قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس أن الحركة حريصة على إنهاء الانقسام الفلسطينى والتجاوب مع الجهود المصرية التى تبذل للوصول إلى مصالحة حقيقية مشيرا إلى أن العقبة الأساسية أمام إنهاء الانقسام هو مايجرى فى الضفة الغربية من إعتقالات وقتل وملاحقة للمقاومين من قبل السلطة فى رام الله . وأضاف مشعل أن الحركة ترحب بأى جهد سياسى يؤدى إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين. واشار مشعل فى مؤتمر صحفى عقده مساء "الثلاثاء" مع السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب مباحثات موسى مع وفد حماس فى الجامعة العربية -" إن حركة حماس لن تكون عقبة أمام أى تحرك جاد ينهى الاحتلال الاسرائيلى ويقيم دولة فلسطينية كاملة السيادة على الأرض وعلى الحدود وعلى الأجواء وكل مظاهر السيادة". وأقر مشعل بأن تحقيق أى تقدم في المجال السياسي لا يتم إلا بإنجاز المصالحة الفلسطينية مؤكدا حرص حركة حماس على تحقيق المصالحة الفلسطينية . وقال " اننا سوف نستمر في العمل للوصول للمصالحة الحقيقية "إلا أنه اعتبر أن العقبة التي تعيق المصالحة هو ما يجرى في الضفة الغربية من اعتقالات ..مشيرا إلى إنه لا يمكن القبول أن تلاحق المقاومة في الضفة وأن تقتل وأن يتم السعي إلى نزع سلاحهم كأنهم خارج القانون . وأضاف مشعل "أنه طالما أرضنا محتلة لا يجوز لأى حكومة أن تجرم المقاومة موضحا أن هذا يعد التزاما مجانيا بالشق الأمني من خارطة الطريق رغم أن الطرف الأخر لم يفعل شيئا من هذه الالتزامات . ولفت الى ان الأمر لا يقتصر على ملاحقة المقاومة بل تحول إلى اجتثاث لحركة حماس على الصعيد التنظيمي والسياسي والخيرى مشيرا الى انه لابد من تذليل هذه العقبة حتى نخلق أجواء تسمح بالمصالحة . وقال مشعل انه تم الإتفاق مع الجانب المصري على خطوات في هذا الشأن مثل إطلاق المعتقلين مؤكدا ضرورة تطبيق هذه التفاهمات فورا معربا عن الأمل في تحقيق ذلك بالرعاية المصرية . وردا على سؤال حول وجود ممارسات أمنية من قبل حماس ضد عناصر فتح في غزة مثلما يحدث مع عناصرها في الضفة قال خالد مشعل " لقد طرحنا أن يكون هناك لجنة في الضفة وفي غزة للتعامل مع هذه الممارسات ونحن تجاوبنا مع الجهود المصرية في هذا الشأن ". وطالب مشعل بضرورة تحييد الحوار الفلسطيني عن الالتزامات مع إسرائيل والشروط الخارجية مشيرا إلى أن بعض الممارسات التي تحدث في الضفة الغربية يتم تبريرها بأن هناك التزامات مع إسرائيل والاشتراطات الخارجية. وحول ما يتردد عن وجود حوار بين حماس وبين الإدارة الأمريكية في ظل لغة أوباما الجديدة تجاه الحركة قال مشعل "إن لغة أوباما جديدة ولكن يجب أن تترجم لسياسات فمقياسنا هو السياسات". وأضاف " انه لا مانع لدينا من إجراء اتصالات ولكن ليس هناك إتصالات هناك فقط اتصالات غير رسمية مع شخصيات أمريكية مثل الرئيس الامريكى الاسبق جيمى كارتر ". واعتبر أنه لا أحد في المنطقة ولا المجتمع الدولي يستطيع أن يفعل شيئا فى الصراع العربي الإسرائيلي إلا إذا تعامل مع حماس مشيرا إلى إن حماس حريصة على نجاح المصالحة . وتابع " اننا استمعنا من الوزير عمر سليمان بأن ما وجدوه لدى الإدارة الأمريكية فيه جديد ومشجع وإننا نقرأ بالألوان ونعرف الفروق ولكن تبقى الممارسة العملية فبعد التغيير في اللهجة يجب أن يكون هناك تغيير في السياسات وأن تتشكل إرادة دولية للضغط على إسرائيل لأن العقدة هي في إسرائيل وقال إننا سوف نتعاون مع الجهد الإقليمي والعربي والدولي طالما لصالح الشعب الفلسطيني. وحول اعتراف حماس بشرعية حكومة سلام فياض ..قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس " سنتجاوز الحديث عن الحكومات معتبرا أنه ليس هناك شرعية لحكومة فياض ". وأضاف "أننا نريد أن ننجز المصالحة بتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينيية وتشكيل حكومة تستند للمجلس التشريعي يكون مهمتها للاعداد لانتخابات نزيهة وأن نرتب بيتنا الفلسطيني فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية ". وفيما يتعلق بمخاوف حماس من تراجع شعبيتها بعد نتيجة الانتخابات اللبنانية ..قال مشعل "إننا نحترم الديمقراطية أي كانت نتائجها طالمنا جرت انتخابات يرضى عنها الشعب في الدولة التي أجريت بها الانتخابات فلا بد للجميع أن يحترمها " إلا أنه دعا المراقبين لعدم الاستعجال في المقارنة بين ما يحدث في لبنان وبين مايحدث في فلسطين . وأكد انه إذا أجريت الانتخابات في فلسطين بنزاهة ووفقا للقانون فسوف نحترمها لكن لكل بلد ظروفه "لافتا إلى التركيبة الطائفية المعقدة في لبنان مشددا على أن حماس لا تخشى من الاحتكام لصناديق الاقتراع النزيهة . كان الوزير عمر سليمان قد عقد الثلاثاء اجتماعا مع وفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة فى إطار المشاورات والاتصالات التى تجريها مصر مع التنظيمات والفصائل الفلسطينية كافة لإنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل تمهيد الطريق للعملية السياسية. وقال مصدر مصرى مطلع إن دعوة وفد من حركة حماس برئاسة خالد مشعل للقاء الوزير عمر سليمان يأتى انطلاقا من حرص مصر على إنهاء الإنقسام فى أسرع وقت ممكن للتمهيد لإستئناف العملية السياسية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وذكر بيان لحماس أن وفد الحركة برئاسة مشعل يضم د.موسى أبو مرزوق، ومحمد نصر، وعماد العلمي، ود.محمود الزهار، ونزار عوض الله. وكان وفد من حركة فتح برئاسة أحمد قريع مسئول التعبئة والتنظيم فى الحركة قد التقى الوزير عمر سليمان الأحد للغرض نفسه. وتعد زيارة مشعل الاولى منذ انطلاق الحوار الوطنى الفلسطيني، وتأتى بناء على دعوة من الوزير عمر سليمان فى إطار الترتيبات لإنهاء الخلافات القائمة مع حركة فتح والتى تبذل مصر فيها جهودا مكثفة لانهاء حالة الانقسام والوصول الى اتفاقات بشأن حكومة الوحدة الوطنية. وترعى مصر حوارا فلسطينيا لم يصل لنقاط اتفاق في القضايا العالقة بين حركتي فتح وحماس بعد خمس جولات وكان من المقرر استئناف جولة سادسة وصفت بالحاسمة مطلع الشهر المقبل بمشاركة الأمناء العاميين من الفصائل. (أ ش أ)