إلي أي حد يمكن أن يتأثر قطاع السياحة بظهور حالات المرض في مصر؟ يؤكد وجدي الكرداني رئيس غرفة المنشآت السياحية ان السياحة ستشهد تأثيرات سلبية جراء ظهور تلك الحالات المصابة بمصر خاصة أن جميع الوفود السياحية التي كانت تأتي لمصر كان يحكمها في المقام الأول رغبتها في البعد عن المقاصد السياحية المصابة والتوجه لمناطق بعيدة عن هذا الوباء، ولهذا فإن ظهور الوباء في بلدنا يعني توجه السائحين للبحث عن مقاصد أخري آمنة. ويبدي الكرداني تخوفه من انتشار المرض في مصر لعدم وجود الثقافة الصحية لدي الكثير من المواطنين علي عكس العديد من الدول الأخري التي يوجد لديها وعي صحي يساعدها علي تجنب انتشار المرض. ويشير الكرداني إلي أن القنوات الفضائية والإعلام عليهما دور مهم في عدم المبالغة في عرض الحالات المصابة التي يتم اكتشافها بمصر وعدم الحديث عن هذا المرض بشكل مبالغ فيه في المرحلة الحالية حتي لا يؤدي ذلك إلي آثار سلبية شديدة الخطورة علي جميع القطاعات الاقتصادية. ويؤكد ان دولة مثل فرنسا رغم ظهور بعض الحالات بها مازالت تستقبل الملايين من السائحين يوميا ولكنها تتحاشي المرض من خلال اتباع الأساليب الوقائية اللازمة التي تضمن عدم دخول وانتشار الوباء بها. وعن حجم التراجع أو الانخفاض المتوقع ان يشهده قطاع السياحة مع ظهور حالات المرض في مصر يؤكد الكرداني إذا زادت الحالات المصابة لمدة أسبوع أو اثنين فإن تأثر السياحة لن يقل عن 40%. تأثر طبيعي اما أشرف شيحة رئيس مجلس إدارة شركة الهانوف للسياحة فيري ان تأثر حركة السياحة بالوباء الحالي أمر طبيعي ومتوقع خاصة مع العزوف الذي تشهده حركة السفر والطيران في جميع بلاد العالم حتي ان خسائر شركات الطيران العالمية وصلت إلي 9 مليارات دولار!! ويضيف لم تعد هناك دولة لا يوجد بها هذا الوباء وان تفاوتت درجة انتشاره من بلد لآخر وقد نتج عن ذلك وجود مخاوف إنسانية تؤثر علي قرارات أي شخص بالسفر للخارج سواء كان للسياحة أو للعمل أو للحج والعمرة مشيرا إلي أن قرار السفر يتم اتخاذه الآن بناء علي الضرورة فإذا لم تكن هناك ضرورة للسفر فإن الإنسان قد يعزف عنه خاصة أنه يعلم جيدا ان المرض يمكن أن ينتقل إليه في أي وسيلة نقل والسياحة بالأساس تعتمد علي النقل والفندقة والمطار وكلها أماكن تجمعات وكل هذا يعني ان الحركة السياحية والنقل سيكونان من أشد القطاعات تضررا بهذا المرض ويطالب شيحة الحكومة بتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع هذا المرض وعدم الاصابة به. يقول علوي فريد رئيس شركة ميديترنيال للسياحة: إن تأثير انفلونزا الخنازير علي السياحة لن يقتصر علي مصر فقط وانما يمتد الي جميع دول العالم حيث ستتراجع رحلات الطيران العالمية مما سيؤدي إلي تراجع السياحة بشكل كبير. ويوضح علوي انه لا يمكن تجميد السياحة خوفا من انتشار المرض فاجراءات السفر والتنقل تابعة للحكومة وهي المنوطة والمسئولة عن قرار التجميد أو التوقف ولكن في جميع الاحوال وعلي جميع المستويات لا يمكن للدول ان تغلق مطاراتها وموانيها امام السياح مشيرا إلي أن المشكلة ليست في الوفود الاجنبية القادمة من الخارج فقط وانما تشمل أيضا المصريين العاملين في الخارج فهل ستغلق المطارات أمامهم؟ ويشير علوي إلي ان الحكومة قادرة علي التعامل مع المرضي خاصة بعد مرورها بتجربة انفلونزا الطيور حيث استطاعت الدولة عمل "كنترول" علي المطارات والسفارات والموانئ لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة وقبل دخوله وانتشاره داخل البلد مضيفا ان مبادرة مصر بالقضاء علي الخنازير كاجراء حمائي كان له مردود ايجابي علي السياح في جميع دول العالم حيث أصبح لديهم يقين بأن مصر قادرة علي التعامل مع المرض والتحكم في عدم انتشاره مما يوجد لدي السائح نوعا من الأمان تجاه مصر. ويطالب علوي بوضع خطة توضح للمجتمع خطورة المرض وكيفية التعامل معه والإجراءات الصحية لتجنب الاصابة به مشيرا إلي أن سيارات الاسعاف الموجودة الآن في جميع شوارع مصر لابد ان تتوافر بها معامل مجهزة لحماية الوفود عند حدوث أية أزمة. ويقترح اللجوء إلي السياحة النائية وتكثيف الرحلات السياحية الي المناطق البعيدة عن القاهرة مثل شرم الشيخ والغردقة بالاضافة الي سياحة الصحراء بعيدا عن التجمعات. ويؤكد أحمد رجائي رئيس مجلس إدارة شركة الشجراء للتنمية السياحية ان السياحة ستتأثر سلبيا وبشكل كبير من انتشار مرض انفلونزا الخنازير وان كان اثرها الأكبر سيعود علي رحلات الطيران مضيفا ان الطلب سيقل فالوفود الأجنبية أصبح لديها نوع من القلق والرعب تجاه السفر والرحلات نظرا للتجمعات التي تشهدها الرحلة حيث تشتمل علي وفود من جميع بلدان العالم ومنهم من قد يكون حاملا للفيروس، موضحا ان بوادر الأزمة ظهرت بالفعل فالرحلات التي تم الغاؤها فعليا يمكن ان تصل نسبتها الي 40% من اجمالي الرحلات السياحية. ويشير رجائي الي ان السياحة في الوقت الراهن تعاني من 3 أزمات كبري تتمثل في الأزمة المالية العالمية تليها انفلونزا الطيور وانتهاء بانفلونزا الخنازير والأخيرة اخطرهم واكثرهم سلبا علي السياحة. ويقترح رجائي ان تقوم شركات السياحة بحملات تشجيعية لزيارة الأماكن النائية عن القاهرة وتشجيع رحلات "السفاري" داخل الصحراء تجنبا لاماكن التجمعات مشيرا إلي انه من الممكن ان يقتصر دور الرحلات علي الأماكن المفتوحة جيدة التهوية. ويطالب رجائي الشركات السياحية والمندوبين والمرافقين عنهم في الرحلات بضرورة الابلاغ إذا ظهرت اعراض المرض علي احد السائحين دون الخوف أو الانزعاج علي سمعة الشركة فهذا في صالحها وليس ضدها.