السياحة في مختلف أنحاء العالم تعاني تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، ووقعت مجددا فريسة مرض إنفلونزا الخنازير الذي تحول إلى بعبع يثير الرعب والهلع في كل دول العالم المتقدمة والنامية والفقيرة. ولأن البحرين ليست بمنأى عن الأزمات التي يتعرض لها العالم فقد بات هناك بعض التخوف من المرض على ضوء ما يتم تناقله في القنوات الفضائية، وعلى الأخص لدى الذين يسافرون في الإجازة الصيفية إلى الدول المصابة بالمرض في الفترة الحالية، وهذا الأمر قد أجبر الكثير منهم على تغيير وجهاتهم إلى دول أخرى لم يصل إليها الفيروس (حتى لحظة نشر هذا التحقيق)، فيما ظل البعض الآخر مصرا على رأيه ولم يغير وجهة سفره، وهناك فئة ثالثة مازالت مترددة بين السفر أو قضاء صيفها في البحرين أو في احدى الدول الخليجية. أخبار الخليج البحرينية التقت مجموعة من أصحاب وكالات السفر وبعض المسافرين للتعرف على وجهات نظرهم في تداعيات الأزمة الحالية : قرروا التغيير نبيل كانو مدير عام سفريات كانو يعتقد أن هناك مجموعة لا بأس بها قد اتخذت قرارها بالتغيير والسفر إلى أماكن لم تتعرض للوباء وعلى الأخص ممن كانت وجهاتهم السياحية إلى أمريكا وبعض الدول الأوروبية، فالبعض قد حول جهة سفرة إلى استراليا لما تتمتع به من أمن صحي إضافة إلى أنها بلد جميل ورائع ويستحق الزيارة، فيما قرر البعض الآخر الذهاب إلى دول شرق آسيا، وبشكل عام فإن الرغبة في السفر والتغيير تتوقف على قناعة الشخص نفسه خصوصا ان هذا المرض قد أعطي أكبر من حجمه خلال الفترة الحالية على الرغم من أنه موجود منذ فترة طويلة في تلك الدول ولكن التهويل الإعلامي ساهم وبشكل كبير في إحداث نوع من الهلع والخوف لدى سكان العالم وعلى الأخص المسافرون منهم، ويرى كانو ان هذا المرض لن يؤثر على السياحة بقدر ما للأزمة العالمية من تأثير عليها. ويتوجه كانو بالنصح لكل المسافرين قائلا: يجب على المسافر الاستمتاع بوقته مع المحافظة على نفسه وتوخي الحيطة والحذر ومراعاة الحفاظ على النظافة وعدم تناول الطعام إلا من الاماكن النظيفة مع الابتعاد عن الأماكن التي قد تؤثر عليه وتتسبب له بالضرر. مجرد زوبعة محمد جاسم أبل رئيس شركة المواسم البحرينية للسفر والرحلات يعتبر ان كل الأحداث الحالية المتعلقة بانفلونزا الخنازير هي مجرد زوبعة في فنجان خصوصا ان شركات الأدوية لها دور كبير في التهويل والمبالغة، وهذا ما جعل بعض (العوائل) تتخذ قرارها بتغيير وجهة سفرها إلى أماكن بعيدة لم يصل إليها المرض ولكن هذا العدد قليل ولم يتجاوز 5% من عدد المسافرين ضمن الرحلات التي نقوم بتنظيمها خصوصا ان التسجيل على حجز الرحلات الصيفية يسير بمعدلات طبيعية وربما تفوق حتى الآن ذات الفترة من العام الماضي فقد بلغت نسبة الحجز منذ بداية مارس حتى الآن حوالي 50% وهي نسبة جيدة جدا مقارنة بالسنوات الماضية بحيث يرتفع الحجز قبيل موسم السفر وخلال شهر يونيو. وأبل مطمئن جدا للموسم الصيفي القادم ويؤكد أنه لا توجد أي تخوفات من إصابة السياح بهذا الفيروس لأنه تحديدا يخمد في فترة الصيف ولا ينتشر في المناطق الحارة مثل دول الخليج ولله الحمد، كذلك لم تسجل أي دولة عربية حالة إصابة واحدة حتى الآن وهو ما قد يبعث على الاطمئنان نوعا ما في الأيام القادمة، وعلى الرغم من الخوف المنتشر بين الناس فإن الإقبال مازال مرتفعا على السفارات الأوروبية في المملكة بغية السفر في الصيف.. هناك إجراءات مشددة من قبل هذه الدول للسيطرة على المرض في أراضيها وإجراء فحوص لازمة على المسافرين. أما عن موسم العمرة والحج فقد أكد انه يسير على خير مايرام فنسبة الإقبال جيدة جدا إلى الحد الذي نجد فيه بعض صعوبات الحجز في فنادق مكة. تخوف كبير جمال العسومي صاحب سفريات السفير للسياحة يؤكد ان هناك تخوفا من هذا الفيروس مما جعل الكثير من المسافرين يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى أمريكا ويستبدلون وجهاتهم السياحية إلى جهات أخرى مثل الدول العربية وبعض الدول الأوروبية التي لم تصب بالمرض، وقد كانت خطوط الطيران متعاونة بهذا الشأن فقبلت استبدال الرحلات إلى جهات أخرى أو إعادة قيمة التذاكر إلى أصحابها مع احتساب بعض الرسوم الإضافية عندما توجد رغبة بالتغيير لدى المسافر، وهذه السياسة لم تكن موجودة بالسابق ولكن نظرا لتداعيات الوضع الحالي فقد اعتمدت بعض شركات الطيران التغيير في سياستها. ومن خلال خبرته في مجال السياحة فإن العسومي يتوقع ألا يسجل الموسم الحالي نجاحا كبيرا أسوة بالمواسم السياحية السابقة، ولكن هناك دولا تتطلع إلى جذب السياح إليها لأنها لم تصب بالمرض وبالتالي ستبذل قصارى جهدها حتى تكون مقصد السياح للكثير من الناس. التخوف موجود إبراهيم الكاظم صاحب سفريات الكاظم يعلق على هذا الموضوع قائلا على الرغم من أنني إلى الآن لم أستقبل أي مسافر يطلب تغيير وجهته السياحية فإنني لاحظت وجود نوع من التخوف لدى وكالات السفر من هذا المرض على الرغم من أنه لم ينتشر وبشكل كبير في الدول الأوروبية خصوصا ان عددا محدودا من تلك الدول قد أصيب به. وبشكل عام فإن المسافر البحريني يحمل الدرجة الكافية من الوعي التي تشجعه على السفر مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة التي ستقيه من الإصابة بأي مرض أو فيروس. وللمسافرين خيار فيما أجمع أصحاب وكالات السفر والسياحة على ان هناك تخوفا كبيرا من قبل المسافرين فيما يتعلق بقراراتهم حول تغيير وجهات سفرهم إلى مناطق سياحية تكون أكثر أمانا، فقد تباينت أراء المسافرين انفسهم حول إمكانية السفر إلى الدول الأوروبية مع تجاهل كل ما يتم تناقله في وسائل الإعلام كافة، واتخذ البعض الآخر قراره بتغيير وجهته السياحية إلى بلدان تكون أكثر أمانا خصوصا ان الصحة بالنسبة إليهم لا تقدر بثمن. لن أسافر حسن المحميد اتخذ قراره بعدم السفر في الصيف لأن الحديث في هذه الأيام عن إنفلونزا الخنازير كثير جدا فبات الخوف من الإصابة بها منتشر بين الناس وعلى الأخص ممن يفكر بالسفر إلى الدول المصابة بالمرض خصوصا أن عدد الإصابات في تزايد، ويقول: لذلك اتخذت قراري بالبقاء في البحرين وفي حال راودتني فكرة السفر فإنني لن أخرج خارج نطاق دول الخليج لأنه وبطبيعة الحال ستكون درجة الأمان واحدة، ويرى المحميد ان هذا المرض لن يختلف عن بقية الأمراض التي قد ظهرت من قبل، كما ان هذا النوع من المرض مازال في بداياته والتهويل المبالغ فيه هو مجرد زوبعة إعلامية من قبل شركات الأدوية لأن مصالحها مرتبطة بشكل كبير بصنع وبيع الأدوية الخاصة بهذا المرض ومن جهة أخرى تجد ان الدول المصابة تحاول بذل قصارى جهدها لمكافحة المرض والقضاء عليه. سأغير وجهتي محمود عطيةالله يعمل في مجال التجارة يقول: لقد كنت أفكر بالسفر إلى أمريكا وبالتحديد إلى جزر الكاريبي، ولكن وبسبب انفلونزا الخنازير باءت خططي بالفشل، لأنني بطبيعة الحال لا أعرف درجة المناعة التي أتمتع بها لمقاومة ذلك المرض لأنني من بلد خليجي عربي ومسلم وهذا الحيوان محرم في شريعتنا ونحمد الرب على ذلك، ومن جهة أخرى فإن هذا المرض سهل الانتشار بحسب ما يتم تداوله في وسائل الإعلام . وعن الدول التي ينوي محمود قصدها فقد وقع اختياره على هونج كونج وسنغافورة لأنها مناطق بعيدة كل البعد عن أوروبا وأمريكا. سنسافر إلى لندن فاتن الحداد (محامية) تعودت هي وأسرتها على السفر وبشكل سنوي إلى إحدى الدول الأوروبية، كما انها في بعض الأحيان تسافر مع صديقاتها، ولأن الصيف يشكل لها الراحة والمتعة فإن من المستحيل أن تتنازل عنه مهما كان لذلك فإن وجهتها في هذا العام لن تختلف عن سابقاتها لأنها ستسافر إلى لندن متجاهلة كل ما يتردد حول إنفلونزا الخنازير لأن الحكومة البريطانية تبذل قصارى جهدها من أجل مكافحة ذلك المرض كما انها قد قرأت عن طريقة انتقال المرض وهذا الأمر جعلها هي وأسرتها تتعرف كل الأساليب المثلى لتجنب التعرض للمرض. وقد لا تكون وجهتهم مقتصرة على لندن فقط بل قد يسافرون مجددا بعد عودتهم إلى البحرين في حال سنحت لهم الفرصة بالذهاب إلى تركيا أو احدى الدول القريبة.