الذين يقومون ببيع هذه الأرصدة بمبالغ أقل للراغبين في إجراء مكالمات خارجية مع دولهم، من خلال عرضها عليهم في أماكن متفرقة من مدينة الشارقة، وبناءً على اعترافات المتهمين، تم توقيفهم جميعاً تمهيداً لإحالتهم لنيابة الشارقة.